أخبار

«زيجمار جابرييل» ينتقد السعودية .. «فتّش» عن قطر

«زيجمار جابرييل» ينتقد السعودية .. «فتّش» عن قطر

لا يزال زيجمار جابرييل، وزير خارجية ألمانيا يقع ويوقع دولته الاتحادية في المطب الانحيازي الغريب شكلا ومضمونا على طبيعة منصب وزراء الخارجية؛ المتسم غالبا بكثير من الدبلوماسية الحيادية تجاه الدول المنافسة، فضلا عن الصديقة. إذ يأتي تكذيب الرئيس المستقيل سعد الحريري؛ لمعلومات وزير خارجية ألمانيا زيجمار جابرييل ؛ عبر "تويتر"، واضعا الوزير بصفتيه الشخصية والتمثيلية لدولته في مأزق لم يكن ليحسد عليه، لكنها عاقبة الاستناد إلى الأهواء الشخصية.

مهاجمة ميركل

"الهوى الشخصي" ذاته الذي غلب على تعاطيه المنحاز تجاه الدوحة منذ بدايات الأزمة القطرية، وعمله كمحامٍ لها في الأوساط السياسية الأوروبية، هو الذي جعله يهاجم رئيسة حكومته ميركل؛ قبل ذلك ويتهمها بتبني الأفكار "الترمبية" ضد المصلحة الألمانية. فقط لأنها حاولت احتواء الأزمات التي يشعلها وزير خارجيتها من وقت إلى آخر مع زعيم دولة عظمى وصديقة.
وبالعودة إلى دور قطر حليفة جابرييل؛ التي وصف دورها في تصريح سابق بـ"النزيه"، فلعله ليس من باب المصادفة أن يأتي تصريح جابرييل؛ المستفز للحكومة السعودية حول لبنان ووضع رئيس حكومتها المستقيل سعد الحريري؛ بعد يوم واحد فقط من تصريح عبدالرحمن آل ثاني؛ وزير خارجية قطر، الذي شبه ما يحدث للبنان بما يحدث لقطر.

قناعات شخصية

في مقاربة وإن كانت تخلو من أي منطق سياسي، إلا أنها لا تخلو من منطق أمني، إذا ما قورنت خطورة "حزب الله" و "الحوثي" وغيرهم من العصابات بمن يمولها من الدول كقطر وطهران، التي سبق أن صرح جابرييل؛ بتطلعه الواثق لأن تلعب "دورا بناء في أزمة قطر وفي المنطقة بشكل عام".
وبالنتيجة، نحن أمام وزير خارجية مستعد لمعارضة رئيسة حكومته شخصيا تجاه ما يؤمن به من أدوار "نزيهة" لقطر و"بناءة" لإيران في المنطقة، فليس من المستغرب أن يعارض ويخلط؛ بل ينتقد سياسات دول أخرى بمن فيها السعودية. تبعا لما تمليه عليه قناعاته الشخصية المستمدة بالضرورة من قناعات حلفائه. في حين منصب وزير الخارجية تحديدا يملي على صاحبه الاستناد إلى الحقائق مع المحافظة على المسافة ذاتها بين جميع الدول، إن لم يكن من باب طبيعة المنصب نفسه فليكن من باب حفظ خط الرجعة.

تسهيلات ووعود

لكن مرة أخرى لا تفسير غير الهوى الشخصي المتأثر بتسهيلات ووعود قطرية وإيرانية لا تبرر كل هذا الارتماء. فالمعلومات الاستخبارية التي تعد قطر بتوفيرها لألمانيا، فضلا عن الأسواق الإيرانية المتعطشة لها برلين بعد رفع العقوبات، ليست مبررا كافيا لوضع الدولة الألمانية من قبل هذا الوزير أو غيره في صف أشهر رعاة الإرهاب بالوكالة، بحسب ما تثبته التقارير العالمية والألمانية منها على وجه الخصوص.
كما أنه ليس مبررا لاستعداء دول صديقة أخرى كالسعودية، لها ثقلها في المنطقة وفي العالمين العربي والإسلامي بالانقياد خلف رؤية دول بعينها تجاه أوضاع المنطقة ومخاوفها، التي لم يكن لها أن تتأزم وتنفجر لولا إيعاز وتمويل طهران والدوحة أنفسهما، الخفي والمعلن، لميليشيات لم يعد بالإمكان تجاهل دورها الإرهابي في المنطقة والعالم.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار