ثقافة وفنون

«رفوف» .. مبادرة شبابية سعودية لتدوير المعرفة

«رفوف» .. مبادرة شبابية سعودية لتدوير المعرفة

لم تمضِ سوى بضعة أسابيع على تناولنا في "الاقتصادية" الكتب المستعملة وما تمثله من اقتصاد وسوق ضخمة، تمثل نحو 20 مليون ريال، بحسب تقديرات غير رسمية، حتى وجدنا مبادرات شبابية عدة تهتم بالكتاب المستعمل، منها مبادرة "رفوف". رفوف منصة شبابية، تمثل حراجاً إلكترونياً لبيع الكتب، فما مزايا هذا "الحراج"؟

سهولة تداول الكتب

عبر الموقع الالكتروني www.rofoof.sa يمكنك اقتناء كتاب مستعمل، وكذلك بيع الكتاب الذي بين يديك، وهو ثمرة مبادرة شبابية ناشئة، أسستها رائدة الأعمال السعودية جيهان الحربي قبل نحو ستة أشهر، وتسعى إلى نقل المعرفة والعلم وتوفيرهما للباحثين عنهما.
أعادت الحربي عبر موقعها زمن الكتاب الجميل، وسهلت تنقله بين أيدي القراء، في زمن التواصل الإلكتروني، ولعل معرض جدة الدولي للكتاب كان خير مناسبة لتسليط الضوء على هذه المبادرة، حيث تعرّف الجمهور من خلالها على منصة من خلال ركن احتضنه المعرض.

مئات العناوين

في إطلالة سريعة على منصة "رفوف"، يمكن الانتقاء بين مئات العناوين المميزة في شتى المجالات المعرفية، بما في ذلك الكتب الدراسية بكافة اختصاصاتها، حيث توفر خدمة بيع وشراء الكتب المستعملة عن طريق العرض والطلب بين البائع والمشتري.
وبحسب ما تعرّف به المنصة عن نفسها، فإن "رفوف" مبادرة تهدف إلى نشر الوعي الاستهلاكي، من خلال إعادة تداول الكتب المستعملة وغير المستخدمة حالياً بين أفراد المجتمع، ما يعود بفوائد اقتصادية ليس على المستوى الفردي فحسب؛ بل على المستوى الاقتصادي العام.
أسعار معتدلة

ديوان "أول الجسد آخر البحر" لأدونيس بـ 15 ريالاً، رواية "الأبله" للروائي الروسي فيودور دوستويفسكي بـ 14 ريالاً، ورواية "حبيبتي بكماء" لمحمد السالم بـ 11 ريالاً، ونصوص رياض نسيم العميقة "يوم ننادي كل رصاصة باسمها" بسعر 16 ريالاً، والقائمة تضم كتباً مثل "شقة الحرية" للوزير الراحل غازي القصيبي، و"كخه يا بابا" لعبدالله المغلوث، و"السجينة" و"أحلامي تستيقظ معك" وغيرها كثير، هذا هو معدل أسعار "رفوف".
تكشف المنصة أيضاً الكثير عن اهتمامات السعوديين، ففي خانة الأعلى مشاهدة هذا الأسبوع، تكشف "رفوف" عن اهتمام كبير بكتاب "الحروب الصليبية في الأندلس"، و"جدة.. حكاية مدينة"، و"في ربيع الأربعين"، ومذكرات هيلاري كلينتون "خيارات صعبة".

من الباب إلى الباب

"رفوف".. تلك المنصة المعرفية، فيها عدد من الخدمات التي تسهل اقتناء الكتاب، منها الدفع عبر الموقع الإلكتروني، وخدمة التوصيل الاحترافية، التي تتيح شحن الكتاب من باب البائع إلى باب المشتري، برسوم تراوح بين 10 إلى 20 ريالاً للطرد الذي يصل إلى ثلاثة كيلو جرامات، في حين تعد الخدمة متاحة فقط في مدينتي مكة المكرمة وجدة، وستكون متاحة قريباً لجميع مدن المملكة.
ليس هذا فحسب؛ توفر "رفوف" أيضاً جميع الكتب المعروضة في المكتبات ودور النشر، باللغتين العربية والإنجليزية، في حين تتطلع المنصة إلى تداول الكتب بمختلف لغاتها، تماشياً مع "رؤية 2030" وأهدافها العالمية.

دون رسوم

يتيح موقع "رفوف" لزواره عرض كتبهم دون رسوم لقاء هذه الخدمة، مع تصنيف الكتاب بـ "كالجديد - جيد جداً - جيد - مقبول - مستخدم مع حلول "إذا كان كتاب دراسي وتوجد فيه إجابات للأسئلة" - مستخدم مع تظليل"، حيث سيتمكّن القارئ من عرض كتابه بعد أن يمر على فريق عمل الموقع، حيث يقوم "مراجع الكتب" بمراجعة الكتاب، والتحقق من معلوماته، والتأكد من عدم مخالفته لوائح النشر وقوانين وزارة الثقافة والإعلام، في حين يقوم الفريق بطلب مزيد من المعلومات في حالة عدم اكتمالها بالتواصل مع مالكه. ويمر الكتاب في طريقه إلى البيع بمراحل تسع هي: التسجيل في المنصة، وضع صورة للكتاب واسم المؤلف، تقدير حالة الكتاب، تحديد البائع للسعر، الموافقة على عرضه بعد الفسح من قبل "رفوف"، عرض الكتاب للبيع الإلكتروني، بعد البيع تصل رسالة إلى البائع، ثم تتولى شركة الشحن إرسال الكتاب من البائع إلى المشتري، وأخيراً إيداع المبلغ للبائع بعد حسم 5 في المائة للمنصة.
كما توفر المنصة للكتّاب الراغبين في عرض كتبهم إمكانية بيع مؤلفاتهم بعد كتابة إهداء عليها، وتوقيعه للمشتري.

نافذة تسويقية

في معرض جدة للكتاب، تقف مؤسسة المشروع جيهان الحربي في ركنها مع أكثر من عشر متطوعات، يحملن على عاتقهن تقديم شرح وافٍ وكافٍ عن المنصة الإلكترونية، في مكان وجد لبيع الكتاب الورقي.
بيد أن فكرة طموحة كهذه، استطاعت أن تجد آلاف المستمعين، وآلاف المعجبين بها، الذين وعدوا بزيارة الموقع الإلكتروني، والاستمتاع بكثير من الخيارات التي يوفرها، والأسعار المناسبة التي يضعها الباعة لكتبهم.
يسعى فريق منصة "رفوف" إلى تحقيق أربعة أهداف من المبادرة، هي: زيادة عدد القراء، ونشر عادة القراءة وحب الكتب، والهدف الثالث تداول الكتب بين كل الفئات العمرية، والأخير رفع المستوى الثقافي للفرد.
لقد استطاع موقع "رفوف" أن يتم عشرات عمليات البيع منذ إطلاقه، في حين يحتضن الموقع اليوم نحو ألف كتاب باللغتين العربية والإنجليزية، ويتطلع فريق العمل إلى تحقيق منصة "رفوف" شهرة دولية، بعد أن ينال نصيباً من هذه التجارة المعرفية، والانطلاق نحو عالم تجارة الكتب الواسع.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون