الطاقة- الغاز

الرئيس الروسي يقترح إقامة تعاون أوثق مع السعودية في قطاع الغاز

الرئيس الروسي يقترح إقامة تعاون أوثق مع السعودية في قطاع الغاز

أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لبيع الغاز للسعودية بعد تدشينه مشروع الغاز العملاق "يامال" في مدينة سابيتا الروسية، الذي تقوده شركة نوفاتك في المنطقة القطبية الشمالية.
تعتبر روسيا أكبر منتج للغاز في العالم، لكن معظم صادراتها تذهب في خطوط ِأنابيب بدلا من الغاز الطبيعي المسال الذي يمكن نقله بالسفن، وهي سابع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، بحسب "رويترز".
وقال بوتين، في مراسم تدشين الدفعة الأولى من الغاز الطبيعي المسال في مصنع "يامال للغاز الطبيعي المسال" مخاطبا المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية "إذا واصلنا العمل بنفس الطريقة، فإننا ننتقل من منافسين إلى شركاء، ومن العمل المشترك فإن الجميع لن يحصلوا سوى على الفائدة".
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية، أن الرئيس بوتين اقترح إقامة تعاون أوثق في قطاع الغاز. واضاف الرئيس الروسي "بشرائكم غازنا، توفرون النفط".
من جانبه هنأ الوزير الفالح بوتين بإطلاق مشروع "يامال للغاز الطبيعي المسال"، ورد على اقتراح الرئيس الروسي بعبارة "لذلك أنا هنا".
وأشار إلى أن التعاون بين الجانبين سيغير سوق الطاقة العالمية.
ووفقا للوكالة الروسية فقد أكد وزير الطاقة، أن السعودية وروسيا تعملان في مجال النفط، لكن النفط والغاز مترابطان بشكل وثيق، معربا عن الأمل أن "يعمل الجانبان معا وأن تعمل شركات البلدين سوية".
وعملت السعودية، أكبر مصدر للنفط في "أوبك"، إلى جوار روسيا في إنجاز اتفاق خفض إنتاج الخام حتى نهاية 2018 لكبح وفرة المعروض العالمي. وكان المهندس خالد الفالح قد شارك في تدشين أول حمولة من الغاز الطبيعي المسال، بدعوة من نظيره الروسي ألكسندر نوفاك.
وقال وزير الطاقة أمس في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إن تنفيذ هذا المشروع يمثل تحديا لصناعة الطاقة العالمية، وتم إنجازه، وفي السعودية أيضًا أنجزنا مشاريع بنفس الحجم والتعقيد، مثل حقل شيبة في الربع الخالي وصدارة وساتورب في الجبيل ومشاريع الألمنيوم والفوسفات في رأس الخير".
ويعد "يامال" أكبر مشروع روسي من حيث الاستثمار، والأول من نوعه في المنطقة القطبية الشمالية التابعة لروسيا، بإنتاج يصل إلى 5.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
وسيسمح المشروع، الذي تطلب استثمارات بقيمة 27 مليار دولار، لروسيا بتنفيذ خطة لزيادة حصتها في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال إلى المثلين بحلول 2020 من نحو 4 في المائة في الوقت الحالي.
وتملك "توتال" حصة تبلغ 20 في المائة في مشروع "يامال"، وأضاف بوتين خلال مراسم احتفالية اقيمت في الموقع النائي في قلب المنطقة القطبية الشمالية "أنا واثق أن الجزأين الثاني والثالث من المشروع سيعملان قبل الموعد المقرر. وروسيا قادرة، ويجب أن تحصل على حصة لائقة في السوق". وعبر بوتين في السابق عن دعمه الشخصي لمشروع "يامال" للغاز الطبيعي المسال الذي تمتلك فيه "نوفاتك" حصة قدرها 50.1 في المائة.
وأشار ليونيد ميخليسون، أغنى رجل أعمال في روسيا ورئيس "نوفاتك" التي تملك حصة قدرها 50.1 في المائة في مشروع "يامال" للغاز الطبيعي المسال، أنه ناقش مشاريع للغاز مع مسؤولين سعوديين، لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال ميخليسون للصحفيين "إن مشروع "يامال" يهدف إلى تصدير ثلاث شحنات حتى نهاية 2017 وسيبدأ بيع الوقود في عقود طويلة الأجل بعد نيسان (أبريل) 2018". وتعرضت الاستثمارات في مشروع "يامال" للتهديد بعد أن وقعت "نوفاتك" تحت طائلة عقوبات غربية تتعلق بدور موسكو في أزمة أوكرانيا، لكن الشركة تمكنت من تدبير تمويل من مصارف صينية وروسية ومن الحكومة الروسية. وبلغ إجمالي اتفاقات قروض مشروع "يامال" من المصارف الصينية أكثر من 12 مليار دولار، ودبرت الشركة أيضا تمويلات حكومية روسية بقيمة 150 مليار روبل "2.5 مليار دولار" من صندوق احتياطي للتمويل و3.6 مليار يورو "4.24 مليار دولار" من مصرفي سبير بنك، وجازبروم بنك، الروسيين اللذين تسيطر عليهما الدولة.
وتم بالفعل التعاقد على بيع أكثر من 95 في المائة من إنتاج "يامال" للعشرين عاما المقبلة أو نحو هذا، وسيذهب معظمه إلى منطقة آسيا والمحيط الهادي.
ومشروع "يامال" للغاز الطبيعي المسال مصمم ليتكون من أربع وحدات، تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لثلاث منها 5.5 مليون طن للواحدة، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للوحدة الرابعة مليون طن. ومن المتوقع تدشين الوحدة الثانية في الربع الثالث من 2018 والوحدة الثالثة في الربع الأول من 2019 والرابعة بحلول نهاية 2019.
وفي الوقت الحالي لدى روسيا محطة واحدة عاملة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في جزيرة سخالين في المحيط الهادي التي تسيطر عليها شركة الغاز العملاقة "جازبروم"، وتساهم "شل" أيضا في المشروع المعروف باسم سخالين-2 الذي ينتج نحو 11 مليون طن من الغاز المجمد سنويا.
وبينما تحوز "جازبروم" حقوقا احتكارية لتصدير الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب فإن "نوفاتك" حصلت على حق شحن الغاز الطبيعي المسال إلى الخارج لتصبح ثاني مُصدر روسي للغاز. ويستخرج الغاز مجمدا من مكامن بحرية ويجري تحويله إلى سائل لشحنه بواسطة ناقلات، ومن بين المنتجين الآخرين للغاز الطبيعي المسال، قطر وأستراليا والولايات المتحدة وبابوا غينيا الجديدة.
وتخطط "نوفاتك"، التي تهدف إلى تجاوز قطر كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، أيضا لمشروع آخر هو القطب الشمالي للغاز الطبيعي المسال، في شبه جزيرة جيدان المجاورة، وقد ينتج المشروعان أكثر من 70 مليون طن من الغاز المسال سنويا.
وإلى جانب "نوفاتك" و"توتال"، فإن المساهمين الآخرين في مشروع "يامال" للغاز الطبيعي المسال هم "سي.إن.بي.سي" الصينية بحصة 20 في المائة، وصندوق طريق الحرير الصيني بحصة تبلغ 9.9 في المائة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز