أخبار اقتصادية- عالمية

"توماس" .. ثالث أكبر حريق في تاريخ ولاية كاليفورنيا

"توماس" .. ثالث أكبر حريق في تاريخ ولاية كاليفورنيا

أصبح حريق "توماس" الذي اندلع في غابات ولاية كاليفورنيا منذ الرابع من كانون الأول (ديسمبر) ثالث أكبر حريق في تاريخ الولاية الأمريكية لينذر بمزيد من الدمار مع تجدد هبوب الرياح العاتية التي أججت نيرانه.
وبحسب "رويترز"، فقد أدى الحريق الذي أطلق عليه اسم "توماس" إلى تدمير أكثر من ألف مبنى بما يشمل نحو 750 منزلا في مناطق ساحلية في جنوب كاليفورنيا، وفقا لبيان عن إدارة الغابات والحماية من الحرائق.
وكان الحريق قد اشتعل في منطقة توماس قبل أسبوعين وانتشر في مقاطعتي فنتورا وسانتا باربر على مسافة 160 كيلومترا شمال غربي لوس أنجلوس.
ووصلت تكلفة مكافحة الحريق الممتد على مساحة 259 ألف فدان إلى 97 مليون دولار مع الاستعانة بآلاف من رجال الإطفاء المرهقين الذين يحاولون على مدار الساعة احتواء ألسنة اللهب وإخماد النيران وطائرات هليكوبتر وطائرات أخرى لإسقاط مواد للحد من اتساع نطاق الحرائق.
وتقع المساحة الشاسعة التي أتى الحريق عليها على بعد أقل من 161 كيلومترا شمال غربي وسط مدينة لوس أنجلوس وفاقت هذه المساحة صباح أمس تلك التي دمرها حريق ريم في كاليفورنيا عام 2013.
وحريق ريم كان ثالث أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا قبل أن يحتل توماس مركزه وأتى على 257314 فدانا، وقال مسؤولون إن الجهود المبذولة حتى الآن تمكنت من احتواء الحريق بنسبة 40 في المائة فقط وبالتالي فهو لا يزال يهدد 18 ألف مبنى.
وحذرت الهيئة الوطنية للطقس من أن رياح سانتا آنا الساخنة التي أسهمت في تأجيج الحريق، إذ أرسلت جمرات منه لتشعل حرائق في مواقع أخرى، ستبقى قوية طوال اليوم وحتى المساء في منطقة جبال سانتا باربرا مع توقع وصول سرعة الرياح إلى 64 كيلومترا في الساعة، والحريق توماس واحد من عدة حرائق كبرى اندلعت في جنوب ولاية كاليفورنيا هذا الشهر إلا أن الحرائق الباقية تم احتواؤها.
وأفادت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا في بيان أن الطقس السيئ سيعمل على استمرار انتشار الحرائق في مقاطعة سانتا باربرا ويهدد تجمعات سكنية في مونيسيتو وسمرلاند.
وكانت الرياح والطبيعة الجبلية الوعرة أعاقت جهود رجال الإطفاء في مكافحة النيران التي أتت على أكثر من ألف منزلا ومبنى وهيكلا، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، ليصبح 90 ألفا من سكان المنطقة من دون كهرباء.
ولقي إطفائي يدعى كوري إيفرسون مصرعه بينما كان يكافح حريق "توماس" الهائل، فيما توفيت امرأة في السبعين من عمرها، من جراء حادث سيارة بينما كانت تحاول الهرب من ألسنة اللهب.
وأوضح جيري براون حاكم كاليفورنيا، أن موسم الحرائق كان يستمر في الماضي لأشهر قليلة خلال فصل الصيف، لكنه يكاد أن يصبح دائم الحدوث على مدار العام، واصفا ما يحدث بـ"غير المسبوق".
وحذر حاكم كاليفورنيا، خلال قمة باريس المخصصة لتسريع تمويل التصدي للتغير المناخي بعد سنتين على توقيع اتفاق باريس، من أن "المهم هو أن هذه الحرائق ستتكرر بشكل كبير، هذا ما يقوله لنا العلم".
وسجل في 2017 الرقم القياسي المؤسف لأسوأ الحرائق المسجلة في كاليفورنيا، وتسببت هذه الحرائق بسقوط أكثر من 40 قتيلا وتدمير نحو تسعة آلاف منزل، بعد الحرائق التي اجتاحت هذا الخريف منطقتي نابا وسونوما.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن حالة الطوارئ في كاليفورنيا، موجها وزارة الأمن الداخلي ووكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية بتقديم المساعدات المطلوبة لسلطات الولاية الأمريكية.
وبذلك ستتمكن وزارة الأمن الداخلي والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ من تنسيق جميع الجهود لمواجهة الكارثة، وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض.
وسيساعد هذا الإجراء الرئاسي أيضا على التخفيف من المشقة والمعاناة التي قد تسببها حالة الطوارئ لدى السكان، وسيقدم المساعدة المناسبة للتدابير الطارئة المطلوبة لإنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات والصحة والسلامة العامة، فضلا عن تخفيف أو تجنب وقوع كارثة في مقاطعات لوس أنجلوس وريفرسايد وسان دييجو وسانتا باربرا وفانتورا.
وبموجب قرار ترمب، تكون الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ مفوضة لتحديد وتعبئة وتوفير المعدات والموارد اللازمة لتخفيف الآثار المترتبة على الأوضاع الطارئة في كاليفورنيا.
يشار إلى أن ولاية كاليفورنيا تعتبر صاحبة سادس أكبر اقتصاد في العالم، وذلك بفضل اقتصاد الولاية القوي وارتفاع الدولار الأمريكي.
وكانت كاليفورنيا التي تعتبر أكثر الولايات الأمريكية سكانا، ثامن أكبر اقتصاد في العالم في 2014، لكنها حققت أداء طيبا على نحو استثنائي في 2015 ما جعلها تتبوأ هذه المكانة في 2016، وتحتضن الولاية مراكز اقتصادات قوية متنوعة، من بينها وادي السيليكون وهووليود، ويسجل قطاعا التصنيع والزراعة أداء طيبا رغم الجفاف الشديد الذي ضرب الولاية لسنوات، وهى تتفوق على بقية الولايات في نمو الوظائف، ويبلغ إجمالي ناتج الولاية الأمريكية نحو 2.46 تريليون دولار.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية