أخبار اقتصادية- محلية

مكاسب اقتصادية تنتظر الأحساء .. تتصدرها السياحة والزراعة والصناعات الحرفية

مكاسب اقتصادية تنتظر الأحساء .. تتصدرها السياحة والزراعة والصناعات الحرفية

قال اقتصاديون ومختصون في مجال السياحة، إن انضمام واحة الأحساء لقائمة التراث العالمي سيحقق لها مكاسب اقتصادية على المدى البعيد، لاسيما أن الأحساء تتمتع ببنية اقتصادية متعددة كونها تمثل مخزونا للنفط في السعودية، بما يعادل 7 في المائة، إضافة إلى احتوائها على كميات هائلة من المعادن والمنتجات الزراعية مدعومة بخطوط نقل كالسكك الحديدية ومطار على أعلى مستوى.
وتوقعوا لـ"الاقتصادية" استقطاب الأحساء استثمارات محلية وأجنبية للدخول في قطاع السياحة، خاصة السياحة الشاطئية، وقطاع الفندقة والترفيه، إلى جانب الصناعات الحرفية التي تتمتع بها المنطقة، وقطاع الزارعة والخدمات اللوجستية.
وأكد المهندس عبدالله الشايب، مهندس استشاري رئيس فرع جمعية علوم العمران في الأحساء، أن هناك حقولا نفطية موجودة في الأحساء من أهمها حقل الغوار وخريص وحرص، إضافة إلى النفط الصخري في صحراء الجافورة، والغاز في حقل الشيبة، ومناجم صخور الأسمنت والجبس والطوب الأحمر والدلميات، والحجر الجيري الذي يستخدم في عدد من الصناعات كالحديد، والزجاج، والبلاستيك.
وأشار إلى أن هذه المقومات تشكل داعما حقيقيا للاقتصاد المحلي ومن شأنها تحريك عجلة التنمية في الأحساء مستفيدة من إرثها التراثي والثقافي الذي كان عاملا مهما في ضم المنطقة إلى قائمة التراث العالمي بـ"اليونسكو".
وأوضح أن البنية الاقتصادية للأحساء متعددة، مع كونها مخزون الطاقة البترولية للمملكة بما يعادل 7 في المائة، إضافة إلى وجود مطار دولي ومحطة سكة حديد وشبكة مواصلات تربطها بالعاصمة الرياض والدمام ودول الجوار، فضلا عن وجود بنية تحتية من الجامعات ومراكز الأبحاث وناد أدبي وجمعية ثقافة وفنون وعدد من الجمعيات العلمية والخيرية والنوادي الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني.
وذكر أن الاستفادة من الحدث العالمي وتفعيله كمحرك اقتصادي سواء في زيادة الدخل أو تنمية الموارد البشرية مهم للغاية في دائرة سكان مستهدفة لتصبح 14 مليونا في محيط الأحساء في عدة مجالات سياحية، وذلك بتطوير البنية التحتية سواء عبر زيادة مراكز الإيواء، مشيرا إلى أن عدد الغرف الفندقية يبلغ حاليا نحو 4400 غرفة، ما يتطلب تنويع مستوى الخدمات الفندقية لتوائم الأطياف المختلفة العمرية والثقافية، وما يتبع ذلك من خدمات الطعام والنقل.
وأوضح أن الأحساء إلى جانب كونها منطقة نفطية ومعدنية فإنها واحة زراعية يوجد بها أكثر من أربعة ملايين نخلة، منها ثلاثة ملايين منتجة، إضافة إلى كونها تمثل سلة غذاء في بعض المواسم، ناهيك عن احتلالها مساحة كبيرة من سواحل المملكة على الخليج العربي، كما أن الأحساء تتمتع بموقع جغرافي مميز عبر تاريخها المتجذر على طريق التمور والتوابل والبخور، وسوق المشقر وهجر.
وأشار الشايب إلى أنه مع إعلان "اليونسكو" ضم الأحساء إلى قائمة التراث العالمي، زاد مستوى المسؤولية لمواكبة الاستفادة من ذلك.
ولفت إلى أهمية تنمية الصناعات الحرفية، حيث تمتلك الأحساء قدرات نوعية فنية إبداعية قادرة على المنافسة، وبانضمامها لقائمة التراث العالمي فإن هذا سيساعد على التسويق المحلي لخدمة المواطنين والمقيمين والزائرين.
وتابع: هناك تجارب مبدئية مشجعة مثل برنامج "بارع" في هيئة السياحة الذي أنشأ مركز الإبداع الحرفي ليكون واجهة تسويقية لمخرجات حرفية ذات جودة عالية.
وأوضح أن الأحساء يوجد بها أكثر من 300 حرفة، كثير منها تستفيد من خامات محلية، ما يعني تعزيز تشجيع التدوير واستغلال المواد الخام المحلية، وكذلك التمكين بإيجاد علاقات تجارية لما تمثله من سلاسل الإمداد للخامات المستعملة بين الابتكار والاستدامة في الصناعات الحرفية، مع ضرورة إدخال حرف جديدة لتواكب احتياجات السكان.
وأشار إلى أن مركز النخلة للصناعات الحرفية في الأحساء قدم جهدا مميزا في التدريب الحرفي وإيجاد موارد بشرية شبابية من الجنسين للدخول في سوق العمل، كما أن كلية الفنون الجميلة المزمع افتتاحها بجامعة الملك فيصل في الهفوف، ستسهم في إيجاد بيئة أكاديمية بمخرجات مؤهلة، خاصة أنها تعتبر الكلية الأولى من نوعها في المملكة، مبينا أنه يجري العمل على إنشاء كلية للسياحة والفندقة في المبرز، ما يدعم قطاع السياحة في الأحساء بشكل خاص والمملكة على وجه العموم.
وأكد المهندس الشايب أن العمل جار لزيادة الاستثمارات في الأحساء باعتباره أمرا مهما خاصة الاستثمارات الأجنبية، حيث إن استقطابها سيكون بمثابة امتحان جاد للجهات المعنية بقطاع السياحة، مضيفا أن توجيه البوصلة للمقومات والفرص الاقتصادية المتاحة في الأحساء جانب مهم للغاية، لاسيما أن هذه الفرص ستكون ذات أفق عريض مثل الاستثمارات في المجال الرياضي والصحي، وسياحة المؤتمرات، والسياحة الثقافية والسفاري.
وقال "مع تزايد عدد السياح فإن الأحساء بحاجة إلى تفعيل مطار الهفوف، وزيادة عدد رحلات محطة السكة الحديد، وكذلك الاهتمام بالاستثمارات السياحية الشاطئية، لذا فقد آن الأوان أن تبدأ شركة العقير للسياحة عملها على الأرض، ما سيوفر أكثر من 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، كما يجب البدء في نشاط صيد الأسماك الذي يعتبر من الصناعات المغيبة في الأحساء، حيث إن هذا النشاط سيوفر استثمارات عالية واستغلال أمثل للثروات السمكية".
ولفت إلى أن إنشاء مدينة الأصفر المزمع إقامتها شرق العمران التي تضم 100 ألف وحدة سكنية يجعل الأحساء منطقة استقطاب للعمل والسكن، مشيرا إلى أن الاهتمام بهذه الجوانب يجب ألا يغفل أهمية الحفاظ على البيئة التي تتمتع بها الأحساء من أجل تحقيق تنمية مستدامة.
بدوره، أكد الدكتور محمد القحطاني، خبير اقتصادي، وأستاذ في جامعة الملك فيصل، أن الأحساء تعتبر مصدرا للنفط في المملكة، حيث إن كثيرا من إنتاج النفط يستخرج من حقول موجودة فيها، علاوة على أنها تتمتع بخيرات متعددة، لذا فإن ضم الأحساء لقائمة التراث العالمي ستسرع وتزيد من عجلة التنمية، خاصة أن المنطقة تمتلك بنية تحتية متكاملة بفضل دعم الدولة، ما كان له الأثر الكبير في تحقيق قفزات في مجال التنمية خلال السنوات الماضية.
وذكر أن الأحساء تحتوي على كميات هائلة جدا من المعادن في بحر العقير، والخليج العربي ومن بينها الجبس، كما أن جبال الأحساء يوجد بها كميات كبيرة من الحجر الجيري؛ وهو من المعادن التي تستخدم في عديد من الصناعات، كالحديد والبلاستيك والزجاج وغيرها من الصناعات الأخرى.
وتابع: الأحساء أصبحت وجهة سياحة يقصدها كثير من السياح الأجانب الذين يبحثون عن التاريخ والتراث والثقافة والمعالم الأثرية كعيون المياه والنخيل التي تجاوز عددها 10 ملايين نخلة.
وأوضح أن الأحساء تعتبر متنفسا للسياحة على البحر، متوقعا أن تجذب عددا كبيرا من زوار منطقة الرياض التي يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين نسمة في ظل وجود وسائل نقل جيدة كخطوط السكك الحديدية ورحلات الطيران عبر مطار الأحساء، والطرق البرية السريعة.
وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب الاهتمام بالسياحة الثقافية والتراثية وهي من الجوانب التي يهتم بها السياح الأجانب الذين سينفقون جزءا من ميزانيتهم في منطقة الأحساء، داعيا إلى اعتماد مشاريع جديدة في المنطقة تنسجم مع "رؤية المملكة 2030" التي تنادي بالاهتمام بقطاع السياحة، والصناعة، والمعادن.
وتوقع أن تكون الأحساء جاذبة للشركات الفندقية العالمية والاستثمارات الأجنبية والمحلية خاصة في قطاعات السياحة والترفيه والزراعة.
من جهته، أوضح محمد العفالق، رئيس اللجنة السياحية بغرفة الأحساء، أنه بعد انضمام واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي، فإن "اليونسكو" ستكون متابعة لحركة التطور في المنطقة، وبالتالي يتطلب ذلك المحافظة على الآثار والتراث من خلال الصيانة الدورية.
وقال إن كل المدن في العالم التي سجلت في قائمة "اليونسكو" أصبح لها مردود اقتصادي كبير، وهذا ما سينطبق على الأحساء، متوقعا استقطاب استثمارات محلية وأجنبية للاستثمار في القطاعات التي ترتبط بقطاع السياحة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية