رواد الأعمال

أقصر طريق للنجاح قد يكمن في تجنب "وسائل تشتيت الانتباه"

أقصر طريق للنجاح قد يكمن في تجنب "وسائل تشتيت الانتباه"

أقصر طريق للنجاح قد يكمن في تجنب "وسائل تشتيت الانتباه"

أقصر طريق للنجاح قد يكمن في تجنب "وسائل تشتيت الانتباه"

أقصر طريق للنجاح قد يكمن في تجنب "وسائل تشتيت الانتباه"

بدلا من وضع أهداف وخطط يمكنك تحقيقها، ربما ينبغي عليك أن تبحث أولا عن الأخطاء والأنشطة غير المهمة التي يجب أن تتجنبها.
هل أصبح يوم عملك طويلا وشاقا تسعى فيه لتحقيق قائمة من المهام اليومية؟
إن عوامل تشتيت الانتباه المتعددة التي تنتشر في بيئة العمل المعاصرة، مثل وسائل التكنولوجيا الرقمية، ومكاتب العمل في مساحات مفتوحة، والأشياء التي تقطع تركيزك أثناء العمل، قد تجعل من المستحيل تقريبا أن تحقق أهدافك، أو حتى أن تنجز أي مهمة على الإطلاق بحسب ما ذكرت الـ "BBC".
لكن ماذا لو كانت المشكلة لديك أنت، أو أنك تتعامل مع الأمور بطريقة خاطئة؟ ربما يجدر بك التفكير كثيرا في هذا الأمر.
ويعد هذا النهج في التفكير هو أحد الاستراتيجيات التي يوظفها أندرو ويلكنسون، رجل الأعمال والمستثمر الكندي، الذي وضع قائمته الخاصة بالأشياء التي يجب تجنبها كل يوم.
تفكير مشتت
وقد لاحظ ويلكنسون كيف يسير يوم عمله، (وكذلك يوم عمل شريكه التجاري)، ووجد أنه يوم عمل مليء بالأشياء التي لا يرغب في القيام بها.
وهو ما جعله يشعر بأنه مشتت الذهن، وبأن لديه الكثير من المهام، وبأنه مضطر للعمل مع أشخاص لا يحبهم، ومع جدول مهام وضعه له آخرون، وذلك وفقا لمقال نشره مؤخرا على موقع "ميديم" الإلكتروني.
كان ويلكنسون يفكر في كيفية تحسين يومه، وجعله أكثر متعة، ولذا اتبع خطى تشارلي مانغر، الذي يعد الذراع اليمنى للمستثمر الشهير وارين بوفيت، وهو أيضا أحد المناصرين لفكرة النظر للأشياء بطريقة عكسية، وهي استراتيجية تنظر إلى المشكلات بطريقة عكسية، وتركز على الحد من الجوانب السلبية أولا بدلا من محاولة تعظيم الاستفادة من الجوانب الإيجابية.
ولتطبيق هذه الفكرة، وضع ويلكنسون لنفسة قائمة أطلق عليها اسم "قائمة الأهداف المضادة"، والتي يضع فيها الأمور التي ينبغي عليه أن يتجنبها، ولذا، فهي لا تتضمن الاجتماعات الصباحية، أو أي مهام تستغرق أكثر من ساعتين من جدوله اليومي، أو التعامل مع أشخاص لا يحبهم.
وقد ساهمت هذه القائمة في تحسين حياة ويلكنسون "بشكل لا يمكن قياسه"، كما كتب في مقاله المشار إليه سابقا.
ويضيف ويلكنسون في رسالة بالبريد الإلكتروني لموقع بي بي سي كابيتال: "أعتقد أن الناس تحاول دائما التفكير في المكان الذي يريدون الذهاب إليه. لكن سؤالا مثل 'ما الذي سيجعلني سعيدا؟' يعد سؤالا ذا نهاية مفتوحة، وأعتقد أنه من الأسهل حقا أن نفكر أولا في الأشياء التي تجعلنا تعساء لكي نتجنبها".
وليس ويلكنسون أو مانغر الوحيدين اللذين يستخدمان قائمة الأهداف المضادة أو العكسية، لتساعدهما في الحد من عوامل التشتيت، وفي تحقيق الطموحات.
ويعتقد تيم فيريس، المستثمر والكاتب في مجال إدارة الأعمال، أن قائمة "المهام التي ينبغي تجنبها" لها قوة تأثير كبيرة. ويقول: "السبب في ذلك بسيط، وهو أن ما لا تقوم به يساعدك في تحديد ما يمكنك أن تقوم به".
ومن الأمور التي يضعها فيريس في هذه القائمة: لا تسمح للناس بالتسكع حولك، ولا توافق على حضور اجتماعات ليست لها جدول أعمال واضح، ولا تقوم بعمل بهدف ملء فراغ ما عندما يكون عليك ملء الفراغ في مكان آخر.
ومن أنصار هذه الفكرة أيضا أنغليلا سيبيرانو، مؤسسة شركة "فلوريش بي آر" للعلاقات العامة، ومقرها ميلبورن باستراليا. فهي تستخدم نظاما تطلق عليه اسم "نظام إشارات المرور"، وذلك لتصنيف المهام، وتحديد الأعمال التي ترغب في البدء فيها، وتلك التي تريد وقفها، أو متابعتها.
وتقول سيبيرانو إن التوقف مثلا عن الأنشطة غير المنتجة يعد أمرا مهما لتحقيق الهدف الذي تسعى خلفه، لأن ذلك يسمح لك برؤية مسار واضح أمامك.
لماذا تنجح هذه الفكرة؟
ينصح كثير من الخبراء في مجال تحسين الإنتاجية بتعزيز الأفكار والأعمال التي تجعلك تنظر إلى الأمام، ولكن كيف يمكن للتركيز على الجوانب السلبية أن يكون ذا فائدة؟
تقول ريبا باتيل، مدربة في مجال الإدارة التنفيذية ومديرة شركة "ليدنغ مايندفلي" لتنمية مهارات القيادة في استراليا، إن هذه الطريقة تساعدنا في التفكر في أنشطتنا التي نقوم به ولا تتماشى مع أهدافنا العامة.
ويقول موريس شويتزر، الأستاذ بكلية وارتون للإدارة بجامعة بنسلفانيا، إن وضع قائمة بالأهداف غير المرغوبة، "يعطينا مجالا تدريجيا للتفكير في الأمور بشكل مختلف".
ويضيف شويتزر معلقا على قائمة ويلكنسون قائلأ إنها قائمة خاصة به، لكنها تضم مجموعة من الإرشادات المحددة والواضحة، والتي يمكن تقسيمها إلى خطوات قابلة للتنفيذ، وبالتالي، يمكن تحقيقها. إن الأمر يتعلق بتحديد الأولويات، والأمور الأكثر أهمية.
وبالتالي، يمكن لمثل هذه القائمة أن تعطينا زاوية مختلفة للنظر إلى الأشياء "بطريقة تساعدنا في التعرف على الأمور الأساسية"، كما يقول شويتزر. ويتابع: "تجعل تلك الأهداف تركيزنا محددا، وتحفزنا للسير في طريق محدد أيضا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من رواد الأعمال