السياسية

من التحريض إلى عدم تقدير الوساطة.. إساءات قطر للكويت مستمرة

من التحريض إلى عدم تقدير الوساطة.. إساءات قطر للكويت مستمرة

منذ انطلاقة أزمة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب مع قطر وهي تؤكد على أن الوساطة الكويتية محل تقدير واهتمام، وأن الكويت هي من أوائل المتضررين من السلوك القطري في المنطقة، وأن حديث الدوحة عن قبولها للوساطة الكويتية رغم تنقل وزير خارجيتها في رحلات مكوكية بين عواصم العالم ماهو إلا نوع من ذر الرماد في العيون وكسب الوقت. إلا أن الرد القطري على كلمة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، أمس وبعد فقط أقل من 50 دقيقة من حديث شيخ الحكمة من واشنطن وإعلانه عن قبول القيادة القطرية لكافة مطالبات أشقاءه الـ13، كان تأكيدا جديد على سلوك الدوحة الاستفزازي وإصرارها الذي لا ينتهي على التغريد خارج السرب الخليجي، وبالذات محاولاتها الدائمة للإساءة إلى الكويت وتقويض جهودها في الوساطة لحل الأزمة، وعدم تقدير تلك الجهود التي بذلتها الكويت مدفوعة بحرصها على رأب الصدع ولم شمل البيت الخليجي، وعلى رأس تلك الإساءات كان تسريب حكومة الدوحة للمطالب الـ 13 التي قدمتها الكويت لها. وفيما أكد أمير الكويت على قدرة وحكمة قادة ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تجاوز الأزمة، موضحا أن قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ13 والتحدث على الطاولة مع الجميع فيما يتعلق بالخلافات مع الأطراف الخليجية. جاءت تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح أمير الكويت، لتؤكد رفض قطر للحوار – حسبما أوضح البيان الرباعي الذي أصدرته البارحة الأولى الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث أوضح البيان أن الدوحة ترفض الحوار إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، وتضع شروطا مسبقة للحوار بما يؤكد عدم جدية قطر في الحوار ومكافحة وتمويل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول. هذه الإساءات القطرية للكويت ليست بجديدة على حكومة الدوحة، فعلى مر التاريخ لم تسلم الكويت وأمرائها من الإساءات القطرية المتواترة، عبر قنواتها الإعلامية أو من خلال تدخل سياسيوها في الشؤون الداخلية الكويتية، وخير دليل على ذلك فترة الغزو العراقي على الكويت، وإبان فترة ما تعرف بالربيع العربي والتي شنت فيها قناة الجزيرة القطرية حملة تحريضية لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة بأكملها وكانت الكويت في المقدمة. وعلى شاكلة الفوضى التي شهدتها تونس واليمن وسوريا وليبيا بعد عام 2011 وانتشار الأسلحة بسبب صعود تيارات الإسلام السياسي وجماعة الإخوان الإرهابية التي تبنتها قنوات الدوحة، تبنت قناة الجزيرة دعاية تحريضية ضد الحكومة الكويتية، لخدمة أهداف التيارات الإخوانية. وتعمد مذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم في أكثر من مناسبة الإساءة للكويت وتبنى دعاية تحريضية ضد حكومتها خلال برنامجه الذي يقدمه على القناة القطرية الداعمة للإرهاب، منذ أحداث الربيع العربي. ولم تكتف قناة الجزيرة بالتقارير المضللة عن الكويت بل إنها استضافت بعض قادة المعارضة الكويتيين في برامجها وسمحت لهم بالإدلاء بأقوال وتصريحات لم يكن أكثرها في صالح استقرار الكويت وأعطتهم الحرية الكاملة لطرح أطروحاتهم الداعية إلى زعزعة أمن واستقرار الكويت. في النهاية يستطيع كل مراقب للأزمة التي انطلقت "علنا" قبل نحو 3 أشهر رغم أن عمرها يزيد عن 20 عاما من السلوك العدائي للدوحة في المنطقة، ورعايتها للإرهاب والحركات الإنفصالية والمعارضة، يستطيع أن يلمس أن حكمة امير الكويت لم تمنع حماقة القيادة القطرية من تعميق الأزمة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من السياسية