أخبار اقتصادية- عالمية

«لايتكوين» عملة تنافس «بيتكوين» .. قفزت 1400 % منذ بداية العام

 «لايتكوين» عملة تنافس «بيتكوين» .. قفزت 1400 % منذ بداية العام

في غمرة الانشغال العالمي بعملة "البيتكوين"، والارتفاع المتواصل في أسعارها التي بلغت 4700 دولار، لتحتل بذلك قمة هرم العملات الافتراضية، لم تتنبه أغلب وسائل الإعلام لعملة افتراضية أخرى، ظلت أسعارها أقل من "البيتكوين"، لكنها تحقق معدلات زيادة سعرية أعلى بكثير مما تحققه العملة الأولى في أسواق العملات الافتراضية، إنها عملة "لايتكوين" التي أنشئت عام 2011، وتعرف في أسواق العملات الافتراضية باسم "العملة الفضية" في مواجهة "البيتكوين" المعروفة باسم "العملة الذهبية".
وبلغ سعر عملة "لايتكوين" الخميس الماضي، مستويات قياسية لم تحققها من قبل، إذ وصل سعر العملة الواحدة منها إلى 56.88 دولار لتحقق تداولا بلغ 336 مليون دولار خلال 24 ساعة، وليقفز معدل الزيادة في أسعار العملة الفضية 1400 في المائة منذ بداية العام حتى الآن.
يعتقد استون هاملتون المحلل المالي في بورصة لندن أن الآفاق المستقبلية للعملة الافتراضية الفضية تحمل في طياتها كثيرا من الأرباح بالنسبة إلى المتعاملين بها.
ويقول لـ "الاقتصادية"، "إن العملة الافتراضية "لايتكوين" لم يتجاوز سعرها في شهر يناير الماضي حدود 4.33 دولار، لكنها الآن تفوق الـ 65 دولارا، وعلى الرغم من أن الأسعار تراجعت بعض الشيء في بداية الأسبوع الماضي، إلا أنها لم تنخفض عن 62 دولارا، وبينما لم تتجاوز قيمتها السوقية 353.3 مليون دولار بداية العام، الآن ونتيجة الإقبال الشديد عليها، وارتفاع أسعارها قفزت قيمتها السوقية إلى حدود 3.389 مليار دولار، لكنها بالطبع لا تزال بعيدة عن القيمة السوقية لـ "البيتكوين" التي بلغت نحو 72.4 مليار دولار".
وحول الفروق بين العملة الذهبية والفضية، يؤكد أن هناك تطابقا في الفكرة الرئيسية للعملتين، لكن قدرة كل منهما تختلف عن الأخرى، فحدود المعروض من عملة "لايتكوين" لا يتجاوز 84 مليون وحدة مقارنة بـ 21 مليونا لـ "البيتكوين". ويتابع "هذا يعني أن العرض أعلى من الطلب في الوقت الحالي على العملة الفضية، وهو ما يشير إلى أن أسعارها أقل من نظيرتها "البيتكوين"، لكنها تعوض انخفاض الطلب عليها بأن الوقت المخصص لإجراء عملية تحويل العملة أقل بكثير من "البيتكوين"، إذ لا يتجاوز في العملة الفضية دقيقتين مقابل 100 دقيقة في العملة الذهبية، وهذا أحد الأسباب الرئيسية للإقبال الشديد عليها أخيرا".
ويضيف "لكن في الحقيقية فإن "البيتكوين" ستكون بمنزلة "مخزن للقيمة" أي مثلها مثل الذهب يمكن شراؤها وبيعها في المستقبل لتحقيق أرباح، بينما "لايتكوين" ستكون العملة الرئيسية في مجال المدفوعات، أي ستكون "كالدولار" باعتباره العملة الأساسية في التجارة الدولية والاستثمار".
من جهته، يرى روبرت ويلسون المختص في العملات الإلكترونية، أن الارتفاع الكبير في سعر "البيتكوين" جعل سوق العملات الافتراضية شديدة الجاذبية بالنسبة إلى كثير من المستثمرين، وهو في حد ذاته أحد العوامل التي أدت إلى مزيد من الطلب على عملة "لايتكوين".
