المشراق

ذاكرة الرياض تحفظ لا تضيع

ذاكرة الرياض تحفظ لا تضيع

ذاكرة الرياض تحفظ لا تضيع

ذاكرة الرياض تحفظ لا تضيع

ذاكرة الرياض تحفظ لا تضيع

ذاكرة الرياض تحفظ لا تضيع

تاريخ المدينة، أي مدينة، تاريخها السياسي والإداري والاقتصادي والاجتماعي يؤخذ من أوعية عدة، منها المؤلفات المطبوعة والمخطوطة بأنواعها المختلفة، ومنها الوثائق، ومنها الرواية الشفهية، ومنها أرشيفات مؤسسات هذه المدينة، كالبلدية، والشرطة، وإمارة المدينة وغيرها. ومن يطلع على أرشيف بعض المؤسسات السابقة يجد معلومات غزيرة في مجالات متعددة. ويعرف الأرشيف بأنه مكان لحفظ الملفات والسجلات والوثائق أو أية مواد لها أهمية تاريخية. وما أركز عليه في هذه المقالة هو أرشيف أمانة مدينة الرياض الذي اطلعت على جزء منه زودني به مشكورا الصديق المؤرخ راشد العساكر. وأود في البداية أن أورد نبذة تاريخية مختصرة جدا عن بداية بلدية الرياض، ونشأة أمانة مدينة الرياض، معتمدا على الموقع الإلكتروني الرسمي لأمانة مدينة الرياض: "بدأت أمانة مدينة الرياض بلدية صغيرة في إمكاناتها ومهامها وموظفيها، أنشئت عام 1356هـ وكان المسؤول عنها في ذلك الوقت مدير البلدية، وأول من عين في هذا الموقع هو حسن بخاري، حتى عام 1360هـ/1941، ثم عين زيني بري سنة 1362هـ/1943 رئيسا للبلدية، فقام بتشكيل بعض الأقسام للبلدية مثل قسم الإدارة، وقسم النظافة، وفي ذلك الوقت بدأت مهمة البلدية تتوسع بعض الشيء وترتبط بأجهزة الأمن والشرطة. ثم عين عبد الله المشاط، ثم محمود جميل فطاني، ومن بعده عين الشيخ عمر خميس ثم الشيخ أحمد خليفة النبهاني، ثم عبد المحسن الصالح الرشيد، وجاء بعده محمد حسن أخضر. وقد عمل هؤلاء جميعا في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز، وراوحت مدة رئاسة كل منهم للبلدية بين سنة وسنتين تقريبا. وفي سنة 1373هـ/1953 أصدر الملك سعود رحمه الله أمره بتعيين الأمير فهد الفيصل رئيسا لبلدية الرياض، وفي عام 1375هـ/1955 صدر الأمر السامي الكريم بتعديل اسم بلدية الرياض إلى أمانة مدينة الرياض، وكان أول أمين لها هو الأمير فهد الفيصل. ولأن المدينة اتسعت بعد نقل الوزارات إليها عام 1375هـ فقد انعكس ذلك على نشاط البلدية حيث أصبحت الرياض منطقة جذب سكاني للهجرة الداخلية بحثا عن فرص العمل أو الدراسة أو الانتقال من البادية، واتسعت مهام وأعباء الأمانة وزادت ميزانيتها زيادة كبيرة، وكذلك زاد عدد الموظفين والعمال".
ويتضح من النص السابق أن عمر بلدية الرياض يتجاوز 80 عاما، وهذا يعني أن لأرشيفها أهمية كبيرة، خصوصا أن هذا الأرشيف يسجل قصة تحول الرياض من قرية إلى مدينة حديثة ضخمة، ويسجل قصة بناء مدينة، وقصة مجتمع هذه المدينة، وكل التطورات التي حصلت في الرياض بشكل دقيق.
من هذا الأرشيف نعرف التطورات التي حدثت لمدينة الرياض، ونعرف تفاصيل نشأة الأحياء الجديدة كحي البطحاء، وحلة القصمان، وحلة العنوز، وحلة الأحرار، والمربع، والناصرية، والملز، وظهرة منفوحة، والسويدي وغيرها من الأحياء، ونعرف كل التفاصيل عن شوارعها، وعن أول شارع يسفلت في الرياض. ومن هذا الأرشيف نعرف وقت قدوم وتكون بعض الجاليات في مدينة الرياض، بل نجد تفاصيل دقيقة للغاية عن الجالية اليمانية في الرياض، ومن كان رئيسهم المسؤول عن تزكيتهم. ونعرف نظام العمد وتاريخ العمد في الرياض، ويوضح عمدة كل حي خلال فترات زمنية مختلفة. ونعرف متى بدأت المطاعم والمخابز وغيرها من المحال التجارية والأسواق، وعددها، وأنظمتها، ووضعها آنذاك. أما الآبار ومشاريع المياه فنعثر على معلومات مفصلة للغاية عنها، وكيف نشأت في أحياء الرياض، ثم كيف بدأ تمديد شبكة المياه حتى وصلت المياه إلى البيوت. وحتى السرقات التي حدثت في المدينة هناك معلومات عنها.
لقد بنيت في الرياض قديما مبان شهيرة وبعضها لا يزال قائما حتى الآن مثل قصر الحكم، وإدارة الشرطة، ومبنى البلدية، وبهو الأمانة، ودار الكتب السعودية، وجامعة الملك سعود، والوزارات، والحدائق، والملاعب، والمنتزهات، والمجسمات، وغيرها، وكل المعلومات المتعلقة بها نجد تفصيلها كاملا في الأرشيف السابق. أما مدينة الموظفين التي أقيمت في الملز زمن الملك سعود فكل معلوماتها وسكانها موجودة كاملة.
وبالإجمال فهذا الأرشيف يحكي لنا بشكل مفصل ودقيق قصة مدينة الرياض خلال 80 عاما.

الإهمال والضياع:
نتيجة لقلة وعي بعض الموظفين وعدم معرفتهم الكافية بأهمية هذه الأرشيفات، فقد أهملت إهمالا كبيرا، ما أدى إلى تلف كثير من الوثائق والمستندات، كما تسللت الأرضة فأكلت قسما كبيرا من الأوراق، وضاع قسم آخر. وما زاد الطين بلة أن بعض القطاعات اتخذت قرارا بحرق أرشيفاتها دون أن تحولها إلى رقمية، فتبقى محفوظة للمستقبل، وكم أتمنى لو قام المسؤولون عن هذه الأرشيفات برقمنتها حفظا لها من التلف والضياع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق