الأرض .. بغيضة

قد يدفع فريق الهلال لكرة القدم، ثمن تغيير الأرض غاليا، وتعصف به خارج حلبة التنافس على اللقب، الذي يمضي إليه بخطوات واثقة، إذا لعبت ضده وانعكست سلبيا عليه غدا أمام استقلال خوزستان الإيراني في إياب دوري أبطال آسيا، على ملعب ستاد ثاني بن جاسم في الدوحة القطرية، في إياب دوري أبطال آسيا.
بعد الفوز الغالي على استقلال خوزستان ذهابا في مسقط 2/ 1، يتوجس الهلاليون خيفة أن ينقلب الحال بتغيير الأرض المباركة التي طالما منحتهم نتائج جيدة، إلى أرض أخرى ربما تكون بغيضة على فريقهم، وتقسو عليه في هذا التوقيت الصعب، وبعد أن اقترب الحصاد الآسيوي.
الهلال وطوال مشواره في هذه البطولة التي حقق فيها نتائج جيدة، خاض عديدا من المباريات في دور المجموعات خارج قواعده، فكان ملعب السطان قابوس في مسقط العمانية بمثابة فأل خير له، بل لعب دورا مهما في وصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة، ولكن هذه المرة أصر مدربه الأرجنتيني رامون دياز على تغيير الملعب عندما تمسك باللعب في الدوحة.
واجه الهلال في بداية مشواره في دوري المجموعات بيروزي الإيراني في ملعب السطان قابوس فخرج بالتعادل 1/1، وهي نتيجة جيدة في قاموس كرة القدم كونها تلعب على أرض الخصم.
لم يبخل ملعب السطان قابوس على ضيفه الهلال ومنحه تعادلا آخر، أمام بيروزي منحه صدارة مجموعته، ما جعله يغادر لمواجهة الريان بفرص متعددة للحفاظ على هذا التميز.
عندما كان الهلال يحل ضيفا على العمانيين يتسابقون جميعا في خدمته، واستقباله بشكل رائع وجميل بالورود والأهازيج، ما يجعل اللاعبين أكثر اطمئنانا وكأنهم يلعبون على أرضهم ووسط جمهورهم، ولا سيما عندما يمتلئ ملعب السلطان قابوس على سعته بأعداد كبيرة جاءت تشجعهم وتؤازرهم، وهي تتزين بشعار الهلال وتحمل أعلامه.
لم يختلف الحال كثيرا عندما ذهب الهلال صوب الإمارات، وواجه الوحدة ذهابا فخرج بتعادل طعمه الفوز 2/2، حيث وجد فيها حسن الاستقبال، وكأنه في بلده تماما، ليعود ويخرج فائزا في الإياب 1/0. ملعب السلطان قابوس لم يتخل عن الهلال حتى في دور الـ 16، وواصل كرمه الزائد، ومنحه فوزا غاليا على استقلال خوزستان في ذهاب دور الـ 16، وعلى الرغم من أنه قربه كثيرا من ربع النهائي، إلا أن الخوف كل الخوف أن يلعب تغيير الأرض في غير مصلحته، ولا سيما بعد كل تلك النتائج الرائعة التي تحققت في مسقط.