المشراق

مسلة تيماء .. أثر سعودي في متحف اللوفر الفرنسي

مسلة تيماء .. أثر سعودي في متحف اللوفر الفرنسي

مسلة تيماء .. أثر سعودي في متحف اللوفر الفرنسي

مسلة تيماء .. أثر سعودي في متحف اللوفر الفرنسي

مسلة تيماء .. أثر سعودي في متحف اللوفر الفرنسي

مسلة تيماء .. أثر سعودي في متحف اللوفر الفرنسي

مسلة تيماء .. أثر سعودي في متحف اللوفر الفرنسي

المسلة عبارة عن عمود أثري من الحجر، طويل ومربع الشكل، رأسه محدد، وعليها نقوش وكتابات أثرية. ومن أشهر هذه المسلات مسلة تيماء، التي كانت في مدينة تيماء في السعودية، ثم أخذها المستشرق شارل هوبر ونقلها إلى متحف اللوفر في فرنسا عام 1884. وقد حاول الحصول عليها أيضاً المستشرق الهولندي سنوك هورخرونيه.
ومسلة تيماء عبارة عن لوح من الحجر الرملي منحوت بطول يبلغ 110 سنتمترات، وعرض 43 سنتمترا، وسمك 12 سنتمترا، ويبلغ وزنها الكلي 150 كيلو جراما. ونهايتها السفلى مقطوعة بينما تظهر نهايتها العليا مقوسة. ويشاهد على الوجه الأمامي للمسلة نقش كتب بالآرامية بقي منه 23 سطرا، ومشهد ديني يظهر بنحت بارز.
أشار تشارلز داوتي عام 1877 إلى وجود مسلة تيماء، وتمكن شارل هوبر من رؤيتها عام 1879، فعاد إليها ونقلها إلى متحف اللوفر في فرنسا عام 1884. وكان معه في رحلته الثانية المستشرق والرحالة الألماني يوليوس أويتنج، ويذكر الأخير أنه هو الذي دل هوبر على أهمية هذا الحجر أو هذه المسلة. وبعد وصول المسلة إلى فرنسا درسها المستشرق نولدكه ونشر دراسته عام 1884، وفي عام 1903 أعاد كوك نشرها، كما أرخ لها شارل هوبر، وبوزرت، وليدز بارسكي، وبوجه عام فإن تاريخها يعود إلى أواخر القرن السادس قبل الميلاد. ويفيد محتوى المسلة أن كاهناً اسمه صلم شرب أدخل عبادة صنم جديدة إلى تيماء اسمه صلم هجم، وأنه شيد له معبداً وعين له كهنة. وتحمل العبادة الجديدة سمات مصرية وبابلية، يعتقد أنها وفدت إلى تيماء مع احتلال الملك البابلي ناوبنيد لها. لذلك أرخت المسلة في أواخر القرن السادس قبل الميلاد، علماً أن هناك من يميل إلى تأريخها بزمن متأخر عن ذلك كالقرنين الرابع والثالث قبل الميلاد.

كلام أويتنج عن المسلة
تحدث يوليوس أويتنج في رحلته عن المسلة، ولحظة رؤيتها الأولى لها وكيف دل صاحبه هوبر على قيمتها، وجاء في حديثه: "ذهبنا إلى منزل فهد الطلق الذي ضيفنا بالتمر والخبز واللبن، وقد كان من بين المدعوين رجل أسلحة ماهر يدعى زيدان، وقد ضممته إلي لمعرفته التامة بالأماكن وموافقته على تلبية طلباتي ليرافقني خلال زياراتي في المدينة. وحينما فرغنا من الأكل ذهبنا معا إلى غرب المدينة، حيث التل الذي يبلغ ارتفاعه نحو مترين عن مستوى سطح البحر، وتقع تحته حسب معلوماته تيماء القديمة. وفي الحقيقة بعد قيامي بعملية بحث سطحية في الأرض الرملية وجدت بعض قطع من الزجاج، وشظايا من البرونز مغطاة بطبقة خضراء سميكة، إضافة إلى قطع من أرض أسمنتية وعدد من أحجار العقيق، كما رأيت قناة تتجه نحو الشمال مغطاة بالجير، ويبدو أنها كانت مخصصة لنقل الماء إلى المستنقع الملحي السبخة وإلى الجنوب وصلنا إلى قصر الدائر، وهو بناء كبير مربع الشكل فيه أبراج على الزوايا! وبقايا بشر مردومة، ومن هناك ذهبنا إلى منزل يقع على مسيرة خمس دقائق إلى الجنوب يسمى طليحان، وجدت فيه أغلى غنيمة حصلت عليها من رحلتي في الجزيرة العربية، فإلى اليمين على القائم الأيمن من الباب الداخلي الثاني كان هناك حجر مقلوب نحتت عليه أشكال آدمية، تمثل معبوداً أو ملكاً، وكاهناً، وهذا الحجر هو ما يعرف اليوم في أوساط الدارسين باسم حجر تيماء، وحينما رأيت نقشاً مكتوباً عليه لم أستطع إخفاء مشاعر الدهشة لدي إلا بصعوبة بالغة، وفي هدوء مفعم بالسعادة قمت بنسخه على الورق، ثم أعطيت صاحب المنزل بكل سرور بعض النقود. وبعد أن قلت لزيدان أن يحضره إلي في صباح الغد الباكر، ذهبت مسرعاً وأنا متعب ومضطرب إلى البيت لكي أحدث هوبر عن الاكتشاف الجديد. وأهمية النقش المكتوب عليه، تكمن في أنه يعود بالتأكيد إلى القرن السادس قبل الميلاد، أما الحجر نفسه فسيقتلع من مكانه ليحضر إلى منزلنا في الغد، وفي المساء تمت دعوتنا لدى ثويني، وبعد ذلك شربنا القهوة عند عبد العزيز بن رمان، وقد كنت أفضل مائة مرة لو أنني بقيت في المنزل لدراسة الورقة التي نسخت عليها النقش. وقد أدى تفكيري في ذلك الحجر إلى إصابتي بالقلق وعدم القدرة على النوم إلى القدر الذي جعلني أنهض عند الفجر لأنظر من جديد على ضوء الشموع إلى الورقة التي نسخت عليها النقش، وعند طلوع الفجر بدأت بإخراج القمل من ملابسي، ثم ذهبت مع رجل السلاح زيدان في جولة خلال المدينة زرنا فيها أولا منزل الخطيب محمد العتيق الذي كان على أحد جدران مسكنه الداخلية حجر عليه نقش كتب بالخط الآرامي. ثم سرنا عبر مقبرة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة الحالية. وترتفع فيها بعض الأعمدة الدائرية المتداعية، فهل هي بقايا أعمدة المعابر؟.. وبعد وضع الحجر وذهاب الرجال أصبح في وسعي فحص الحجر من قرب، وحينما رآه هوبر تذكر أنه شاهده بالفعل خلال زيارته الأولى عام 1880 ولكنه لم يظن أنه ذو أهمية". ويورد أويتنج في رحلته رسماً للمسلة.

إعادة المسلة
تعددت الكلمات والمقالات من بعض علماء الآثار والكتّاب السعوديين مطالبة بإعادة هذه المسلة وغيرها من آثارنا إلى موطنها الأصلي في السعودية، لأنها أخذت بغير وجه حق وبطريقة غير شرعية، ولا شك أن الجهات المسؤولة ستقوم بواجبها في هذا الأمر. وقد قامت بعض الدول العربية بالمطالبة بإعادة آثارها المنهوبة واستطاعت الحصول على بعضها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق