Author

مجتمعنا سليم .. لن يخدشه حدث شاذ

|
"مجتمعنا يتسم بالأخلاق الحميدة والممارسات السلوكية السليمة، لكن هناك من يخالف الفطرة السليمة، ويمارس نوعا من السلوك غير الأخلاقي، ومن ذلك سلوك التحرش بالقول أو الفعل أو الإشارة، وبأي وسيلة كانت بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة". بهذه الكلمات علق الشيخ سعود المتعب النائب العام بعيد أمره بالقبض على الشاب المتحرش بالأطفال عبر "ألعاب البلاي ستيشن" المدعو "طمبق"، ولم يكتف الشيخ المتعب بالدفاع عن طهارة المجتمع السعودي، والتأكيد على أن تلك الأحداث الشاذة لن تقلل منه أو تخدش طهارته، ونقاء أفراده، بل تعهد بملاحقة تلك الفئة الضالة القليلة جدا جدا جدا، وتطهير المجتمع منهم ومن دنسهم. تحرك النائب العام السريع مع المتحرش "طمبق"، والأمر بالقبض عليه، الذي تم خلال أقل من 24 ساعة، رغم شح المعلومات أثلج صدر الجميع وأسعدهم، وأكد لهم من جديد أن قبضة الدولة قوية وصارمة ورادعة، ولن يفلت من العقاب كل متجاوز سواء متحرشا أو غيره، وأن القانون سيطل الجميع، ولن يفلت منه أحد حتى لو حاول التواري خلف المعرف الوهمي. يجب ألا تهز تلك الحادثة وغيرها من الأحداث الشاذة من ثقتنا في مجتمعنا ومن شبابنا، ففي الوقت الذي أشغلتنا حادثة "طمبق"، كانت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية تتناقل خبر استشهاد شابين سعوديين من المبتعثين في أمريكا، بعد أن جرفتهما السيول، وهما ينقذان طفلا أمريكيا علق في السيل، في مشهد وصفه الإعلام الغربي بالبطولي ونعتهما وزارة الخارجية الأمريكية والجامعة التي يدرسان فيها. ما أعنيه أن هؤلاء الشواذ فئة قليلة جدا تعاني أمراضا نفسية، ولا تمثل إلا نفسها ولا يمكن أن تهز ثقتنا في مجتمعنا أو في شبابنا، وأيضا لا يمكن أن تجعلنا نحجر على أطفالنا أو نضيق عليهم، بل هي بمنزلة جرس إنذار لا أكثر للآباء والأمهات الغافلين، ويجب أن تزيدهم قربا من أطفالهم وتكثيف التوعية والإرشاد من المخاطر التي قد يقعون فيها في حال تعرضهم، وهم يمارسون ألعابهم للمتحرشين والمبتزين، وأن تجعلهم قريبين منهم بالدرجة التي تجعلهم يبوحون لأولياء أمورهم بما يتعرضون له من مضايقات، وأن يبادروا بالإبلاغ عمن يضايق أبناءهم بالتحرش أو بالابتزاز، بعد أن تعهد النائب العام بملاحقتهم وتطهير المجتمع منهم.
إنشرها