ويضيف لـ "الاقتصادية"، "نلاحظ أن منطقة شرق وجنوب شرق آسيا هي قوة الدفع الرئيسية لارتفاع أسعار العملة الفضية، حيث إن 37 في المائة تقريبا من المشتريات تأتي من الصين وبالعملة الصينية، تليها كوريا الجنوبية بنحو 22.4 في المائة من إجمالي الطلب، وازدهار الطلب في كوريا الجنوبية سيدفع الحكومة إلى تنظيم الأسواق، وإضفاء مزيد من المشروعية على الاتجار في العملات الافتراضية، وبالتالي سيوجد ذلك زيادة أكبر في معدلات الطلب عليها مستقبلا وتحقيق أسعار أعلى".
ويؤكد أن الارتفاع الكبير في أسعار "البيتكوين" أفقدها بعض جاذبيتها بالنسبة إلى المستثمرين، إذ أدى إلى استبعاد فئات واسعة من المتعاملين في العملات الافتراضية من السوق، لعدم قدرتهم المالية على شراء العملة الذهبية، وبالتالي زاد طلبهم على العملات الأقل سعرا مثل العملة الفضية، كما أن كبار المستثمرين يزداد القلق لديهم من تعرضهم لخسائر ضخمة إذا ما تراجعت أسعار "البيتكوين" بشكل كبير، ولهذا يسعون إلى تنويع محفظتهم الاستثمارية بشراء كميات أكبر من العملات الافتراضية منخفضة الثمن مثل "لايتكوين".
ويرجح كثير من المختصين أن يحقق المستثمرون في العملة الفضية معدلات أرباح مرتفعة، وذلك رغم بعض العقبات التي تعوق اتساع نطاق التعامل بـ "لايتكوين"، أبرزها عدم قبولها بعد على نطاق واسع لسداد كثير من التعاملات، كما أنها لا تتمتع بذات الدرجة من السيولة كمنافستها "البيتكوين".
وعلى الرغم من أن أسواق العملات الافتراضية تحوي عددا كبير من العملات، إلا أنه من الواضح حاليا أن العملتين الذهبية والفضية ربما ستكونان العملتين الرئيسيتين في الأسواق مستقبلا.
الدكتورة مرندا تشارلز أستاذة النظم الاستثمارية تشير إلى أن الجانب الأمني فيما يتعلق بالعملات الافتراضية يقوم بدور أساسي في تحديد مستقبل تلك العملات.
وتقول لـ "الاقتصادية"، "إن التقديرات الأمريكية والأوروبية على سبيل المثال تؤكد أن الأنشطة الإجرامية تراجع تعاملها بـ "البيتكوين" وكذلك بـ "لايتكوين" لمصلحة عملات افتراضية أخرى، من الصعب على الأجهزة الأمنية متابعة التحويلات المالية للمتعاملين بها".
وتوضح أنه على الرغم من أن أغلب الأرقام المتعلقة بمدى استخدام الجريمة المنظمة للعملات الافتراضية أرقام تقديرية، إلا أن تعليقات كبار المختصين في مجال مكافحة الجريمة المنظمة، ذكرت أنه في بعض الفترات كان 50 في المائة من التعاملات التي تتم بالعملتين الافتراضيتين الذهبية والفضية تعاملات من قبل أفراد أو عصابات إجرامية، أما الآن وبعد تنامي قدرة الأجهزة الأمنية على متابعة التحويلات المالية لهاتين العملتين، انخفض استخدام الجريمة المنظمة لها إلى 20 في المائة في الوقت الحالي".
وتوضح أن هذا دفع بالمتورطين في الأنشطة الإجرامية إلى البحث عن عملات افتراضية أخرى، يصعب تتبع التحويلات المالية التي تتم بها، ومن ثم يمكن القول إن "البيتكوين" و"لايتكوين" قد حصلتا بشكل أو بآخر على موافقة من قبل الأجهزة الأمنية الدولية، أن التعامل بهما أكثر أمنا من العملات الافتراضية الأخرى.
وتشير إلى أن تلك الخطوة ستشجع عديدا من المؤسسات الدولية على القبول بهاتين العملتين في معاملاتها المالية، كما سيدفع بالحكومات إلى إضفاء المشروعية على التعامل بالعملتين الذهبية والفضية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية