المصنعون يتجاهلون خطر المواد الكيماوية .. والحل في المنتجات الطبيعية

 المصنعون يتجاهلون خطر المواد الكيماوية .. والحل في المنتجات الطبيعية

أصبح الإنسان في الوقت الحاضر يعتمد على المنتجات الاستهلاكية المختلفة التي يدخل في صناعتها الكثير من المواد الكيماوية، وهي توجد بشكل ملحوظ في الطعام والشراب، والملابس، ومستحضرات العناية الشخصية، ومساحيق التنظيف وغيرها، حيث تعد مستلزمات ضروريات وحاجات أساسية لكل فرد في المجتمع. وأثبتت عقود طويلة من الأبحاث والدراسات والاكتشافات ضرر هذه المواد على كل من يتناولها أو يستخدمها، إلا أن الأسئلة ما زالت تثار حول هذه المركبات الكيماوية: هل بدأت المصانع المنتجة للمواد الاستهلاكية في اتخاذ تدابير تمنع أو تحد من استخدام المواد الضارة؟ وهل تقوم الهيئات الصحية أو المنظمات المسؤولة عن حماية المستهلك سواء كانت حكومية أو مستقلة بدورها في مراقبة تلك المصانع؟ حول هذه التساؤلات أكد لـ"الاقتصادية" المهندس أمجد قاسم الباحث والمتخصص في تكنولوجيا الصناعات الكيميائية، أن هناك الكثير من الأبحاث والدراسات والمعلومات المتوافرة عن مخاطر المواد الكيماوية، التي يتجاهلها كثير من المصنعين المروجين للمنتجات الصناعية الحديثة، وذلك سعيا وراء الربح المادي السريع، كما أنهم يتجاهلون نتائج الدراسات والأبحاث الدالة على خطر هذه المواد على صحة الإنسان، التي قد يكون معظمها في غير صالحهم. وأضاف أنه طبقا لدراسات مجلس البحوث القومي الأمريكي، فإن البشرية تستخدم ما يقارب 50 ألف مادة كيماوية بشكل واسع، وأن نحو 80 في المائة منها أثبتت سميتها وخطورتها، مشيرا إلى أن المعلومات والاختبارات المتوافرة عن التأثيرات الحادة الدقيقة الناجمة عن الاستخدام اليومي لهذه المركبات أن تشكل أقل من 20 في المائة، في حين أن المعلومات والاختبارات المتوافرة عن التأثيرات المزمنة التراكمية والطفرات وقدرتها على إحداث خلل بيولوجي حاد في الخلايا والسرطان لدى الإنسان لا تتجاوز10 في المائة من هذه المواد. أعراض خطيرة وأفاد المهندس قاسم، أن المواد الكيماوية هي مواد سامة ومسؤولة عن طائفة كبيرة من الأمراض والعلل الخطيرة التي تصيب الإنسان، كالربو، والأكزيما، والصداع النصفي، وآلام المفاصل والعضلات، والتهابات الجهاز التنفسي، والتهابات العين، والغثيان، والكحة، والضعف العام، وفقدان البصر، كما أن بعضها يتراكم في الخلايا الدهنية داخل جسم الإنسان ويؤدي إلى تلف الكبد، والكلى، والرئة على المدى الزمني البعيد، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يستنشقون هذه السموم باستمرار قد يصابون بالعقم وانخفاض الخصوبة وضعف القدرة الجنسية ومشكلات معقدة في الدورة الدموية أو الموت. ولفت القاسم، إلى أنه في الواقع لا نحتاج إلى كل هذه المركبات والمواد والمستحضرات الصناعية المختلفة، فالسعي وراء الإعلانات التجارية والانبهار بالمنتجات الحديثة لا يخدم المستهلك أبدا، والمستفيد الوحيد هم أصحاب هذه الشركات الصناعية، الذين يكرسون كل جهد ممكن للترويج لبضائعهم ومنتجاتهم ضاربين عرض الحائط بمصلحة المستهلك، إن العودة إلى المنتجات الطبيعية هو خير بديل وهو الحل الأمثل لهذه المشكلة الكيميائية الخطيرة. بدائل آمنة وأشار الباحث والمتخصص في تكنولوجيا الصناعات الكيماوية، إلى أن الحناء مثلا يمكن أن تكون بديلا مناسبا للعناية بالشعر، والزيوت النباتية، يمكن أن تكون بديلا مناسبا للعناية بالجسم والجلد، واستعمال صودا الجير المذابة في الماء يمكن أن يكون بديلا مناسبا لمنظفات الأفران التي يدخل في تركيبها مواد قاعدية قلوية سامة، واستخدام مصائد الحشرات الكهربائية الضوئية بديلا مناسبا عن المبيدات الحشرية، كما يمكن استخدام الخل لتعقيم الخضار والفواكه الطازجة بدلا من مواد التعقيم الكيماوية التي تباع في الأسواق.
إنشرها

أضف تعليق