FINANCIAL TIMES

«ياهو» تدفع بقواتها الخاصة إلى المعركة

«ياهو» تدفع بقواتها الخاصة إلى المعركة

عندما يباشر كيفن سايتس مهمته التالية الأسبوع المقبل، سيعبر الحدود إلى داخل 31 دولة على الأقل خلال رحلة تستغرق عاما، بهدف تغطية أحداث النزاعات المسلحة في كافة أرجال العالم. كذلك يعبر المراسل الحربي المحنك أيضا الحاجز الذي يفصل بين مجموعات الإعلام التقليدية وواجهات الإنترنت التي تقصدها أعداد متزايدة من الناس لنيل مبتغاهم من الأنباء التي يودون معرفتها. وسيعمل سايتس الذي قدم لقطات فيديو مثيرة للجدل تصور أحد جنود مشاة البحرية الأمريكيين وهو يطلق النار على معتقل عراقي أعزل العام الماضي، لحساب البوابة الأمريكية في ''ياهو''. وينظر إلى رحلة سايتس باعتبارها تجربة مهمة للغاية يمكن أن تبشر بتغيرات جذرية في الطريقة التي يحصل بها الجمهور على الأخبار، ومن الممكن أن ترغم مؤسسات الأخبار التقليدية على إعادة النظر في أسلوب عملها الحالي. ويقول أورفيلي شيل عميد كلية الصحافة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: ''يعد هذا بمثابة الاختبار لأنموذج تجاري من نمط مختلف يتم استحداثه في قطاع صحافة البث. لن أستغرب إذا شاهدت في وقت قريب جدا غرفة أخبار كاملة تحتشد بشباب يتجولون في أركان العالم ويراسلون موقع ياهو بقصص إخبارية جديدة''. ويبدو أن سايتس البالغ من العمر 42 عاماً هو الشخص المناسب لتخطي هذا الحاجز. وأمده عمله المتواصل صحافيا لفترة تتجاوز 20 عاما في مؤسسات مثل ''إن. بي. سي.'' ، ''يو.إس تليفيشن نتويرك''، و''سي. إن. إن'' بالخبرة الكافية التي ستسعفه كثيرا لإنجاز هذه المهمة الجديدة، إضافة إلى قدراته الشخصية في جذب المشاهدين أو القراء. وسيسافر مصطحبا معه حقيبة ظهر مليئة بأجهزة التسجيل والإرسال إلى مناطق النزاعات في إفريقيا، الشرق الأوسط، وأمريكا الجنوبية، لكتابة النصوص وإعداد التقارير الصوتية وأخذ الصور الفوتوغرافية، وتصوير لقطات فيديو كي تعرض من خلال برنامجه: ''كيفين سايتس في المناطق الساخنة''. ويؤكد سكوت مور نائب رئيس ''ياهو'' لعمليات محتوى الإعلام، أن بوابة الإنترنت لا تسعى إلى بناء مؤسسة جمع أخبار خاصة بها، إنما الهدف هو إطلاق مبادرة متميزة لخلق محتوى وسائط متعددة تفاعلي بإمكانه الاستفادة من فرص الإنترنت المتاحة. ويقول سايتس إنه سيركز على الروايات الفردية للأشخاص المتأثرين بهذه النزاعات لتوفير رؤية يأمل تنفيذيو ''ياهو'' من خلالها تكملة العناصر الخبرية التي يتم جمعها من الخدمات السلكية، الصحف، ومجموعات الإعلام الأخرى. وتحاول تجربة ''ياهو'' استغلال اتجاهين يهددان النماذج التجارية الراسخة في وسائل الإعلام. الأول، الإقبال المتنامي من قبل فئة الشباب على الإنترنت بوصفها مصدرا رئيسيا للحصول على الأخبار. والثاني، أن المعلنين بدأوا العودة مجددا إلى الشبكة العنكبوتية بعد توقف مؤقت عقب انهيار شركات الإنترنت. وتشير التقديرات إلى أن إعلانات الإنترنت مهيأة للنمو إلى 26 مليار دولار بحلول عام 2010، مقارنة بـ 12 مليار دولار العام الماضي. ولم توقع ''ياهو'' بعد عقودا مع الجهات الراعية حتى الآن. ويسود قلق من أن مواد سايتس يمكن أن تصبح مثار جدل واسع مع المعلنين. لكن شيل يقلل من تأثير ذلك قائلا ''رسالة قناة التلفزيون مدفوع القيمة كوميدي سنترال، هي أنه لا يهم المدى الذي تصل إليه، فطالما أنت قادر على شد انتباه المشاهدين فإنك ممتاز''. لكن إذا كان المعلنون يباعون على الإنترنت، فإن قرار ''ياهو'' تعيين سايتس يعكس أيضا عدم ارتياح متزايد بشأن الطريقة التي يتبعها جامعو الأخبار مثل ''ياهو''، ''جوجل نيوز''، و''توبكس'' في تقديم المحتوى المنتج بواسطة الصحيفة الرئيسية ومجموعات التلفزيون. ويستطيع جامعو الأخبار أن يزيدوا وضوح مستوى رؤية الشركة الإعلامية ويعززوا حركة المرور إلى موقع إنترنت منفذ البيع، لكن من غير الواضح ما إذا كان مثل هذا الأنموذج التجاري سيكون من المصالح المالية طويلة الأمد لمزودي المحتوى. وتحرك البعض فعلا لمنع مجموعات أخبار الإنترنت من استخدام محتواهم. ورفعت وكالة الأنباء الفرنسية دعوى قضائية ضد ''جوجل'' متهمة إياها بخرق حقوق النشر التابعة لها، من خلال استخدام ''جوجل نيوز'' صورا وقصصا إخبارية مقتبسة منها. ويرى لاري برايور أستاذ مادة التقرير الصحافي على الإنترنت في مدرسة أنينبيرج للصحافة في جامعة كاليفورنيا، أن مثل هذه الخلافات الناشئة عن حقوق النشر يمكن أن تتزايد إذا شعرت شركات وسائل الإعلام بأن الشركات الجامعة للأخبار تسبب لها ضرراً أكثر من الفائدة التي يمكن أن تجنيها. ويقول ''بدأ جامعو الأخبار يدركون ضرورة إنشاء محتوى خاص''. ويعتقد العديد من المراقبين أن سايتس، في حالة نجاحه، سيثير شهية الجمهور لمحتوى تفاعلي متعدد الوسائط على الإنترنت. لكن هل يعني ذلك أنه يمثل مستقبل الصحافة؟ ويحذر برايور من أن القليل من الصحافيين يملكون الشخصية، المهارات، والدراية الفنية التي تمكنهم من تنفيذ مثل هذا المشروع. ويقول ''لا أعتقد أن عددا كبيرا من الناس يمكن أن ينجح في ذلك، ولا أعتقد أن صحافة حقيبة الظهر هي موجة المستقبل''. لكن شيل يبدو أكثر تفاؤلا ويشير إلى أن من الأرخص كثيرا بالنسبة لمؤسسات الأخبار أن تدعم مصوري الفيديو الشباب من أطقم التصوير غير المنتمين إلى النقابات ويقول: ''بدأت السوق تفتح بوابة جديدة لجيل جديد من مراسلي الفيديو''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES