ثقافة وفنون

أحمد عز يقارع خلايا الإرهاب في فيلم «الخلية»

أحمد عز يقارع خلايا الإرهاب في فيلم «الخلية»

أحمد عز يقارع خلايا الإرهاب في فيلم «الخلية»

مشهد من الفيلم.

في معركتنا اليوم من أجل مكافحة التطرف والإرهاب والنهوض بأوطاننا وتحقيق أحلام أجيالنا الصاعدة، تطل علينا السينما كسلاح فعال متعدد المهام في الحرب المتواصلة مع الحقد، إذ يشارك السينمائيون العرب بما أُوتوا من أفكار وإمكانات إبداعية في دحر الإرهاب، وفي تعضيد النسيج الاجتماعي، وبث روح الانتماء الوطني.
وعلى الرغم من أن تسليط الضوء على قضايا الإرهاب من خلال الشاشة الفضية ليس وليد اللحظة، بل عرف الفن السابع العربي أعمالا هكذا سينمائية منذ الثمانينات، إلا أن الأعمال الحالية لها أثر وشكل مختلف، أولا لتزامن عرضها مع ما يدور في المنطقة من حروب وأعمال إرهابية، وثانيا من خلال إنتاجها وفق أحدث الوسائل التصويرية الهوليويدية المستخدمة في السينما العالمية. ولعل من أبرز تلك الأعمال هو فيلم «الخلية» للفنان المصري أحمد عز.
مع اقتراب عيد الفطر ينتظر عشاق السينما العربية فيلم «الخلية» الذي يناقش قضية تتعلق بالإرهاب الذى راح ضحيته عديد من أبناء مصر طوال الفترة الماضية، من خلال ضابط فى العمليات الخاصة يلاحق جماعات إرهابية. يشارك أحمد عز نخبة متميزة من أروع النجوم من بينهم النجم سامر المصري ومحمد ممدوح وأحمد صفوت وأحمد صلاح وحسن حسني وأشرف زكي وإسماعيل شرف وأحمد كشك، ومن الشخصيات النسائية أمينة خليل وعائشة بن أحمد وريهام عبد الغفور وميريهان حسين .
ويعود الفنان أحمد عز إلى الأضواء بعد غياب عن السينما دام أكثر من سنة ونصف السنة، ليتميز في هذا الفيلم الذي صنف ضمن قائمة أفلام «الآكشن» التي تمتزج بطابع الإثارة والتشويق، حيث يشهد كثيرا من مشاهد الحركة والأعمال القتاليه التي تطلبت التدريب واللياقة البدنية العالية، حيث خضع لها الفنان أحمد عز وأتقنها ليظهر بمنظر لائق بالعمل.

قصة فيلم الخلية
تدور الأحداث في إطار درامي أكشن حيث يقوم الفنان أحمد عز بدور ضابط شرطة وينجح في محاصرة والقبض على عدد من الجماعات الإرهابية التي تقوم بالأعمال الإجرامية الشنيعة كالقتل والنهب، ويجسد الفنان السوري سامر المصري شخصية زعيم هذه الجماعة الإرهابية.
كما يسلط الفيلم الضوء على كم التضحيات التي يقوم بها رجال الشرطة لدرجة تصل إلى تضحيتهم بأرواحهم وذلك في سبيل الحفاظ على أرواح المواطنين وتحقيق الأمن للبلاد، وفي مشاهد الفيلم يحدث عراك بين عز وسامر في القطار حيث يقوم سامر بوضع القنبلة للتخلص من أفراد القطار ولكن سرعان ما يقوم عز بالسيطرة على الموقف وإنقاذ الركاب، وتتوالى الأحداث بشكل مشوق وجذاب.
ويعتبر هذا العمل الثاني على التوالي الذي يجمع بين المخرج طارق العريان والفنان أحمد عز، بعد أن اجتمعا معا في فيلم «أولاد رزق» الذي لم يلق نجاحا كبيرا عند عرضه في دور السينما وذلك بسبب انخفاض شعبية أحمد عز في الفترة الأخيرة.

