Author

هل لوزارة العمل أن تساعد الشباب؟

|

حـين كلــــــــف المهنـــدس عبد الرحمن الفضلي بمهام وزارة البيئة والزراعة والمياه، وجد أمامه عشرات المواطنين الذين يعانون تعثرا وعجزا في تسديد بعض القروض الزراعية التي اقترضوها من صندوق التنمية الزراعي، ولم يستطع أغلبهم الوفاء بالسداد بسبب موجات الجفاف التي أثرت في مزارعهم وكبدتهم خسائر كبيرة، وقد قام الوزير مشكورا بالرفع "للمقام السامي" بطلب إعفائهم من تسديد هذه القروض، نظرا لظروفهم، فأصدر خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ أمره مباشرة بإعفائهم، واستفاد من هذا الأمر ما يقارب 40 ألف مواطن، بمبلغ يصل إلى مليار ريـال. وقد كان قرارا تاريخيا وإنسانيا لشريحة مهمة من المجتمع.
اليوم يتكرر الوضع مع" و زارة العمل" وبنك التنمية الاجتماعي، الذي قام مشكورا بمساعدة مئات الشباب والشابات ضمن برامج قروض المنشآت الصغيرة والمتوسطة، لكن هناك مجموعة ليست كبيرة ولا تتجاوز 10 في المائة من المقترضين، تعرضوا لخسائر خارجة عن إرادتهم لأسباب متعددة، منها صعوبة المنافسة مع شركات كبيرة، وسيطرة الوافدين على بعض المناشط، ووجود الاحتكار، ونقص الخبرة في التسويق وإدارة الأعمال، وأسباب أخرى لا تخلو منها السوق.
ولأن هؤلاء الشباب أبناؤنا، وقد اجتهدوا من أجل تحقيق أحلامهم، لكنهم اليوم في وضع صعب نتيجة تكالب الديون، وبعضهم تعرض لإيقاف الخدمات والمطاردة في المحاكم من الكفلاء والمصارف. وقد كتبت مقالا سابقا في مطلع شهر رمضان عن بعض الحالات التي أعرفها، وبعد المقال وصل إليّ كثير من الحالات التي تتشابه في المعاناة ويأملون من المهندس أحمد الراجحي، وزير العمل، مساعدتهم. ومن خلال بعض الإحصائيات التي اطلعت عليها لصندوق التنمية الاجتماعي، لم تتجاوز المبالغ المتعثرة 130 مليون ريـال وعدد المتعثرين لا يتجاوز 600 شاب وفتاة من أصل أكثر من 120 ألف مقترض. وما أنا متأكد منه أن أغلب هؤلاء الشباب، وبنسبة كبيرة جدا، لم يكونوا مماطلين ولا متلاعبين أو مستهترين بالعمل، كما يردد بعض المدعين بلا علم. ولا أظن يصعب على وزير العمل، وهو ابن أسرة ذات بصمة عالية في الأعمال الخيرية والإنسانية أن يبادر بالرفع للمقام السامي بظروف هؤلاء الشباب ويطلب إعفاءهم، وقد تعودنا من القيادة- حفظهم الله- القرب من المواطن والمبادرة برفع المعاناة عن كل متضرر.
إن مبادرة مثل هذه ستحرر مئات الأسر من ضغوط عديدة وهموم متراكمة لا يعرفها إلا من يعانيها، فهل يفعلها وزير العمل؟

إنشرها