FINANCIAL TIMES

شؤم حصد الأرواح يحرق العشرات في برج لندن

شؤم حصد الأرواح يحرق العشرات في برج لندن

لقي ما لا يقل عن 80 شخصا حتفهم، مع مخاوف من أن يرتفع عدد القتلى إلى الضعف إن لم يكن أكثر أي إلى المئات، في حريق هائل في أحد مباني الأبراج في غرب لندن، حيث اشتكى السكان مراراً بشأن إجراءات السلامة من الحريق.
اندلع الحريق في الساعات الأولى من الصباح في الطابق الثاني من برج جرينفيل المكون من 24 طابقا في شمال كنسنجتون، وسرعان ما اجتاح المبنى بالكامل. وقالت الشرطة إنه "من الصعب جداً معرفة عدد المفقودين".
داني كوتون، مفوضة دائرة الإطفاء في لندن، قالت إنها "لم تر أي شيء بهذا الحجم" خلال أعوامها الـ 29 في الخدمة.
وصف شهود عيان أنهم شاهدوا السكان، الذين كانوا يُنصَحون حتى الآونة الأخيرة بالبقاء في شققهم في حالة اندلاع حريق، وهم يضغطون وجوههم على نوافذ المبنى في الوقت الذي كانت تنتشر فيه النيران.
إحدى الشهود، سميرة العمراني، أخبرت جمعية الصحافة أنها رأت امرأة تحاول إنقاذ طفل من خلال إلقائه من نافذة "في الطابق التاسع أو العاشر".
وقالت: "بدأ الناس بالظهور على النوافذ، وراحوا يصرخون ويقرعون النوافذ بشكل محموم. النوافذ كانت مفتوحة قليلاً، وإحدى النساء كانت تُشير إلى أنها على وشك إلقاء طفلها، وإذا كان هناك شخص يستطيع التقاط ابنها. شخص ما فعل، حيث ركض رجل إلى الأمام وتمكّن من الإمساك بالطفل".
يُثير الحريق أسئلة صعبة حول سلامة مباني البرج القديمة في لندن ويضغط على الحكومة لكونها تبدو وكأنها تُماطل بشأن تنظيمات المباني الجديدة.
في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وعدت الحكومة بمراجعة تنظيمات السلامة من الحريق في مباني المجالس المحلية استجابة لما حدث في حريق في عام 2009 في لاكانال هاوس، وهو برج في كامبرويل جنوب لندن، حيث أسفر عن مصرع ستة أشخاص.
جاء هذا التعهد على لسان جافين بارويل، وزير الإسكان السابق، الذي يتولى الآن منصب رئيس الأركان لتيريزا ماي، رئيسة الوزراء. على أنه لم تُنشر حتى الآن أي مراجعة.
قالت الحكومة إن المراجعة "جارية" وإن من "غير الصحيح" أن نقول إن الحكومة نامت على الموضوع.
تحقيق في حريق لاكانال هاوس، أسوأ حريق برج في المملكة المتحدة سابقاً، توصل إلى أنه لم تكُن هناك تقييمات كافية لمخاطر الحريق، وأن الألواح التي تُزين الجدران الخارجية لم تكُن مقاومة للحريق بما فيه الكفاية.
تم تغريم مجلس ساوثوارك مبلغ 570 ألف جينه بعد الإقرار بالذنب على عدة تهم جنائية تنطوي على هفوات السلامة من الحريق.
جيم فيتزباتريك، أمين عام المجموعة البرلمانية لكل الأحزاب للسلامة من الحريق، قال إن حريق لاكانال هاوس كان ينبغي أن يكون "دعوة استيقاظ". فيتزباتريك، الذي كان رجل إطفاء لأكثر من 20 عاماً، قال إن الحكومة تجاهلت الدعوات لتركيب أنظمة رش في البرج.
قال إن كثيرا من الوزراء قالوا إنهم ينظرون في القضية، لكن التأخير تفاقم بسبب تقسيم مسؤولية تنظيمات المباني بين ثلاثة وزراء.
وقال: "يجب أن تسألهم لماذا تم تأخيرها لمدة أربعة أعوام".
صادق خان، عمدة لندن، قال إنه سيكون هناك "الكثير من الأسئلة خلال الأيام المقبلة عن سبب هذه المأساة"، مُضيفاً: "أريد طمأنة سكان لندن أننا سنحصل على كل الإجابات".
مدونة أنشأها السكان المحليون ادعت أن عددا من التحذيرات بشأن السلامة من الحريق في المباني تجاهلها المجلس المحلي ومكتب الإدارة الذي يدير المبنى.
وقالت: "كل تحذيراتنا لم تلق أذنا صاغية وتوقعنا أن كارثة كهذه هي حتمية وأنها مجرد مسألة وقت".
في مدونة تعود إلى تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، كتبت المجموعة: "إنها فكرة مُرعبة تماماً، لكن مجموعة عمل جرينفل تعتقد بقوة أن حدثا كارثيا وحده هو الذي سيكشف عدم ملاءمة وعدم كفاءة صاحب هذا المبنى". بُني برج جرينفل في عام 1974 وكان يضم 120 شقة، حول دَرَج واحد. وهو بالقرب من محطة مترو لاتيمر رود وتُديره منظمة كنسنجتون وتشيلسي تينانت مانيجمنت بالنيابة عن مقاطعة كنسنجتون وتشيلسي الملكية.
عملية ترميم البرج بقيمة 10 ملايين جنيه لتحسين كفاءة الطاقة انتهت في عام 2016، وقد شملت تركيب جدران خارجية وتحديث نظام التدفئة. قال شهود إنه بدا أن الحريق انتشر بسرعة عبر هذه الجدران الخارجية. على الرغم من التوصيات من قِبل لجنة برلمانية في أواخر التسعينيات، إلا أنه ليس من المُلزم أن تكون المواد العازلة المُستخدمة في الجدران غير قابلة للاشتعال.
جيم جلوكلينج، المدير الفني لرابطة الحماية من الحريق، قال إنه بدون معرفة المواد المستخدمة في ترميم جرنفيل هاوس، لا يستطيع التعليق على ما إذا كانت قد لعبت دورا في الحريق. وأضاف أنه "يجب معالجة الاستخدام المتزايد للمواد القابلة للاشتعال في المباني إذا أردنا تجنّب المزيد من هذه الأحداث".
شركة البناء ريدون التي قامت بعملية الترميم، قالت إن العمل "استوفى جميع متطلبات السيطرة على المبنى، وأنظمة الحريق ومعايير الصحة والسلامة". وقالت إنه "سيكون من غير المناسب" التعليق أكثر بالنظر إلى "الطبيعة المستمرة للحادث والحوادث المأساوية خلال هذه الليلة".
نيك باجيت براون، قائد مجلس مقاطعة كنسنجتون وتشيلسي، أخبر شبكة بي بي سي أن "الحريق المدمر" كان قد انتشر بسرعة كبيرة. رداً على سؤال حول ما إذا كان بإمكان المجلس بذل مزيد من الجهود لحماية المبنى، قال باجيت براون: "المجلس دائماً سيضمن أن ممتلكاته تخضع للتفتيش من قِبل إدارة الإطفاء".
كان بالإمكان رؤية الحريق من مكان بعيد جداً يصل إلى هاكني في شرق لندن، وذكر المسافرون الذين كانوا في طريقهم إلى لندن أنهم شاهدوا عمود الدخان من مكان بعيد جداً يصل إلى الساحل الجنوبي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES