الطاقة- المعادن

كوريا الشمالية تملك كنز معادن بـ 2.79 تريليون دولار

كوريا الشمالية تملك كنز معادن بـ 2.79 تريليون دولار

أشارت تقديرات إلى أن كوريا الشمالية تمتلك موارد معدنية محتملة تصل قيمتها إلى نحو 3200 تريليون وون (2.79 تريليون دولار)، تهيمن شركات صينية على تطويرها، بينما تظل مغلقة أمام كوريا الجنوبية بسبب العقوبات.
ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن تقرير لشركة الموارد الكورية، المملوكة للدولة والمعنية بتأمين إمدادات الموارد المعدنية لتلبية احتياجات الصناعة، أن القيمة المقدرة للمعادن غير المستغلة في كوريا الشمالية تجاوزت نهاية العام الماضي 14 ضعف الموارد في كوريا الجنوبية المقدرة بـ230 تريليون وون.
ورفضت سيئول القيام بأعمال تجارية مع بيونج يانج في عام 2010، ردا على هجوم بطوربيد بحري نفذته كوريا الشمالية العام ذاته، أسفر عن إصابة وإغراق البارجة الحربية الكورية الجنوبية تشون آن، في حادثة راح ضحيتها 46 من البحارة الجنوبيين.
ووقعت الجارة الشمالية 38 اتفاقية مع شركات أجنبية لتطوير مناجم معدنية تتنوع بين الذهب والفضة والفحم، 33 منها شركات صينية، وتنقسم الأخرى بين اليابان وفرنسا وسويسرا. وبموجب العقوبات الدولية المفروضة منذ عام 2010، فإن الاستثمار في كوريا الشمالية ممنوع، ووفقا للتقرير، فإن شركات كورية جنوبية استثمرت في السابق 41.95 مليون دولار في تطوير أنشطة تعدينية في كوريا الشمالية، إلا أن معظم المشروعات جرى تعليقها، ومن جهتها، استثمرت هيئة الموارد الكورية الجنوبية ما قيمته 6.65 مليون دولار بمشروعات تطوير الموارد، استردت منها نحو 244.221 دولار فقط.
وتسببت التجارب النووية لكوريا الشمالية باهتزاز تحالفها مع الصين الحليف التجاري الأبرز إلى درجة باتت بكين تسمح بالحديث عما كان من المحرمات في الماضي، فيما الهدف الرسمي للصين هو إحضار واشنطن وبيونج يانج إلى طاولة المفاوضات.
وأثار جيا كينجوو عميد كلية الدراسات الدولية في جامعة بكينج، تساؤلات الشهر الماضي عندما نشر مقالة بعنوان "حان الوقت للاستعداد للأسوأ في كوريا الشمالية".
ونشرت المقالة بالإنجليزية على موقع "منتدى شرق آسيا" التابع للجامعة الأسترالية الوطنية، لكن من غير المرجح أن تكون نشرت دون موافقة السلطات الصينية.
وحث جيا في المقالة بكين على بدء مناقشة خطط طوارئ مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وهي محادثات سعت إليها الدولتان في السابق لكن الصين رفضتها خشية إثارة استياء بيونج يانج.
وكتب جيا: "عندما تصبح الحرب احتمالا حقيقيا، على الصين أن تكون مستعدة. وبأخذ ذلك بعين الاعتبار، فإن على الصين أن تكون أكثر استعدادا للتفكير بإجراء محادثات مع دول معنية، بشأن خطط طوارئ".
ويعتقد ديفيد كيلي، مدير الأبحاث في مركز الاستشارات "تشاينا بوليسي" ومقره بكين أن الرأي السائد لدى الأكاديميين الصينيين هو: "نكون أفضل من دونهم، إن كوريا موحدة ستكون جيدة جدا للصين، وسيزدهر شمال الشرق". وتدعم الصين كوريا الشمالية منذ فترة طويلة لأنها توفر لها منطقة عازلة تفصلها عن القوات الأمريكية المنتشرة في كوريا الجنوبية، لكن بارتلمي كورمون، الخبير بشؤون الصين في معهد العلاقات الاستراتيجية والدولية في باريس، قال إن سقوط بيونج يانج سيكون أمرا جيدا لبكين، وخصوصا من الناحية الاقتصادية.
وأضاف كورمون: "الصين ترى الآن أن انهيارا لكوريا الشمالية لن يكون بالضرورة ضد مصلحتها. وفي حال سقوط كوريا الشمالية بطريقة سلمية، الأجدى بالصين أن تكون في موقع للمساهمة في إعادة بنائها. وبكين هي الدولة الوحيدة القادرة على الإشراف على إعادة بناء كوريا الشمالية".
وهذا النوع من الحديث لم يكن دائما مسموحا به، فقد طرد دنج يوين من وظيفته محررا في مجلة مدرسة تابعة للحزب الشيوعي في 2013 بعد أن كتب في مقالة إنه يتعين على الصين التخلي عن كوريا الشمالية.
وعقد ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي محادثات على مستوى عال في الصين لإقناع بكين بممارسة مزيد من الضغط الاقتصادي على كوريا الشمالية من أجل إجبارها على التراجع عن برامجها النووية والصاروخية، ومن المرتقب أن يزور دونالد ترمب بكين الشهر القادم في إطار جولة آسيوية تشمل اليابان وكوريا الجنوبية.
وكثيرا ما حض ترمب الرئيس الصيني على ممارسة مزيد من الضغط الاقتصادي على بيونج يانج، لإقناع النظام الانعزالي بالتخلي عن برنامجه النووي، وردت الصين، الحليف التجاري الأهم لكوريا الشمالية، بتأييد مجموعة جديدة من العقوبات الدولية ضد بيونج يانج.
وأمرت الصين الأسبوع الماضى بإغلاق الشركات الكورية الشمالية على أراضيها، بحلول كانون الثاني(يناير) المقبل، ووضعت حدا أعلى لصادراتها من منتجات النفط المكرر إلى كوريا الشمالية اعتبارا من الأول من تشرين الأول(أكتوبر)، كما ستحظر استيراد النسيج من جارتها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- المعادن