Author

صندوق «هدف» .. آليات تناسب اليوم والغد

|

خلال مشاركته في مؤتمر القيادات الخليجية الذي عقد تحت عنوان "قيادة المنظمات في بيئة مضطربة" أوضح رئيس الوزراء الماليزي أن سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لو اتبعتها ماليزيا لازدادت فقرا وفشلا ولأفلست تماما، وأضاف أن الاستقرار السياسي والأمني هو أساس النمو الاقتصادي، موضحا أن العالم في حالة فوضى دائمة، لذلك يصعب تحقيق نمو دائم في دولنا ما لم تتبع استراتيجيات وسياسات ناجحة، لذلك علينا أن نجد الحلول من داخلنا، وبدأنا على سبيل المثال بإصلاح البنية الخدمية والتشريعية فاستقام الاقتصاد لدينا.
وطننا ولله الحمد والمنة نحظى فيه بنعمة الاستقرار السياسي والأمني وهي نعمة نحسد عليها خصوصا ونحن نرى أوضاع كثير من الدول القريبة منا. وعملت قيادتنا على بناء "رؤية 2030" مستهدفة تحقيق نمو اقتصادي ينعكس على إيجاد للوظائف. ومن المبادرات الداخلية تبنى القطاع الخاص قبل سنوات فكرة إنشاء صندوق الموارد البشرية «هدف» يمول من قبله لدعم توظيف المواطنين وباركها في حينه رئيس المجلس الأعلى للقوى العاملة الذي ترأسه الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله-، وبدأت مسيرته بالعمل بآليات وتطورت مع الوقت نتفق مع بعضها ونختلف مع البعض الآخر.
أين نحن اليوم؟ سؤال أطرحه هل الصندوق يسير وفق ما يتمناه القطاع الخاص؟ إجابتي ورأيي الشخصي .. لا، ولكن اليوم مع تولي إدارة جديدة للصندوق المأمول منهم العودة بداية لأسس إنشائه وهي تمويل ودعم توظيف المواطنين، الجلوس مع القطاع الخاص الممول والاستماع إلى آرائه وصولا لقناعات تحقق المتمنى من خلال آليات جديدة تتناسب وزمن "رؤية 2030"، وسأضرب مثلا القطاع الصناعي الموظف بديمومة هل بالإمكان تكون آليات الدعم تتشابه والقطاعات الأخرى والجواب بالطبع لا. الاستثمار الصناعي استثمار طويل المدى من ناحية المردود. لذا يجب أن تكون آليات التعامل معه مختلفة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال دعم التدريب بالشراكة مع جهات متميزة ككلية الجبيل الصناعية، معهد الجبيل التقني ومعهد الإدارة، دعم التدريب على رأس العمل للتأهيل الفني الذي يتناسب مع احتياجات وآلات كل مصنع ومن ثم دعم الرواتب لفترات أطول تتناسب وخاصية القطاع. من جانب آخر، يجب العمل على إيجاد شراكات مع الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي وهيئة المدن الصناعية والهيئة الملكية للجبيل وينبع لدعم قطاعات صناعية مستهدفة ومدن صناعية معينة اعتمادا على توافر ميز نسبية معينة بها أو كثافات سكانية يمكن تأهيلها لتكون مؤهلة للراغبين في الاستثمار في تلك المناطق.
باختصار نأمل في صندوق يتفاعل ويبادر بآليات جديدة تتناسب مع خصائص القطاع وديمومة العمل فيه، وتتناسب مع احتياجاته والقطاعات الأخرى بآليات تتناسب مع خصائصها المتنوعة.

إنشرها