أخبار

الحكم السعودي درس يتجدد في مسؤولية السلطة وأريحية تداولها

الحكم السعودي درس يتجدد في مسؤولية السلطة وأريحية تداولها

"السلطة وسيلة وليست غاية" و"الأفراد يتغيرون بينما المؤسسات تبقى" هذا لُب وخلاصة العلوم السياسية والإدارية، فضلا عن أنظمة الحكم التي تمخضت عنها هذه العلوم والتجارب؛ حقنا للدماء وتطويرا لأرقى وأحدث طرق الحكم وإدارته. وهذا تماما ما يجدد الحكم السعودي إقراره وممارسته داخل أروقة الأسرة الحاكمة، وعلى الملأ، بما ينعكس أمنا وأمانا، تنمية واقتصادا، على البلاد والعباد.
حقيقة يؤكدها بيت الحكم السعودي يوما بعد آخر، ومسؤولية واقعة لا تنظيرا فارغا. فها هو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز يترجل عن ولاية العهد ليبايع عضيده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بكل سلاسة ومحبة، التزاما برؤية مؤسسة هيئة البيعة المخولة. في يوم تاريخي، وفي صورة احترام وتقدير متبادل، قل أن تجد لها مثيلا في كثير من الحكومات والدول.
فبينما يهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للسلام، بعظيم الاحترام ومنتهى التبجيل، على الأمير محمد بن نايف، مؤكدا حرصه على الإفادة من خبرته وحاجته المتواصلة إلى النصح والمشورة. يوصي الأمير محمد بن نايف، خلفه، بحفظ الأمانة، وتحمل المسؤولية، والعمل على خدمة الشعب. مذكّرا إياه بهذا الحمل الثقيل قائلا له في مقطع مصور متداول: "أنا الآن ارتحت. وأنت الله يعينك".
مقطع قصير في زمنه، ولكنه في قيمته ومعناه درس تاريخي يتجدد، وشعور بالمسؤولية العظيمة تجاه السلطة، فضلا عن أريحية في تداولها والالتزام بقرارتها، قل أن تجد له مثيلا خارج بيت الحكم السعودي. وهنا لا غرو أن تترك هذه البساطة والالتزام في تداول السلطة ومأسستها عبر هيئة البيعة وراءها شيئا من ضجيج الخيالات السياسية الملفقة وغبارها، التي لا يستطيع مروجوها أن يقتنعوا بأن في هذه المنطقة وفي هذا العصر العصيب والدموي، من يتناقل السلطة بهذه المحبة والسلاسة، ولكنه بيت الحكم السعودي منذ عهد المؤسس إلى هذه اللحظة التي يوقر فيها الصغير الكبير بعيدا عن المناصب وتعقيداتها. ولعل ما تحمله الصور المتداولة شعبيا من لفتات توقير وتقدير بين قادة هذه البلاد يفوق الإحصاء والعد، وأبلغ من أي رد.
أما كفاءة ولي العهد الجديد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز التي منحته هذه الثقة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فلم تعد محل نقاش أو بحاجة إلى مزيد من التأكيد؛ فالرؤى الطموحة ونجاحاتها السياسية والاقتصادية حول العالم، التي عمل عليها الأمير محمد شاهدة على عمل دبلوماسي وإداري متواصل لم يتوقف منذ توليه ولاية ولاية العهد وشؤون المجلس الاقتصادي وحتى هذه اللحظة المفصلية في تاريخ الوطن التي يُبايع فيها وليا للعهد خلفا لصمام الأمن والأمان محمد بن نايف بن عبدالعزيز.
واستمرارا لنهج التداول السلس والمؤسسي ذاته يترك الأمير محمد بن نايف وزارة الداخلية أيضا في عهدة عضيده الآخر وابن أخيه رجل القانون عبدالعزيز بن سعود بن نايف، بعد عمل مؤسسي فارق على المستويين الأمني والإداري، بينما يواصل فريق عمله الذي اختاره الأمير محمد بن نايف بنفسه على مدى عقود، العمل على تثبيت دعائم الأمن والأمان، فضلا عن خطط الحوكمة الإلكترونية الرائدة على مستوى العالم.
‏الشرعية عمق لا غنى عنه لأي دولة وتكتسبه من عدة عوامل. الأفراد ليسوا إلا جزءا منها. أما الولاء فيكون لنظام متكامل له عمقيه الشرعي والتاريخي. وهذا ما دأبت عليه بلاد الحرمين وقادتها أبا عن جد وجيلا بعد جيل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار