أخبار

«سوق المناخة».. حركة تجارية نشطة وفق ضوابط العرض التقليدية

«سوق المناخة».. حركة تجارية نشطة وفق ضوابط العرض التقليدية

في الوقت الذي أعدت فيه اللجنة المكلفة بتأهيل "سوق المناخة" في المدينة المنورة، ألف موقع للباعة الجائلين، وسلمتهم البطاقات التعريفية، تشهد السوق التي يعود تاريخها إلى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، حركة تجارية نشطة نتيجة التدفق الهائل من المتسوقين الذين يفدون إلى المدينة المنورة من مختلف أنحاء المعمورة من المعتمرين والزائرين للمسجد النبوي.
وتعد سوق المناخة التي تقع جنوب غرب المسجد النبوي أرثا تاريخيا يرتبط بالسيرة النبوية، حيث نُقل عن عطاء بن يسار القول: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا؛ أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال: "هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذ فيه خراج، وفي رواية فلا ينقص منه ويضرب عليه خراج".
والتزم المسلمون بعدم تشييد أي بناء ثابت في المناخة تنفيذًا لأمر أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي جعلها وقفا للمسلمين، حتى أن المتاجر كانت جميعها مبنية على شكل عشش وصناديق تسهل إزالتها، وبقيت المناخة سوقا عامة ومناخا لراحلة الحجاج. وبناءً على هذه الأهمية تمت إعادة تأهيل "سوق المناخة" بتوجيه من الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، لإتاحة السوق للمستحقين، وتمكين الباعة الجائلين من استخدامها لعرض بضائعهم وفق الضوابط التي تحافظ على طريقة العرض التقليدية للبضائع على مر العصور. كما تم تخصيص مواقع للباعة الجائلين، وأتيحت أمامهم الفرصة للاستفادة من مواقعهم وفق الضوابط التي تحافظ على طبيعة السوق التاريخية.
وقد اشتُهرت المناخة كذلك بأن جزءا منها - وهو الجزء الشمالي الأقرب إلى ثنية الوداع - كان مركزًا لمسابقة الخيول، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحضر أحيانا.
ويعرف أهل المدينة حدود تلك السوق حتى وقت قريب؛ إذ تبتدئ الحدود الأصلية لهذه السوق من مسجد المصلى "الغمامة" إلى قلعة الباب الشامي "والقلعة كانت على جبل سليع باب الكومة، وقد أزيلت".
وكانت هناك أسواق متعددة في المدينة المنورة "يثرب" قبل سوق المدينة، أو متزامنة معها، أو بعدها، منها: سوق بني قينقاع، سوق بالصفاصف، سوق زبالة، سوق مزاحم وسوق النبيط أو النبط، ثم أصبحت هناك أسواق بأسماء مختلفة حسب نوع ما يباع، مثل سوق الخيل، سوق الإبل وسوق التمر.
إن مكان سوق المدينة ليس أي مكان إنما هو مكان اختاره صلى الله عليه وسلم، وخطه سوقا للمسلمين في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار