Author

«هيئة الأوقاف» .. عام من الصمت

|
كنت من أكثر المتحمسين لتأسيس "الهيئة العامة للأوقاف"، وطالبت بها في أكثر من مقال نشرته "الاقتصادية"، وتحققت الأمنية قبل عامين وأُسِّست الهيئة وعُيِّن محافظ لها وخلال أيام قليلة ستكمل الهيئة عامها الأول. وبحثت عن أخبار الهيئة الوليدة ونشاطاتها وفعالياتها فلم أعثر علي شيء! حتى حسابات الهيئة على مواقع التواصل أو موقع إلكتروني لا توجد أي معلومة، وليس هناك سوى الصمت المطبق. ولا أعرف ماذا تم في هذه الهيئة المنتظرة التي تشكل أملاً كبيراً في النهوض بقطاع الأوقاف الواعد؟ يُفترض خلال عام أن تخبرنا الهيئة ما توجهاتها؟ وما خططها الرئيسة؟ ما الهيكل الوظيفي الذي ستعتمده؟ ما الكفاءات التي يُفترض بها إدارة الثروات الوقفية المتعددة التي تديرها الهيئة؟ أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة. وهذا الصمت الطويل مقلق في ظل ترقب المجتمع انطلاق أعمال الهيئة وتطويرها. الثروة الوقفية التي كانت معطلة ومبعثرة وتحت اجتهادات فردية خسرنا معها فرصاً هائلة للنمو والتطوير، ويكفي أن نعرف أن أصول الأوقاف الحالية تتجاوز 500 مليار. وتشير الإحصاءات المنشورة إلى أن قيمة الأوقاف المستثمرة في السعودية لـ 156 مشروعاً نحو 312.6 مليار ريال بنهاية 2016؛ منها 88 في المائة لمشاريع تحت التصميم والتنفيذ. كما أن حصر الأوقاف الحالية في المملكة بلغ 33229 وقفاً مسجلاً منها في الحاسب الآلي 8570 وقفاً فقط، بينما 24650 وقفاً ما زالت مدونة في السجلات الورقية 44 في المائة؛ منها مزارع وأراض، وسجلت إيرادات مكة والمدينة المنورة 325 مليون ريال سنوياً. وطالب كثير من الندوات وورش العمل التي عقدها مختصون ومهتمون بالوقف خلال العامين الماضيين ونُشر معظمها في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بأهمية النهوض بالقطاع من حالة الركود والأداء العشوائي التي يعيشها، وحصر الأوقاف بشكل تقني واستثمارها بشكل فاعل في التنمية الاجتماعية، وتحديث الأنظمة، وتحسين التشريعات، وتفعيل الرقابة والمحاسبة المالية، واعتماد الحوكمة، بما يتضمن تحفيز القطاع ليكون جاذباً وفي حالة نمو مستمر مع التركيز على استقطاب الكفاءات، المتخصصة وتفعيل خطط التدريب، والتسويق الذكي لتقديم منتجات وقفية جديدة ومبتكرة. إن هذا الصمت لا يتناسب مع المتطلبات المستقبلية لـ "هيئة الأوقاف"؛ حيث نصت "رؤية 2030" على النهوض بقطاع الأوقاف ليكون قطاعاً حيوياً وفاعلاً في تحقيق التنمية الاجتماعية.. فماذا لدى الهيئة مستقبلاً؟ ملخص المادة : إن هذا الصمت لا يتناسب مع المتطلبات المستقبلية لـ "هيئة الأوقاف"؛ حيث نصت "رؤية 2030" على النهوض بقطاع الأوقاف ليكون قطاعاً حيوياً وفاعلاً في تحقيق التنمية الاجتماعية.. فماذا لدى الهيئة مستقبلاً؟
إنشرها