أخبار اقتصادية- عالمية

مواجهة مرتقبة بين مؤيدي العولمة والانعزالية في منتدى دافوس

مواجهة مرتقبة بين مؤيدي العولمة والانعزالية في منتدى دافوس

يشهد "منتدى دافوس" الذي ينطلق الأسبوع الحالي في جبال الألب السويسرية مواجهة مرتقبة بين مؤيدي العولمة والانعزالية، حيث يستضيف المنتدى الاقتصادي العالمي نخبا سياسية واقتصادية، لكن برنامج المنتدى لن يكون بهدوئه المعهود مع مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب صاحب شعار "أمريكا أولا".
وبحسب "الفرنسية"، فإن 70 رئيس دولة وحكومة وأرباب عمل وأصحاب ملايين ومشاهير يشاركون في المنتدى الذي تستمر أعماله من الثلاثاء إلى الجمعة في شرق سويسرا، حيث الموضوع الأساسي على جدول الأعمال سيكون بناء مستقبل مشترك في عالم متجزأ.
لكن هذه النوايا الحسنة ستصطدم بالمشاركة غير المتوقعة لترمب التي ستكون الأولى لرئيس أمريكي منذ بيل كلينتون في عام 2000، ويقول دوجلاس ريديكر من مؤسسة "بروكينجز" والممثل الأمريكي السابق لدى صندوق النقد الدولي إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما "إن التناقض مع شعار أمريكا أولا كبير جدا".
ويتوقع ريديكر "ستكون زيارة خلافية حتى لو التزم ترمب بأفضل سلوك دبلوماسي، وهذه لا تزال فرضية كبيرة"، وذكر ترمب في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه سيدافع عن النمو الأمريكي القوي والميل التراجعي للبطالة والأرقام القياسية في وول ستريت.
وستكون كلمته في ختام المنتدى الجمعة النقطة الأبرز في الطاولات المستديرة ومآدب العشاء وغيرها من الجلسات التي ستشارك فيها النخب العالمية التي غالبا ما ينتقدها ترمب.
وبين المشاركين في المنتدى الذي سيعقد على علو 1550 مترا كبار رجال الأعمال على غرار جورج سوروس ولويد بلانكفيد رئيس مجلس إدارة مصرف جولدمان ساكس الذي استهدفته الحملة الانتخابية لترمب.
وتشارك أيضا شخصيات ناشطة ضد الاحترار المناخي وتشعر بالقلق إزاء الانسحاب الأمريكي من معاهدة باريس، إضافة إلى ممثلين عن دول إفريقية وصفها ترمب بـ "الحثالة" بحسب ما أوردت وسائل الإعلام.
ويستضيف المنتدى أيضا جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي الذي تخوض بلاده صراع قوة على الصعيد التجاري وتيريزا ماي رئيسة الحكومة البريطانية التي استهدفها ترمب بإحدى تغريداته اللاذعة المعهودة.
ويشارك قطب الأعمال في نسخة العام 2018 من المنتدى التي ستتطرق خصوصا إلى مكافحة التحرش والسعي نحو المساواة في الأجور بين الرجال والنساء.
وأوكل المنظمون نيابة رئاسة النقاشات إلى ست نساء بينهن إيزابيل كوشير "آنجي للغاز الطبيعي في فرنسا" وإرنا سولبرج "رئيسة وزراء النرويج" وكريستين لاجارد "مديرة صندوق النقد الدولي"، إلا أن منتدى دافوس بغض النظر عن هذه المناصب الفخرية يظل حدثا ذكوريا مع نسبة مشاركة نسائية لا تتجاوز 21 في المائة.
من المقرر أن تنظم تجمعات "ترمب غير مرحب به" الثلاثاء في زوريخ وجنيف ولوزان وفريبور ونوشاتيل، وسيسعى المنتدى إلى تمثيل جديد لحمل شعلة العولمة والتبادل الحر في العالم، وقد تولى الرئيس الصيني شي جينبينج هذه المهمة ولقي ترحيبا من الحضور الذي كان لا يزال تحت وطأة صدمة "بريكست" والانتخابات الأمريكية.
من جانبه، يلقي إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الذي رد على شعار نظيره الأمريكي "لنعيد إلى أمريكا عظمتها" بل "لنعيد إلى الأرض عظمتها" كلمة الأربعاء، لكن هل ستلقى تأييدا؟، هذا هو السؤال.
كما ستلقى أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية كلمة في اليوم نفسه بعد أن قررت المشاركة في اللحظة الأخيرة، ويمكن أن يبدي المشاركون اهتماما كبيرا برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يشارك الثلاثاء والوفد السعودي الذي سيشيد بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
وبغض النظر عن الخلافات، هناك نقطة مشتركة بين ترمب والمشاركين في "دافوس" وهي النمو العالمي القوي الذي ستؤكده الإثنين التوقعات الجديدة لصندوق النقد الدولي.
لكن المستفيدين الأساسيين من هذا النمو هم الأكثر ثراء كما ستركز على ذلك منظمة "أوكسفام" التي تنشر تقريرها السنوي حول الفوارق وانعدام المساواة الإثنين أيضا.
إلى ذلك، أكد بورجي بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ضرورة تعزيز حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين لحل الأزمات التي يشهدها العالم.
وقال بريندي "لن نحقق شيئا على مستوى العام إذا لم يكن لدى نصف سكان الأرض نفس الإمكانيات"، مشيرا إلى أن كافة الرؤساء المساعدين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس المقرر عقده خلال الفترة من 23 حتى 26 كانون الثاني (يناير) الجاري من النساء، من بينهن رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرج ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.
وتابع بريندي "بالرئيسات المساعدات الست نبعث إشارة قوية بأن المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في مركز السياسة المتطلعة لمستقبل العالم".
وأكد بريندي أن حقوق المرأة والمساواة قيم عالمية لا تخص الغرب وحده، وقال "آمل أن يصبح القرن الحادي والعشرين قرنا للمساواة بين الجنسين".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية