FINANCIAL TIMES

محاولة لوضع الجميع على مركب «رويترز»

محاولة لوضع الجميع على مركب «رويترز»

من عادة نيال فيتزجيرالد رئيس مجلس إدارة ''رويترز'' أن يخطط للمستقبل. ويلجأ رئيس مجلس الإدارة المشارك لشركة يونيلفر سابقا، إلى التحديد المسبق لمواعيد اجتماعات مجلس الإدارة على مدى ثلاثة أو أربعة أعوام مقبلة، بهدف تشجيع أعضاء مجلس الإدارة المشغولين على تفادي تضارب المواعيد. لذا عندما التأم شمل مديري ''رويترز'' في حزيران (يونيو) الماضي في فندق ريفي في ساوث داونز في إنجلترا، لمراجعة الاستراتيجية السنوية، كانوا على استعداد تام لإنجاز المهمة على أكمل وجه. ومنذ أن أصبح رئيس مجلس إدارة غير تنفيذي لمجموعة البيانات المالية قبل عام، ارتفع لمستوى الموقع من خلال تكريس نصف الفترة الزمنية التي يستغرقها كل اجتماع لمجلس الإدارة خلال الأشهر الأولى من العام، لعرض تفصيلي من أحد أقسام ''رويترز''. ويقول توم جلوسر المدير التنفيذي للمجموعة: ''أجرينا مراجعة عميقة امتدت ليومين تناولت تفاصيل واستراتيجية المجموعة في حزيران (يونيو)، لكننا كنا مهيأين لهذه المهمة بطريقة منطقية للغاية''. والسبب، يقول فيتزجيرالد، هو أن مناقشات الاستراتيجية يجب ألا تكون مجرد مسألة تتعلق بعرض التنفيذيين خططهم، ومن ثم يتولى المسؤولون غير التنفيذيين مناقشتها معهم ''لا أعتقد أنك ستصل إلى أي نتيجة أخرى سوى المصادقة الرسمية إذا عوجلت الأمور على هذه الشاكلة. يجب أن تأتي المبادرة من الإدارة، لكن مع دعم مجلس الإدارة''. وأتاحت المناقشات المبكرة حول الأقسام الفردية للمديرين التنفيذيين العودة إلى إداراتهم والسعي لإيجاد الحلول الناجعة للقضايا التي أثيرت من قبل المسؤولين غير التنفيذيين. والسؤال المتعلق بكيفية إدارة مجلس الإدارة من الأسئلة التي يتعذر على رئيس مجلس الإدارة الجديد الحصول على أجوبة عديدة وسريعة لها في لوائح رقابة الشركات التي كتبت على مدار العقد الماضي أو نحوه. والأمر المتعلق بضرورة وجود المديرين حول طاولة مجلس الإدارة، مازالت متروكة، إلى حد بعيد، لتقدير رؤساء مجالس الإدارات بشكل فردي. وعندما يحضر سير ديريك موجان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق للعمليات الدولية في'' سيتي جروب'' أول اجتماع لمجلس الإدارة هذا الشهر، سيكون هو المدير غير التنفيذي الجديد الرابع الذي ينضم إلى مجلس إدارة ''رويترز'' خلال عام واحد. ويعتبر خمسة من أصل تسعة مديرين غير تنفيذيين أعضاء جددا في المجلس، شاملاً ترقية فيتزجيرالد من منصب المدير إلى رئيس مجلس إدارة. والتحق فيتزجيرالد بمجلس الإدارة قبل ثلاثة أعوام تقريبا، في إطار تكليفه بخلافة سير كريستوفر هونج، لكنه كان لا يزال رئيسا لمجلس إدارة شركة يونيليفر حتى العام الماضي. وكان من الواضح أن هناك حاجة لإحداث تغييرات في مجلس الإدارة حتى قبل أن يتولى رئاسة مجلس الإدارة مهامه. ويعلق فيتزجرالد على ذلك قائلا: ''كنت أرغب في بناء فريق يضم أشخاصاً لديهم خبرات متنوعة وجعل المكان أكثر حيوية''. وفي حزيران (يونيو) الماضي، عين كل من لوتون فيت، بيني هيوز، وكين أوليسا (أمرأتان ورجل أسود) لكن لم يكن ذلك ما كان يعنيه بالتنويع وفقا لجلوسر: ''كلانا لديةهقناعة عميقة بضرورة تعيين نسوة في مجلس الإدارة لمجرد أن وجود نساء أمر لطيف. إنهن يضفن رؤى ومجموعة متنوعة من الخبرات التي تعزز في نهاية الأمر القدرة على اتخاذ القرار''. وكان هناك دافع قوي للتغيير داخل مجلس الإدارة، ففي الفترة من أواخر عام 2000 حتى أوائل 2003 هبطت أسهم الشركة بنسبة تزيد على 90 في المائة بعد ''تساهلها بشكل سيئ'' خلال فقاعة الإنترنت. ويحرص فيتزجيرالد على تفادي توجيه أصابع الاتهام لسلفه، لكنه يعترف بأن ''على مجلس الإدارة تحمل المسؤولية''. وكنقطة بداية يقول: ''عندما لا تتعامل مع الحقيقة تواجه صعوبات، وأول مسؤولية للقائد هي توضيح الواقع''. ويتميز هو وجلوسر بجرأة بشأن هذا الواقع، إذ يقول جلوسر: ''تدرجت شركة رويترز من الفشل إلى الوسط ومنه إلى الوضع الجيد، لكن بالتأكيد لم تنتقل من الجيد إلى الممتاز''، مضيفا أنه يرى جيوباً للامتياز كأعمال صرافة العملات الأجنبية، أو الفريق الصحافي التابع لها في القدس والضفة الغربية. ويضيف فيتزجيرالد: ''هناك زوايا مختلفة يمكن النظر منها إلى مجلس الإدارة. هناك الوظائف المحورية، الاستراتيجية، تقييم المخاطر، الأداء المالي، والخلافة. المرء في حاجة إلى مجموعة إضافية من المهارات والخبرات حسب الشركة''. وفي حالة ''رويترز''، خلص فيتزجيرالد إلى أن مجلس الإدارة يحتاج إلى خبرات في صناعة الخدمات المالية التي ينتمي إليها معظم عملاء ''رويترز''، وإلى المعرفة التكنولوجية التي تعزز الأعمال، وإلى فهم خدمة العميل الذي يعتبر نقطة الضعف بالنسبة لـ ''رويترز''. كذلك يحتاج المديرون إلى رؤية دولية وإلى خبرات المسؤولين التنفيذيين، دون إثارة خلافات محتملة. وفي إطار استعراضه التعيينات الجديدة، يقول فيتزجيرالد إن لوتون فيت، الشريكة السابقة في ''جولدمان ساتش'' التي جلبت العديد من شركات الإنترنت إلى السوق، تضيف خبرة في مجال الخدمات المالية والتكنولوجية. أما بيني هيوز التي تصدرت عناوين الصحف الرئيسية لدى تركها وظيفتها رئيسة للعمليات البريطانية والإيرلندية في شركة كوكا كولا لقضاء وقت مع أسرتها، فهي تقدم خبرة العملاء والتسويق. وكين أوليسا، التنفيذي السابق لدى ''وانج لابروتاريز'' سيئة الحظ، الذي يدير حاليا بوتيك صرافة تكنولوجية ''فملم بخبايا التكنولوجيا من خلال عمله رجل مبيعات''؛ وديريك موجان الذي أنهى خدمته مع ''سيتي جروب'' بعد مشاكل نظامية شهيرة عانت منها المجموعة في اليابان، فهو عميل قديم لـ ''رويترز'' عمل في أوروبا، الولايات المتحدة، وآسيا. وانضم المديرون الجدد إلى مجلس إدارة أقدم أعضائه خدمة، شارلس سينكلر المدير التنفيذي لـ ''ديلي ميل'' و''جنرال ترست''، أصبح مديرا عام .1994 وليس لدى فيتزجيرالد متسع من الوقت للحجة القائلة إن أعضاء مجلس الإدارة يفقدون استقلاليتهم إذا بقوا في مناصبهم فترات طويلة. ويعمل ديك أوليفر، رئيس مجلس إدارة ''بي. إيه. إي سيستيمز'' عضوا في مجلس الإدارة منذ عام .1997 وانضم كل من إيان ستراتشان المدير التنفيذي السابق لـ ''بي. تي. آر''، وإد كوزيل كبير موظفي قسم التكنولوجيا السابق في ''سيسكو سيستيمز'' إلى مجلس الإدارة عام .2000 وفور تجميع أعضاء مجلس إدارته، استغل فيتزجيرالد الاجتماع الأول للمجلس، لإبلاغهم بأنه كان من الأهمية بمكان أن يتفقوا على دور المجلس. وبدأ مذكرته قائلاً: ''إنه مجلس إدارة متكامل، يضم مجموعة موحدة تتقاسم أهدافا مشتركة وتسعى لتحقيق غرض واحد. مجلس الإدارة لا يدير الأعمال إنما يدقق في الأسلوب الذي تدار به الأعمال. والفكرة الأساسية التي ينبغي على مجلس الإدارة التركيز عليها هي تحقيق نمو مربح في إطار مخاطر مقبولة''. وختمت المذكرة: ''يجب أن نكون مستعدين للتحدي، المواجهة، والاختلاف، والتقصي، لكن دائما بطريقة بناءة ومساندة لجدول الأعمال. يجب عدم إغفال أي جانب دون تداوله بروح الفريق الملتزم بتحقيق النجاح''. وفي اجتماع مجلس الإدارة الذي عقد في شباط (فبراير)، وزع فيتزجيرالد على أعضاء مجلس الإدارة ورقة أخرى تضم لائحة بالأهداف المراد تحقيقها خلال العام. وأعلن عن نيته بناء علاقة عمل متينة مع جلوسر، وتطوير مجلس إدارة ذي كفاءة عالية، ودعم مجلس الإدارة للموافقة على هوية العلامة التجارية لـ ''رويترز''، والمساهمة في تحديد الاستراتيجية لفترة خمسة أو عشرة أعوام مقبلة، والتركيز على الخلافة داخل مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، وتشجيع عملية تواصل فاعلة داخل الشركة وخارجها. وأنشأ فيتزجيرالد موقعا حصينا على الإنترنت، حتى يتيح الفرصة لأعضاء مجلس الإدارة ''للتعمق'' والحصول على مزيد من التفاصيل غير المضمنة في مذكرته ذات الورقتين، التي غالبا ما توفر المعلومات لمجلس الإدارة دون أن تشكل عبئاً على وقت الإدارة. واستحدث دورتي تخطيط تعقدان مرتين سنويا يتولى خلالهما كل من جلوسر ورئيس إدارة العلاقات البشرية في''رويترز'' محاورة الطبقات الإدارية العليا والتعريف بالموظفين الشباب الواعدين. وأمضى مجلس الإدارة أربعة اجتماعات في مناقشة جوهر العلامة التجارية لـ ''رويترز'' قبل أن يستقر على اختيار العبارة ''مصدري الموثوق''. وتوصيل تلك العلامة التجارية والاستراتيجية الجديدة لهيئة العاملين في الشركة كان ضروريا للغاية، لأن ''من الصعب جدا حفز الناس على النهوض من السرير ليقول الواحد منهم: إنني فعلا مشتاق اليوم للذهاب إلى العمل وتحسين الأداء. يجب أن يكون هناك شيء أكثر جذباً''. ومن غير المحتمل أن يكون تعيين سير ديريك في مجلس الإدارة الأخير في رئاسة فيتزجيرالد الذي يقول: ''أرغب أن تكون معي شخصية آسيوية قوية في مجلس الإدارة؛ وأود أن يكون لدى أحد من أوروبا القارية. لن أمانع في ضم شخص لديه خبرة في الخدمات المالية مع دراية تجارية، الاستراتيجية حسب فهمي ليست شيئاً تفعله في مجموعة أشياء. الاستراتيجية عملية''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES