FINANCIAL TIMES

استقبال فاتر لـ «آيفون 8» يبدد 43 مليارا من قيمة «أبل» السوقية

استقبال فاتر لـ «آيفون 8» يبدد 43 مليارا من قيمة «أبل» السوقية

عملية إطلاق الهاتف الذكي "آيفون 8" على مراحل هددت بتقليص الإثارة المصاحبة للإصدار الجديد، وشهد سعر سهم "أبل" الأسبوع الماضي أكبر انخفاض له منذ أشهر.
الإثارة المسبقة حول إطلاق "آيفون إكس" بسعر 999 دولارا، الذي قالت الشركة "إنه يحوي ميزات إعادة تصميم جذرية وكاميرا متقدمة، لكن لن يتم إطلاقه حتى تشرين الثاني (نوفمبر)، هي السبب في الاستقبال الواهن لجهاز آيفون 8 الذي يتمتع بتحسينات محدودة أكثر من سابقه".
يقول نيل سيبارت، وهو محلل مختض في شركة أبل لدى "أبوف أفالون"، "أعتقد أن الطلب منخفض عن العام الماضي، وليس هناك سبب آخر غير أن يكون لديك هاتف رئيسي آخر". ويضيف "جزء من الطلب على إطلاق "الآيفون" لم يتحقق تماما حتى الآن". ويرى سيبارت أن ذلك قد يجعل المبيعات الأولية أقل من أي وقت منذ إطلاق "آيفون 6" في عام 2014.
في دلالة على هذه التوقعات المخفضة وبعد المراجعات المتباينة "سلبا وإيجابا" لـ "آيفون 8" وساعة "أبل واتش سيريز 3" الجديدة، انخفض سهم "أبل" منذ كشف النقاب عن المنتجات المذكورة في الأسبوع الماضي.
وتراجعت الأسهم 1.5 في المائة في التعاملات المبكرة يوم الجمعة، ما جعل خسائر "أبل" في الأسبوع الماضي تصل إلى 5.2 في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ 17 شهرا. وتسبب ذلك في القضاء على أكثر من 43 مليار دولار من القيمة السوقية لـ "أبل" – ما يعادل الرسملة السوقية بأكملها لموقع "إي باي".
قرار "أبل" زيادة أسعار "آيفون 8"، مقارنة بأنموذج العام الماضي، إضافة إلى إطلاق أقل نشاطا، مدفوعا من قبل الشركات الناقلة لخدمات الجوال، يمكن أيضا أن يؤذي الطلب.
يقول والت بيسيك، المحلل في "بي تي آي جي ريسيرش"، "عدم وجود عمليات ترويج من جانب المشغلين وتوقع "آيفون إكس" أديا إلى إضعاف توقعات المستثمرين يوم الإطلاق". ويضيف "مشغلو الشبكات اللاسلكية سحبوا حملاتهم الترويجية هذا العام، ولا يبدو أن هذا الوضع سيتغير عندما يتم إطلاق آيفون إكس".
تقدير مبيعات "آيفون" يصبح أيضا أكثر صعوبة. في السنوات الأخيرة حاولت "أبل" تقليص الطوابير التي اعتادت الظهور خارج متاجرها في يوم الإطلاق، لتشجيع العملاء على طلب الشراء عبر الإنترنت. وفي حين ظهرت بعض الحشود في متاجر "أبل" الرئيسية في نيويورك وسان فرانسيسكو وسنغافورة بالأمس، شهد كثير من منافذها في جميع أنحاء العالم انخفاضا في الحضور مقارنة بالسنوات السابقة.
وبدلا من عد الأشخاص الذين يصطفون خارج المتاجر، بدأ المحللون الذين يبحثون عن أدلة على طلب العملاء في موقع شركة أبل، من خلال تعقب الفترة الزمنية بين طلب الشراء وتنفيذه. لكن مع عدم معرفة إمدادات مدخلات التصنيع المتوافرة، يبقى هذا الأسلوب غير موثوق دائما. كما توقفت شركة أبل عن الإعلان عن أرقام بشأن الإطلاق في عطلات نهاية الأسبوع، ما جعل الحياة حتى أكثر صعوبة بالنسبة إلى الذين يحاولون التنبؤ بمبيعات "آيفون" في الربع المنتهي هذا الشهر.
في جهودها للحفاظ على النمو، مع حماية هوامشها من ارتفاع التكاليف، رفعت "أبل" تسعير "الآيفون"، إضافة إلى "آيفون إكس" الذي هو الأعلى سعرا، فإن "آيفون 8" و"آيفون 8 بلس" هما أغلى بواقع 50 دولارا و30 دولارا من الأجهزة المعادلة لهما في العام الماضي.
ووفقا لبيسيك، الزيادات في الأسعار على أجهزة "آيفون 8" و"إكس" يفترض فيها أن تقلل من الاعتماد على نمو الوحدات لتحقيق إيرادات لشركة "أبل".
خارج الولايات المتحدة هذه الزيادات قد تظهر أكثر حدة "آيفون 8" يكلف 699 دولارا في الولايات المتحدة، ولكن 699 جنيها في المملكة المتحدة، وهو سعر يزيد 100 جنيه عن "آيفون 7" قبل عام. ورفعت "أبل" أيضا أسعار منتجات أخرى، بما في ذلك إصدارات الذاكرة الأكبر من "آيباد برو".
ويرى محللون في "مورجان ستانلي" أن زيادات الأسعار دليل على ثقة "أبل". ويتوقعون أن يرتفع متوسط سعر بيع "آيفون" من 606 دولارات حاليا إلى 784 دولارا في العام المقبل. وكتبوا في مذكرة حديثة "العلامة التجارية الطموحة، وولاء العملاء المرتفع، والدولار الأمريكي الضعيف، تسمح لشركة أبل بزيادة الأسعار دون الإضرار بالطلب. في الواقع، الطلب على "آيفون" يرتبط ارتباطا مباشرا باتجاهات متوسط سعر البيع - ارتفاع الأسعار وارتفاع الطلب والعكس بالعكس".
يأتي "آيفون 8" مجهزا بأحدث نظام تشغيل لـ "أبل"، وهو 11 iOS، الذي كان أصحاب الأجهزة السابقة قادرين أيضا على تحميله وتثبيته هذا الأسبوع.
الميزة الرئيسية للجهاز تتمثل في منصة لتطبيقات "الواقع المعزز". في الوقت الراهن معظم تطبيقات الواقع المعزز تعتبر مستجدات تستخدم لمرة واحدة في أمور التسلية. واحد من التطبيقات الأكثر شعبية حتى الآن هو شريط قياس افتراضي يسمح برسم خط بين اثنين أو أكثر من النقاط لمعرفة المسافة بينهما بالبوصة.
لكن أفضل جزء للتسلية هو Magic Sudoku الذي يجمع بين الذكاء الاصطناعي والتعرف على الحروف لحل فوري لأي لغز عددي تشير به إليه.
تحسين رئيسي آخر هو مركز تحكم أُعيدَ تصميمه: لمسة الوصول السريع الذي تحصل عليه عندما تمرر إصبعك لأعلى من الجزء السفلي من شاشة الهاتف.
كان لمركز التحكم القديم ثلاث لوحات مختلفة، اثنتان كانتا مخصصتان لتشغيل الموسيقى والمفاتيح الرئيسية HomeKit، على التوالي.
الآن كل ذلك موجود على شاشة واحدة، ويمكن تخصيص نصفها لتتناسب مع الأدوات التي تستخدمها في غالب الأحيان. وهذا يمكن أن يكون الضوء الكشاف، أو الحاسبة الإلكترونية، أو الكاميرا، أو برنامج التوقيت.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES