المشراق

إمارات المناطق في السعودية.. بدايتها وتطورها

إمارات المناطق في السعودية.. بدايتها وتطورها

لم يكن يوجد ثبات للإمارات في عهد الملك عبد العزيز وكذلك لا يوجد تحديد دقيق للحدود الإدارية للإمارة الواحدة وذلك لأنه عصر تأسيس وبناء وتوحيد، فما أن يدخل إقليم تحت راية الدولة السعودية إلا ودخل إقليم آخر مجاور أو غير مجاور، لذا اعتمد في تنظيم الحدود الإدارية للإمارة إلى العرف القائم بين سكان تلك الإمارة وإرثها الجغرافي التاريخي حتى تم توحيد جميع البلاد وقسمت في عهد الملك عبد العزيز إلى تسع إمارات يحكمها أمير يعين من قبل الملك عبد العزيز وتلك الإمارات أو المقاطعات كما سميت في ذلك الوقت هي الحجاز، ونجد، والأحساء، والشمال والمقصود به شمال الحجاز، والجنوب والمقصود به تهامة عسير وعسير، والقصيم، وجبل شمر، وأخيرا الظهران. ويتبع هذه المقاطعات عدد من المدن والنواحي والقرى.

نظام المقاطعات
ثم صدر نظام المقاطعات عام 1383هـ، وقد قسمت فيه السعودية إلى تسع مقاطعات وهي نجد ومركزها مدينة الرياض، ثم مقاطعة القصيم وتتألف من إمارات عنيزة وبريدة والرس والمذنب، ثم مقاطعة الأحساء وتتألف من الهفوف والمبرز والكوت كما أنها اشتملت على ثلاث نواح وهي القطيف والجبيل وقرية، ثم مقاطعة جبل شمر ومركزها مدينة حائل، ثم مقاطعة عسير ومركزها مدينة أبها، ومن النواحي التابعة لها ظهران وقحطان وشهران ورجال ألمع وبارق وغيرها، ثم مقاطعة الحجاز وتتبعها إمارة العاصمة المقدسة والمدينة المنورة وجدة والطائف ورابغ وينبع وأملج والوجه وضباء والعلا وتبوك والليث والقنفذة والظفير، ثم مقاطعة وادي السرحان وتتكون من ناحيتين وهما الجوف والقريات، ثم مقاطعة تهامة ومركزها مدينة جازان، ثم مقاطعة نجران. وقد جاء في نظام المقاطعات أن يرأس المقاطعة حاكم إداري مرتبط بوزارة الداخلية، على أن يكون تعيين الحاكم الإداري بأمر ملكي بناء على ترشيح وزير الداخلية واقتراح رئيس مجلس الوزراء على أن يقيم في مقر المقاطعة.

الإمارات الـ 14
ونتيجة إلى زيادة النطاق العمراني والرغبة في تنظيم البلاد إداريا أكثر قسمت البلاد عام 1397هـ إلى 14 إمارة وهي إمارة منطقة الرياض ومركزها مدينة الرياض، ثم إمارة منطقة مكة المكرمة ومركزها مدينة مكة المكرمة، ثم إمارة منطقة المدينة المنورة ومركزها مدينة المدينة المنورة، ثم إمارة منطقة عسير ومركزها مدينة أبها، ثم إمارة منطقة تبوك ومركزها مدينة تبوك، ثم إمارة المنطقة الشرقية ومركزها مدينة الدمام، ثم إمارة منطقة حائل ومركزها مدينة حائل، ثم إمارة منطقة الحدود الشمالية ومركزها مدينة عرعر، ثم إمارة منطقة القصيم ومركزها مدينة بريدة، ثم إمارة منطقة نجران ومركزها مدينة نجران، ثم إمارة منطقة الباحة ومركزها مدينة الباحة، ثم إمارة منطقة جازان ومركزها مدينة جازان، ثم إمارة مدينة الجوف ومركزها مدينة سكاكا، ثم إمارة منطقة القريات ومركزها مدينة القريات.

نظام المناطق
واستمر الوضع على ذلك حتى صدر نظام المناطق عام 1412هـ في عهد الملك فهد، وقد صدر نظام المناطق في 41 مادة، وأوضحت المادة الأولى منه الهدف من صدوره إذ جاء فيها أن هدفه رفع مستوى العمل الإداري والمحافظة على الأمن وكفالة حقوق المواطنين، كما قسم كل منطقة إلى عدد من المحافظات والمراكز على أن تكون تلك المحافظات والمراكز مصنفة على فئتين وهما فئة (أ) وفئة (ب)، وذلك اعتبارا للاعتبارات السكانية والجغرافية والأمنية مراعية في ذلك الوقت أيضا طرق المواصلات، وقد صدر مرسوم ملكي برقم (أ / 20) وتاريخ 30/3/1414هـ حدد بموجبه المناطق الإدارية وهي منطقة الرياض، ومنطقة مكة المكرمة، ومنطقة المدينة المنورة، ومنطقة القصيم، والمنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، ومنطقة تبوك، ومنطقة حائل، ومنطقة الحدود الشمالية، ومنطقة جازان، ومنطقة نجران، ومنطقة الباحة، ومنطقة الجوف، وهو التقسيم الذي ما زال سائرا باستثناء بعض التغييرات المتمثلة في استحداث بعض المحافظات داخل المنطقة أو ترقية بعض المحافظات والمراكز.
وقد حدد نظام المناطق الصادر عام 1412هـ واجبات أمراء المناطق ومنها المحافظة على الأمن والنظام وتنفيذ الأحكام القضائية وكذلك كفالة حقوق الأفراد وحرياتهم في الحدود المقررة شرعا ونظاما. ومن المهام المناطة بأمير المنطقة أيضا العمل على تطوير المنطقة وتنمية الخدمات العامة في المنطقة ورفع كفايتها وكذلك إدارة المحافظات والمراكز ومراقبة أعمال محافظي المحافظات ورؤساء المراكز والمحافظة على أموال الدولة وأملاكها والإشراف على أجهزة الحكومة وموظفيها في المنطقة والاتصال مباشرة بالوزراء ورؤساء المصالح ومن المهام أيضا تقديم تقارير سنوية لوزير الداخلية عن كفاية أداء الخدمات العامة في المنطقة وغيرها من شؤون المنطقة.
وتعتبر منطقة الرياض أكبر المناطق السعودية من حيث تبعية المحافظات والمراكز فيتبع منطقة الرياض 22 محافظة وأكثر من 500 مركز، بينما تعتبر منطقة الحدود الشمالية والجوف الأقل ويتبع كل منهما ثلاث محافظات. ووفقا لما أصدرته هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عام 1438هـ تعد المنطقة الشرقية أكبر مناطق السعودية مساحة إذ تقدر مساحتها بـ 540 ألف كيلومتر مربع، وتعد منطقة الباحة الأصغر مساحة بمساحة تقدر بـ 12 ألف كيلومتر مربع وتعتبر منطقة مكة المكرمة الأكثر سكانا وفقا لتعداد السكان لعام 1431هـ، حيث يسكنها نحو 6,915,006 نسمة، بينما جاءت المنطقة الحدود الشمالية الأقل سكانا بـ 320,524 نسمة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق