أخبار اقتصادية- عالمية

«البيتكوين» مرشحة لتخطي 25 ألف دولار .. والخبراء: الفقاعة ستنفجر

 «البيتكوين» مرشحة لتخطي 25 ألف دولار .. والخبراء: الفقاعة ستنفجر

رغم تجاوز سعر العملة الافتراضية البيتكوين سقف 6000 دولار للعملة الواحدة، إلا أن هذا لم يحدث أي تغيير في موقف المؤيدين للعملة أو الرافضين لها، فالأنصار وجدوا في القفزة السعرية الجديدة مزيدا من المساندة والدعم لدعوتهم بأن عملتهم هي عملة المستقبل، وأن الطلب المتنامي يعني أيضا تنامي وعي المستثمرين بقيمتها.
أما المشككون في عالم العملات الافتراضية، فلم تحدث الزيادة أي تغيير في مواقفهم، إنما زادتهم إيمانا بأن تلك الزيادة دليل آخر على أننا أمام فقاعة مالية، ستنفجر عاجلا أم آجلا، وستصيب أصحابها بخسائر جمة.
فما الذي يحمله المستقبل للبيتكوين وللعملات الإلكترونية عامة؟ وهل يمكن بالفعل أن تتحقق توقعات بعض المدافعين عن العملات الإلكترونية بأن يكسر سعر البيتكوين سقف عشرة آلاف دولار للوحدة الواحدة من هذه العملة؟
ويعتقد جراهم ستانج مختص مالي سابق في بورصة لندن استقال من منصبه وتفرغ للمضاربة في العملات الإلكترونية خاصة البيتكوين، أن هناك أفقا رغم كل القيود التي يبذلها عديد من الحكومات ضد العملات الإلكترونية، بات مفتوحا الآن لذلك القادم الجديد في سوق العملات، وأن مستويات الأسعار ستصل إلى أرقام فلكية.
ويوضح لـ "الاقتصادية"، أنه إذا ظل الوضع الراهن من الطلب على ما هو عليه، ويمكن للبيتكوين أن تتجاوز سقف الـ 25 ألف دولار، بل إنه يقفز بتوقعاته إلى أرقام غير مسبوقة ويقول "يمكن أن تصل الأسعار إلى 100 ألف و200 ألف دولار للعملة الواحدة، لكن شريطة حدوث تغير تام في نسبة العملة الإلكترونية من إجمالي المحفظة الاستثمارية الدولية، فتزايد إقبال المستثمرين الدوليين على إحلال العملة الإلكترونية محل أصول أخرى مثل الذهب مثلا يعنى ارتفاعا متواصلا في أسعارها.
ويضيف ستانج "إذا أفلحت البيتكوين في أن تمثل نسبة 5 في المائة من المحفظة الاستثمارية الدولية، فإننا سنكون في مواجهة صاروخ أطلق في الفضاء، وستصل الأسعار إلى مستويات لا يمكن التنبؤ بها".
وبطبيعة الحال تبدو وجهة النظر تلك معبرة عن قناعات أكثر المدافعين عن العملة الإلكترونية انحيازا، وبغض النظر عن إمكانية تحقيقها من عدمه، فإن القناعات السائدة لدى أنصار العملة الإلكترونية يختصرها روبرت كلارك المحلل المالي في بورصة لندن، وأحد المؤيدين بأن المستقبل يحمل كثيرا من الإيجابية للعملات الافتراضية.
ويضيف لـ "الاقتصادية"، أنه "يمكن القول إن البيتكوين ستواصل الارتفاع خلال الأشهر الستة المقبلة، وحتى إذا ما حدث ما يروج له الخصوم بأنها ستواجه الانهيار حتما، فهذا لا يعني أنها ستساوي "صفر"، لكن ستشهد تراجعا مثلما يحدث في جميع السلع، فأسعار النفط ترتفع وتنخفض بقوة من حين لآخر والذهب والأسهم والمعادن، وهذا جزء من السلوك الاقتصادي المعتاد للعملات والسلع، ومع هذا لم نجد على سبيل المثال دعوات لتخلي الناس عن الذهب حتى مع انخفاض أسعاره بشكل شديد، وهذا أيضا ما سيحدث للبيتكوين وغيرها من العملات الإلكترونية، ستنخفض أسعارها في يوم من الأيام، لكن لن تخرج من السوق.
وأشار كلارك إلى أن هذا تحديدا أهم تطور ناجم عن ارتفاع سعر البيتكوين وتجاوزه حاجز ستة آلاف دولار للعملة الوحدة، فالأسعار وإن تراجعت إلى 100 دولار، فإن البيتكوين حققت النصر في أول معركة لها، واعترفت الأسواق بوجودها، وتزايد اهتمام الناس بها، فقبل هذا الارتفاع السعري، كانت مجموعات صغيرة من المعنيين بالمضاربة على العملات، هم من لهم دراية بها، وبوجود ذلك النوع من العملات وإمكانية الاستثمار فيه، باتت البيتكوين والعملات الإلكترونية الآن حديث وسائل الإعلام والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن البيتكوين وجد ليبقى بغض النظر عن تقلبات الأسعار.