الترويج للفيلم
وفي إطار الترويج للفيلم نشرت صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الإعلان الدعائي الأول له، ووصل عدد مشاهداته إلى 50 ألف مشاهدة حتى الآن، حيث ركز الإعلان على مشاهد الآكشن الموجودة بالفيلم، وخاصة تلك التي اقتحم فيها عز عديدا من الأوكار الإرهابية، بحكم طبيعة مهنته كرائد شرطة متخصص في عمليات مكافحة الإرهاب، ولم يخلُ الإعلان من الطابع الكوميدي الذي اعتدنا عليه في أعمال عز الأخيرة.
ولم يكتف العز في ما نشر على الفيسبوك بل عمد إلى الدعاية والترويج بطريقته الخاصه من خلال نشره صورة مع كلبه الذي ظهر معه في العمل معلقا: «بيقولو إن الكلب بتاعك هو الوحيد اللي عمره ماهيسيبك لما تقع وكمان هو اللي هيساعدك تقوم تاني عشان كدا ليه دور مهم جدا في حياه أحمد عز وفي فيلم الخلية هاتعرفوه قريب».
تجربة هوليودية بأيد عربية
ولقد ظهرت جليا في مشاهد الفيلم الواقعية والضخامة في التصوير والإخراج، ويعود السبب إلى الميزانية الضخمة التي رصدت له، التي مكنتهم من الاستعانة بفريق أجنبى لتصوير مشاهد الآكشن بشكل مختلف، وهذا ما أظهر الفيلم بشكل جديد ومختلف عن الأفلام المماثلة، التي جسدت شخصيات ضباط الشرطة في السابق، كما خضع بطل العمل لعدة دورات تدريبية على إطلاق النار واللياقة البدنية مع ضباط العمليات الخاصة داخل وحدات الأمن المركزي المصري. واستعان المخرج بفريق عمل أجنبي لتنفيذ مشاهد الآكشن في الفيلم، واستعان أيضا بمعدات تصوير حديثة مثل الكاميرا الهليكوبتر وذلك لتصوير المشاهد التي تحتوي على خدع بصرية وإخراج العمل بصورة مناسبة وجودة عالية.
ولإسباغ مزيد من الواقعية على تصوير مشاهد الفيلم التي تحتوي على وجود عمل إرهابي داخل مترو الأنفاق ووضع قنبلة داخل إحدى المحطات، قام المخرج بتصوير مشاهد حقيقية وعدم الاستعانة بكومبارس، حيث توجه في منتصف مارس الماضي إلى داخل محطة الشهداء في مترو الأنفاق، وتم تصوير المشاهد رغم حالة الذعر التي عاشها المواطنون آنذاك في المحطة، إلا أن القيمين على العمل استمروا على تصميمهم في تصوير المشاهد في المحطة، وأصرت أسرة الفيلم أن تكون المشاهد حقيقية والاستعانة بردود فعل طبيعية من المواطنين حتى تخرج على الشاشة أكثر صدقا.
وقد تم غلق أبواب المترو على الركاب، وبدء التصوير عن طريق كاميرات مراقبة بجودة عالية، وجاء ضابط ملثم «وهو أحمد عز» ليمسك بميكروفون ويقول للركاب «يا ريت تساعدونا يا جماعة»، وكان حوله عدد من ضباط الأمن المركزى وانتشر ضباط المفرقعات والكلاب البوليسية على أرصفة المحطة في ورش الركاب، ثم فتحت الأبواب وخرج الناس مسرعين من المحطة، ولكن قبل مغاردتهم تم إخبارهم أن هذا كان مجرد تصوير مشهد في فيلم سينمائي.

أفلام ناقشت الإرهاب
تصدى عديد من السينمائين العرب لظاهرة الإرهاب والتطرف، وتاريخ السينما العربية والمصرية تحديدا حافل بأنواع هكذا من الأفلام ولعل أبرزها أفلام الزعيم عادل إمام. حيث قدم أبرز عملين في هذا الصدد وهما «الإرهابي» و«الإرهاب والكباب».
يعتبر فيلم الإرهابي من أهم الأفلام التي تناولت قضية الإرهاب والتطرف، وهو من تأليف السيناريست «لينين الرملي»، وتدور أحداثه حول شاب ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعد أن ينفذ إحدى العمليات الهجومية الإرهابية، يتم إصابته نتيجة حادث سير، وتضطره الظروف للإقامة مع أسرة وسطية، وبعد أن يحتك معهم يكتشف أنه كان يتعامل مع المجتمع بمعتقدات خاطئة، ويتطرق هذا الفيلم لحادثة اغتيال المفكر «فرج فودة»، الذي كان يؤدي شخصيته الفنان الكبير محمد الدفراوي، ورفض «عادل إمام» تنفيذ المهمة بعد أن عاد إلى صوابه، فقررت الجماعات الإرهابية تصفيته هو الآخر.
ولا يختلف فيلم الإرهاب والكباب، الذي أنتج عام 1992، في جوهره عن فيلم الإرهابي، فكلاهما يناقش قضية الإرهاب، التي انتشرت حينذاك، لكن اليوم أصبحت هذه القضايا وأخطارها أكثر فداحة من ذي قبل.
ويعتبر فيلم «دم الغزال»، الذي ألفه الكاتب الكبير«وحيد حامد»، من الأفلام التي أوغلت في سيكولوجية الإنسان الذي كان محسوبا على الأشقياء وتم استغلاله عن طريق جماعات إسلامية متطرفة، فيستقطبونه ويجعلون منه أميرا للجماعة في المنطقة العشوائية التي يعيش فيها، ليحقق من وراء ذلك مآرب شخصية.

صراع النجوم 
يذكر أن أفلام عيد الفطر المبارك تحمل أسماء عديد من النجوم الكبار التي تجعل المنافسة قوية هذا الموسم. يدخل فيلم «الخلية» في منافسة كبيرة مع أفلام كل من أحمد السقا ومحمد رمضان الذين تحمل أفلامهم طابع الآكشن نفسه، حيث سيعرض فيلم "هبوط اضطراري" بطولة أحمد السقا وفيلم "جواب اعتقال" لمحمد رمضان.
يتوقع الكثير أن يحصد فيلم «الخلية» نجاحا كبيرا وجماهيرية تعيد نجم البطل إلى الصدارة من جديد، ولكن هل سيحقق هذا الفيلم النجاح المأمول بعد أن انخفضت شعبية الفنان أحمد عز في الفترة الأخيرة بسبب خلافاته مع الفنانة زينة وإنكاره نسب أطفاله؟ وهل سيعبد «الخلية» الطريق أمام مزيد من الأعمال السينمائية التي تتخذ من الكاميرا والأداء التمثيلي عينا تواجه بها «مخرز» الإرهاب؟

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون