أخبار

«عيد الجيران».. عادات احتفالية قديمة تتوارثها الأجيال

«عيد الجيران».. عادات احتفالية قديمة تتوارثها الأجيال

«عيد الجيران».. عادات احتفالية قديمة تتوارثها الأجيال

اعتاد كثير من سكان أحياء العاصمة الرياض تعزيز أواصر المحبة والتآخي عبر تبادل التهاني والتبريكات بينهم، لا سيما في أيام عيد الفطر المبارك في دلالة على محافظتهم وتمسكهم بعاداتهم السنوية التي أصبحت من التقاليد الباقية التي يفتخر بها السعوديون، رغم اختلاف الأجيال وتعاقبها.
وفي العيد يحافظ السعوديون على نهج الآباء والأجداد التي يرون فيها فرصة تزيد من الترابط بين بعضهم البعض، إضافة إلى التعرف على عادات بعض المناطق وأكلاتهم الشعبية، وذلك في أجواء لا تخلو من الفرح والسرور على محيا الصغير والكبير.
وتقف أحياء الرياض شاهدة على تلك المظاهر المبهجة، لا سميا حي الروابي شرق العاصمة الرياض الذي يتبادل سكانه الزيارات، فالصغار والكبار يجتمعون في مكان واحد يعايدون بعضهم، بعد أن من الله عليهم بصيام رمضان المبارك، فرحين بهذا العيد، حيث يتمسك الآباء كثيرا بحضور هذه المناسبة باصطحاب أبنائهم، تأصيلاً لهذه العادة، وحفاظا عليها من الزوال، وكأنهم يوصون بالمحافظة عليه للأجيال المقبلة.
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها صباح العيد عديدا من هذه اللقاءات في الأحياء، حيث حملوا معهم الهدايا التي تعطى للأطفال، إضافة إلى مأكولات شعبية من صنع أسرهم، واجتمع البعض منهم على سفرة واحدة وبوجبات شعبية من مختلف مناطق السعودية.
ولعل من الأشياء التي زينت هذه اللقاءات مشاركة أسر المقيمن في بعض هذه الأحياء في هذه الاحتفالات، مشاركين إخوانهم الفرحة، رسالة أن الفرحة واحدة. ولعل ما يميز مثل هذه الاحتفالات أنها تكون دون تكلف، والتنسيق يأتي لها بشكل عفوي، حيث يلتفي الجيران ببعضهم البعض، ويتبادلون الأحاديث والذكريات، كما يحرص عدد من الأهالي في كثير من الأحياء على هذه العادة منذ سنوات.
ووصف إبراهيم العبد السلام منسق لقاء الاحتفال بالعيد في الروابي، هذه اللقاءات بين أهالي الحي بالعادة المباركة التي تعرف الجيران ببعضهم البعض وتكسر الحواجز، منوها بأن مثل هذه اللقاءات تزيل كثيرا من الخلافات بين أهالي الحي، وتقوي الصلة بينهم، وفرصة كبيرة لمناقشة كثير من الأمور المتعلقة بهم، وأنها من الأشياء التي تعزز الترابط بين سكان الحارة وتدل على الألفة.
وأكد حرصه على الوجود لمعايدة أهالي المسجد بعد العيد، حيث منذ قدومه إلى الحارة لم يتخلف عن هذا اللقاء، كما لا يقتصر الاجتماع على أهالي الحارة فقط، بل يشمل عمالة الحي، والإخوة المقيمين، الذين يشاركون في فرحة العيد".
كما تشهد بعض الأحياء في شمال وغرب الرياض مظاهر الاحتفال التي يطلق عليها "حوامة العيد" التي تعد تراثا قديما يحاول البعض إحياءه، حيث يقوم أطفال الحي من الجنسين إما مجتمعين أو منفصلين بارتداء الملابس التراثية المخصصة للعيد، وتتزين البنات بالحناء، ويتجولون على منازل الحي عقب صلاة العيد ويقرعون الأبواب للحصول على العيدية، التي تتفاوت بين حلوى أو نقود أو الاثنين معا.
كما يسير أطفال الأحياء في مسيرات مرددين عبارات مثل "أبي عيدي عادة عليكم عسى الفقر مايدخل عليكم"، وهي أهزوجة قديمة كان الأطفال يرددونها للحصول على العيدية، وإيمانا من أهالي الأحياء بإعادة الموروث الشعبي وإسعاد الأطفال وجعل أهالي الحي مترابطين.
بدورها قالت سارة العاصم إحدى منظمات "حوامة العيد" في حي الياسمين إن مثل هذه الفعالية لاقت إقبالا كبيرا وفرحة عارمة من أهالي الحي، حيث يتم تحديد موعدها قبل العيد بأربعة أيام وتنتهي في أول أيام عيد الفطر لانشغال الأهالي بالعيد.
وأضاف نواف الجديد أحد سكان حي الحمرا أن فكرة "حوامة العيد" ساهمت إلى حد كبير في إحياء تراث الآباء والأجداد ونشر المحبة بين سكان الحي وتعليم الأطفال أهمية العيد وسط جيرانه ومعايدتهم.
وأكد صالح الخريجي أحد أقدم سكان حي عرقة أن مثل هذه المناسابات تعيد ذكريات الماضي وتدخل الفرحة على الأطفال وأسرهم، مشددا على ضرورة التمسك بها وإعادة إحياء الفعاليات الشعبية المتعارف عليها في منطقة نجد.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار