FINANCIAL TIMES

«أبل» تلاحق «الصيني» سارق أسرار السيارة الذاتية

«أبل» تلاحق «الصيني» سارق أسرار السيارة الذاتية

اتهمت السلطات الأمريكية موظفا سابقا في شركة أبل بسرقة أسرار تجارية حول مشروع السيارة ذاتية القيادة الذي تديره الشركة، وفقا لشكوى جنائية تم تقديمها في كاليفورنيا.
تم القبض على تشياو لانج تشانج، الذي انضم إلى شركة أبل في كانون الأول (ديسمبر) 2015، من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم 7 تموز (يوليو) الجاري، عندما حاول ركوب طائرة إلى الصين، وفقا لما ورد في طلب الدعوى المقدم إلى المحكمة.
وكان تشانج قد عمل مع شركة أبل في مشروع "لتطوير البرمجيات والأجهزة لاستخدامها في السيارات ذاتية القيادة"، حسبما أفاد طلب الدعوى، وعمل في تصميم واختبار لوحات الدوائر الكهربائية لتحليل بيانات الاستشعار.
يدعي ممثلو النائب العام في الولايات المتحدة أنه قام بتنزيل معلومات من قاعدة بيانات لمشروع سيارة "أبل" ذاتية القيادة – بما في ذلك بيانات متعلقة بمتطلبات الكهرباء ونظام البطارية ونظام تعليق مجموعة نقل القدرة – قبل فترة وجيزة من إبلاغه شركة أبل في نيسان (أبريل) الماضي، عن اعتزامه الاستقالة.
وحسب الادعاء، فقد أخبر الشركة أنه يعتزم العودة إلى الصين ليتولى وظيفة في شركة شياو بنج موتورز، وهي شركة صينية لصناعة السيارات الكهربائية لها مكاتب في جوانججو وبالو ألتو في كاليفورنيا.
وظهر تشانج أمام المحكمة في سان خوزيه في كاليفورنيا يوم الاثنين الماضي وأعيد إلى الحجز، وفقا لبيان منفصل. تم توكيل محام عام للدفاع عنه، ولم يرد على الفور على مكالمة تطلب منه التعليق. لم تستجب شركة تشياو بنج موتورز، والمعروفة أيضا باسم إكس موتورز XMotors، على الفور لطلبات التعليق. وفقا لادعاء يوم الثلاثاء الماضي، ادعى تشانج أنه انضم إلى مكتب شركة إكس موتورز XMotors في كاليفورنيا بعد مغادرة شركة أبل. وقال متحدث باسم شركة أبل: "تأخذ أبل السرية وحماية حقوق الملكية الفكرية على محمل الجد. نحن نعمل مع السلطات في هذا الشأن وسنفعل كل ما في وسعنا للتأكد من خضوع هذا الشخص وأي أفراد آخرين معنيين للمساءلة عن أفعالهم".
تأتي هذه الادعاءات في الوقت الذي يدق فيه المشرعون الأمريكيون ناقوس الخطر حول جهود الصين لتأمين أحدث التقنيات كجزء من خطة "صنع في الصين" لعام 2025.
تحت حكم دونالد ترمب، أصبحت الحكومة الأمريكية أكثر نشاطا وقوة في منع عمليات الاستحواذ على الشركات الأمريكية من قبل المستثمرين الصينيين.
الاتهامات ضد تشانج تأتي في أعقاب حالات سرقة أخرى لأسرار تجارية قدمها المدعون العامون الأمريكيون.
في الأسبوع الماضي، فرضت محكمة في ولاية وسكنسن غرامة قدرها 1.5 مليون دولار، الحد الأقصى المسموح به، على شركة ساينوفيل ويند جروب Sinovel Wind Group، وهي شركة صينية لصناعة توربينات الرياح مدانة بسرقة أسرار تجارية من شركة إيه إم إس سي AMSC ومقرها ولاية ماساتشوستس.
شركة إكس موتورز من عشرات الشركات الناشئة التي تعمل في السيارات الكهربائية المستقلة في وادي السيليكون ولديها داعمون بارزون.
كما أن شركات علي بابا وآي دي جي وفوكسكون هم من بين مستثمريها. وفي هذا العام، عينت الشركة مصرفيا كبيرا سابقا في بنك جيه بي مورجان في آسيا، بريان جو، في منصب رئيس الشركة ونائب رئيس مجلس الإدارة.
بدأت التفاصيل في الظهور حول مشروع شركة أبل السري لإنشاء سيارة كهربائية في أوائل عام 2015، حيث اقتنصت الموظفين من شركات صناعة السيارات، بما في ذلك من شركتي تيسلا ومرسيدس بنز Tesla وMercedes-Benz.
ومنذ ذلك الحين، نادرا ما ناقشت شركة أبل خططها، لكن الطلبات المقدمة إلى الأجهزة التنظيمية، بما في ذلك تصريحها باختبار السيارات المستقلة في كاليفورنيا العام الماضي، تعطي لمحة عن استراتيجيتها.
في ظل المشروع، الذي يحمل الاسم الرمزي "تايتان"، خضع الجهد لتغيير في الاستراتيجية في منتصف عام 2016، بعد استبدال قائده المبدئي ستيف زاديسكي بموظف شركة أبل المخضرم بوب مانسفيلد.
في الوقت الحالي، تركز شركة أبل على تطوير الأنظمة الأساسية المطلوبة للقيادة المستقلة، بدلا من السيارة نفسها. ويتضمن ذلك خطة لاختبار خدمة نقل مكوكية ذاتية القيادة لنقل الموظفين في أرجاء مكاتبها في وادي السيليكون.
وقالت الشكوى ضد تشانج إن نحو 5000 من موظفي شركة أبل، البالغ عددهم 135 ألف موظف، من الذين يعملون بدوام كامل، لديهم تصريح أمني لدخول "تايتان"، على الرغم من أن هذا الرقم قد يشمل موظفين من أقسام مختلفة في الشركة يعملون في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مئات الأشخاص العاملين في مشروع السيارة نفسه.
ويزعم أن تشانج قال لشركة أبل في 30 نيسان (أبريل) الماضي، إنه يعتزم الاستقالة بعد عودته من إجازة الأبوة.
لقد أخبر مشرفه أنه سيعود إلى الصين ليكون قريبا من والدته، التي قال إنها مريضة. وفي وقت لاحق في الاجتماع، قال إنه يعتزم العمل لدى شركة إكس موتورز XMotor، وفقا للطلب المقدم يوم الثلاثاء الماضي.
من الواضح أن تعليقاته أثارت شكوك مشرفه. وقد طلب من تشانج تسليم الأجهزة التابعة لشركة أبل ومغادرة حرم الشركة تحت الحراسة، وإبطال إمكانية وصوله إلى الشبكة والمبنى، حسبما جاء في الطلب.
بدأت شركة أبل تحقيقا داخليا، وتدعي أنها توصلت إلى أنه قام بتحميل معلومات حول مشروعها للسيارات ذاتية القيادة.
وأظهرت لقطات الدوائر التلفزيونية المغلقة أنه أخذ صندوقا كبيرا من مختبر السيارات ذاتية القيادة الذي تديره شركة أبل، قبل فترة وجيزة من إبلاغ مشرفه عن استقالته، حسبما زعمت الحكومة الأمريكية.
كان الصندوق يحوي على لوحين لدارة كهربائية وخادم، وفقا لما ورد في الإفادة، التي ذكرت أن تشانج قال لشركة أبل في اجتماع ثان في 2 أيار (مايو) الماضي، إنه يأمل أن تساعده المواد التي أخذها حول مشروع منفصل في شركة أبل، كان يريد الانضمام إليه.
ويزعم أنه اعترف بنقل البيانات إلى الحاسوب المحمول لزوجته، الذي سمح لباحثي شركة أبل بدراسته.
وأعربوا عن قلقهم بشأن 40 جيجابايت من البيانات في ملف يدعى ريسنت RECENT وأخبروا مكتب التحقيقات الفيدرالي أن 60 في المائة من البيانات على الكمبيوتر المحمول هي "شديدة الإشكالية"، وفقا لما ورد في الإفادة.
وفي 27 حزيران (يونيو) الماضي، فتشت المباحث الفيدرالية منزل تشانج بعد أن اتصلت بها شركة أبل وحققت معه في اليوم نفسه، وفقا للإفادة.
وقالت السلطات الأمريكية، إنه اعترف بتنزيل الملفات من شركة أبل ونقلها إلى حاسوب زوجته، لأنه كان يعلم أن عليه أن يسلم أجهزة الشركة الموجودة بحوزته عند الاستقالة.
وفي 7 تموز (يوليو) الجاري، اكتشف عملاء المباحث الفيدرالية أن تشانج كان قد حجز رحلة في الطائرة إلى الصين، كانت ستغادر في اليوم نفسه.
من ثم، فقد اعتقلوه "دون أن يبدي أي مقاومة" بعد أن اجتاز الحاجز الأمني في مطار سان خوزيه الدولي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES