Author

الابتكار الاجتماعي .. أجندة مهمة في الشركات «2 من 2»

|

ما زالت المشاريع الاستثمارية الاجتماعية تبدو وكأنها على الهامش. فهل ترى أنها تصبح أكثر شيوعا؟ أعتقد شخصيا أننا في خضم تلك الفترات التي سترى خلالها لعدة أسباب قوة إبداعية كاسحة على نطاق لم يكن له مثيل في الغالب. والسؤال المطروح، بناء على ذلك، هو أين تبحث في العالم لتجد أدلة لما ستبدو عليه نماذج الأعمال الجديدة، والذهنية الجديدة، والتكنولوجيات الجديدة، وكيف يمكن أن تعمل. ومن النادر أن تكون الإجابة عن ذلك أنك ستنظر إلى الشركات الحاضنة لأنها ما زالت تعمل، وتحاول أن تنفذ ذلك بمزيد من الكفاءة بالنماذج والذهنيات القديمة. والاتجاه الذي يجب أن تبحث فيه هو عند أطراف الأنظمة، وستتوقع أن تجد هناك حلولا جديدة تظهر.
لكن بعد فترة من الزمن فإنني أتوقع شخصيا رؤية بعض المؤسسات الرأسمالية والشركات الأعمق تفكيرا وهي تبدأ بتبني بعض الذهنيات والنماذج التي بدأ بريادتها أولئك المبتكرون ورجال الأعمال المغامرون.
هل تعتقد أنها تحدث فرقا؟ أعتقد شخصيا أنها تحدث فرقا هائلا. فهناك شخص في الهند، على سبيل المثال، يدعى هيمانشو باركن، قدم مياها نظيفة، وعزز إجراءات الصحة العامة إلى ملايين الأفراد في الهند، وبين الحين والآخر تجد مثل هذه الأعداد الاستثنائية واقعا ملموسا. على أية حال، إذا أرادوا ابتكار شيء فعال، وقابل للنمو، وهياكل مستدامة من أجل القرن الـ21 فعليا، فليس بمقدورهم إنجاز ذلك بمفردهم. وهم بحاجة فعليا إلى المساعدة من جانب الشركات المنتشرة، والمستثمرين، ومن الحكومات بشكل متزايد. غير أن الحكومات في عديد من البلدان التي تواجه تحديات تميل كذلك إلى أن تكون من بين أكثرها فسادا. وبناء عليه، فإن أحد التحديات التي نواجهها جميعا هو كيفية معالجة قضية الفساد في الوقت ذاته. ويضع عديد من الأشخاص ذلك الأمر جانبا. وأعتقد شخصيا أن ذلك أساسي.
كشفت دراسة شملت 200 رجل أعمال مغامر اجتماعي من شتى أرجاء العالم عن الحاجة إلى إحداث تغيير في الذهنية، فضلا عن تقديم الدعم من جانب الحكومات، ووجود رغبة لبناء شراكات وتحالفات. هل كنت متفاجئا من أي من نتائج هذه الدراسة؟ وما الذي يمكن فعله حيال تغيير الذهنيات؟ كان أحد الأشياء التي فاجأتني في نتيجة الدراسة هو أننا إذا سألنا 200 منظمة غير حكومية حول الشراكة مع الشركات، فستكون قلقة إزاء الاقتراح رغم ذلك، بينما لم يكن رجال الأعمال كذلك. وأرادوا فعليا العمل مع الشركات، ومع المؤسسات المالية. والمشكلة التي ذكروها غالبا هي أنه لم تكن لديهم فكرة حول كيفية تنفيذ ذلك، أو لم تكن لديهم الخبرة، وأنهم كانوا يعملون في الغالب مثل المنظمات غير الحكومية، وكانوا يعرفون أن عليهم التخصص والعمل بطريقة أكثر تجارية إلى حد ما. والتغيير في الذهنية الذي بدأت أراه يحدث لدى العدد الصغير من الرؤساء التنفيذيين، ويبدأ قادة الأعمال والمؤسسات المالية الآخرون بإدراك أن رجال الأعمال هؤلاء هم كما اعتادت المنظمات غير الحكومية أن تكون. وكانت المنظمات غير الحكومية المؤشر الرئيس للاتجاه الذي كانت تمضي إليه التحديات والمشاكل. وكانت المفاجأة الكبيرة بالنسبة إليّ شخصيا هي التغيير في موقف مجتمع الأعمال مقارنة بأول مرة نشرنا فيها التقرير قبل عامين. والأمر رائع فعليا كيف أن التغيير حدث سريعا، والسبب جزئي لأنهم بدأوا يرون شركات أخرى تبدأ بالانخراط في هذا المجال، وهناك مزيد من الضغوط للقيام بذلك.

إنشرها