Author

أهمية إعداد السفراء .. في هذه المرحلة

|

اهتمت السعودية باختيار سفرائها من ذوي الكفاءة والخبرة في شؤون الحياة وحسن التصرف والوطنية منذ عهد الملك عبدالعزيز- رحمه الله- وكان من بينهم سياسيون ورجال أعمال يتحدثون بلغات عديدة.. ومن وصايا الملك المؤسس لهم عند تعيينهم أن يتقوا الله في السر والعلن، وأن يمثلوا بلدهم خير تمثيل، وأن يحرصوا على مواطنيهم حينما يكونوا في الغربة.. بحيث تكون قلوبهم وأبوابهم مفتوحة لهم.. وظلت هذه الوصايا تتكرر للسفراء من ملوك هذه البلاد إلى يومنا هذا.. ولقد برز من هؤلاء السفراء من ظلت أسماؤهم في ذاكرة الأجيال حتى الآن.. منهم من توفاه الله ومنهم من لا يزال على قيد الحياة، وقد بلغ سن التقاعد.. بينما بعضهم على رأس العمل.. ولا أريد أن أذكر بعض الأسماء خشية عدم إنصاف من لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم عند كتابة المقال.. وعلى كل فالناس شهود الله في أرضه، وهم يعرفون أسماء السفراء المشرفين لبلدهم ويذكرونهم في مجالسهم.. ومقابل ذلك كان هناك سفراء لا يراهم أحد وأبوابهم مغلقة.. ولا يظهرون إلا حينما يصل إلى المطار من تربطه بهم علاقة شخصية أو مصلحة.. وأتذكر مقالا قديما سبق نشره بعنوان "سفير شامل.. وسفير مخصوص" أشرت فيه إلى أن الشامل هو من يخدم مواطني بلاده عامة، والمخصوص هو من يخدم أصدقاءه والمعارف فقط.. واليوم أعود لأقول إن عدد سفراء النوع الثاني في تناقص - ولله الحمد - بعد أن تكررت بقوة وصايا ولاة الأمر لهم بالحرص ثم الحرص على خدمة المواطن السعودي، كما أن التركيز على أبناء وزارة الخارجية الذين لديهم خبرة دبلوماسية تلقى معظمهم دروسها من صقر الدبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - يعد عاملا إيجابيا في إيجاد سفراء أكفاء إن تحدثوا أسمعوا وأقنعوا وإن حضروا المحافل ودافعوا عن قضايا بلادهم كانوا محط الأنظار ومحل اهتمام الإعلام، وإن نُظم نشاط ثقافي حضرته جميع الأطياف، وإن لقيهم مواطنوهم فإذا الترحيب والابتسامة والاستماع إلى طلباتهم المشروعة التي ما عين هذا السفير إلا للاهتمام بها.
وأخيرا: ومع التحية لعادل الجبير وللفريق العامل معه أقول إن إعداد السفراء في هذه المرحلة مهم جدا.. فلا يكفي عدة أيام أو ساعات في معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، وإنما لا بد من مشاركة بعض الجهات الحكومية والأهلية في إعطاء جرعات من المعلومات المهمة للسفير قبل مباشرته ومنها وزارة الثقافة والإعلام، حيث هناك مركز للتواصل الدولي.. ووزارة التجارة والاستثمار والهيئة العامة للاستثمار وغيرها ففي هذه الجهات الإجابة عن أسئلة لا بد أن تطرح على السفير حول مختلف القضايا، ومنها أنظمة الاستثمار والحوافز التي تجعل بلادنا من أفضل بلاد العالم جذبا للاستثمار والأهم من كل ذلك أن يتمكن السفير من الرد على المزاعم الموجهة إلى بلادنا في مرحلة ندرك جميعا أن حجم الاستهداف يزداد، بحيث يكون هذا الرد هادئا وموضوعيا ومستمدا لقوته من مكانة هذه البلاد إقليميا ودوليا ومعتمدا على ثقلها في المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية.

إنشرها