الببغاء .. والجريمة

هل يمكن أن يرتكب حيوان جريمة بحق الإنسان مع سبق الإصرار والترصد، سمعنا عن بعض جرائم القتل التي ترتكبها الحيوانات في حق الإنسان انتقاما منه لإلحاق الأذى بها أو أخذ أبنائها منها ولكن هل هناك حيوان مجرم بطبعه مثل بعض البشر؟ في أغلب جرائم الحيوانات نجد الحيوان شريكا فاعلا فيها فقد شاركت الحيوانات وبشكل كبير مع الإنسان في جرائمه منذ فجر التاريخ حيث كانت تستخدم في التهديد والقضاء على الأعداء مثل النمور والأسود والأفاعي والكلاب والتماسيح التي تجوع لفترة ثم تترك لتنقض على فريستها بلا رحمة. وأكثر من استفادوا من الحيوانات في ارتكاب الجرائم دون أن يكتشفهم أحد أو تطولهم يد القانون تجار المخدرات إذ بلغ بهم الذكاء في استخدام ببغاء ليكون وسيطا بينهم وبين المدمنين ودرب بعناية على معرفة الكمية التي يريدها الزبون فيبدأ بتكرار الكمية ويقوم التاجر برميها من خلال شباك حديدية على المتعاطي بعد أن يلقي بثمنها على البائع وهكذا تتم العملية بعيدا عن أعين الشرطة أو وجود حقيقي للبائع. أما "سوريش ساكهاركار" الهندي الذي استخدم الببغاء في أطرف وأغرب جريمة! فقد قام بتدريب ببغائه المدعو "هريال" ولمدة سنتين كاملتين على فعل لم يستطع القيام به بنفسه وهو شتم زوجة أبيه التي كان يكرهها بشدة، لم يقصر الببغاء وأخذ يكيل للمرأة أفظع وأقذر الشتائم ليل نهار حتى فقدت صوابها ولجأت للشرطة لتتهم الببغاء بالقذف العلني، وكما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فإن رجال الشرطة أحضروا الببغاء وواجهوه بالتهمة لكن على ما يبدو أنه التزم الصمت هذه المرة ولم يدل بأي تصريح. وببغاء آخر لم يكن مجرما بل ساعد الشرطة في كشف غموض جريمة قتل عجزوا عن حلها، كانت المجني عليها امرأة ساعدها الحظ ألا يضيع دمها سدى فقد كان ببغاء العائلة حاضرا أثناء ارتكاب المجرم لجريمته وكلما دخل القاتل أثناء التحقيقات بدأ الببغاء يصرخ ويرفرف بجناحيه ما لفت أنظار المحققين للرجل وبالتحقيق معه وتفتيش منزله وأغراضه ليكتشف في نهاية المطاف أن القاتل لم يكن سوى ابن أخ المجني عليها، ليذيع صيت الببغاء في الصحف حتى أطلق عليه لقب "هركيول الببغاء" نسبة إلى شخصية المحقق هركيول بوارو الخيالية التي ظهرت كثيرا في قصص أجاثا كريستي أعظم من كتب الرواية البوليسية. ولم يترك القانون الحيوانات المجرمة بل كانوا يتعرضون للمحاكمة ففي العصور الوسطى كان الحيوان يقف أمام القاضي مرتديا ملابس ليكون شبيها بالبشر ويحاكم وقد توقع عليه أشد العقوبات أو يبرأ.