لكن تقلبات الأسعار تلك هي إحدى نقاط الضعف الرئيسية التي يعتقد خصوم العملة الإلكترونية أنها سيقضى عليها الآن أو في المستقبل، فالدكتور دافيز آدم أستاذ الاقتصاد الكلي، وأحد أبرز الاقتصاديين المشككين في مستقبل العملات الافتراضية، لا يزال على موقفه بأن الارتفاع الجاري في سعر العملة الإلكترونية دليل آخر على أننا أمام فقاعة اقتصادية ستنفجر حتما وتخلف وراءها خسائر ضخمة للمستثمرين فيها.
ويضيف لـ "الاقتصادية"، أن "هذا الارتفاع المتواصل في الأسعار، قد يكون جذابا في الوقت الراهن، لكن في سوق لا تتصف بالشفافية ولا توجد فيها مركزية أو أشخاص يمكن محاسبتهم وإيقاع العقاب عليهم في حال الخطأ، فإن أحدا لا يمكنه الجزم بشكل قاطع بأن تلك الزيادات الضخمة، لم تنجم عن عملية احتيال منظم ومخطط له من مجموعة من المستفيدين، كما أن تشفير العملة يمثل في حد ذاته مشكلة، لأنها تستخدم بقوة في الأعمال غير المشروعة".
وحول التوقعات بأن الأسعار يمكن أن تصل إلى 25 ألف دولار للعملة الوحدة، يجيب آدم "نلاحظ أن مثل تلك التوقعات تأتي من قبل أشخاص منحازين تماما لعالم العملات الإلكترونية، ولهم مصلحة مالية في أن تتسلق البيتكوين السلم سريعا. فهناك مشكلة حقيقية في القيام بعملية تقييم موضوعية لهذا النوع من العملات، فكيف لنا أن نقدر قيمة البيتكوين الفعلية. فالأسهم على سبيل المثال يمكن أن نقوم بتقييمها عبر إلقاء نظرة على الأرباح الماضية والمستقبلية المتوقعة، وكذلك على المبيعات خلال الفترة المقبلة. والسندات تقيم بناء على قدرة المصدر على التسديد للمستثمرين. والعملات كالدولار نقيمها وفقا لسعر صرفها مع العملات الأخرى، أما العملات الإلكترونية فتفتقد كل ذلك".
ويضيف آدم "ما معيار القيمة لديهم؟ لا يوجد. ليس لديهم أرباح، لا توجد عطاءات من قبل البنوك المركزية، وتلك المشكلات ستؤدي حتما إلى انهيار العملات الإلكترونية في وقت ما؟
إلين فالمينج الباحثة الاقتصادية تعتقد أن الارتفاع المتواصل للبيتكوين أعمى أبصار عديد من الأشخاص عن الوزن الحقيقي لها في سوق العملات، وتضيف لـ "الاقتصادية"، أن "هناك أحاديث متواصلة من قبل عديد من المدافعين عن العملات الإلكترونية، بأنها ستصبح في المستقبل عملة العالم، وفي الحقيقة فقد طالب الاقتصادي الشهير كينز في أربعينيات القرن الماضي، بأن تكون هناك عملة للعالم، لكن البيتكوين لا تحمل تلك الملامح ولا تملك تلك القدرة، فعملة العالم لا بد أن تتصف بالوفرة، والبيتكوين على العكس تتصف بالندرة، فحاليا هناك نحو 16.5 مليون بيتكوين في مجال التداول بقيمة بلغت الآن 100 مليار دولار، وللوهلة الأولى يبدو الرقم كبيرا جدا، وسيزداد طبعا مع الارتفاع المتواصل في قيمتها، لكنه في النهاية لا يمثل غير نقطة في بحر مقارنة بكم العملات المتداولة في العالم والذي بلغ خمسة تريليونات دولار".
وتستدرك فالمينج قائلة "يجب أن نأخذ في الاعتبار أن 25 في المائة من عملة البيتكوين المتداولة يضيع بسبب عدم المحافظة عليه بشكل صحيح، أو أن مفاتيح التشفير فقدت أو لغير ذلك من الأسباب".
ومع هذا لا تنفي إلين أن هناك عددا من العوامل يعزز وضعية العملة الإلكترونية مستقبلا خاصة البيتكوين، وتشير إلى أن إمكانية الوصول إلى العملات الإلكترونية بات أسهل الآن مقارنة بما كان عليه الوضع في الماضي، وهذا يعزز عملية الشراء والبيع، وعدد أجهزة الصراف الآلي التي تتعامل مع البيتكوين تضاعف بشكل كبير للغاية خلال العام الماضي، وهذا بمنزلة ضخ دم جديد لها، كما أن ارتفاع حجم التداول اليومي بات كبيرا، وهذا يعني أنه من السهل الآن الشراء والبيع أو حتى تحويلها إلى عملات أخرى في لحظات، ويترافق ذلك مع تحولها إلى مخزن للقيمة بسبب الارتفاع المتواصل في أسعارها، أي أنها بالنسبة إلى البعض تبدو بديلا مقبولا مقارنة بالذهب".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية