الطاقة- النفط

لجنة مراقبة خفض الإنتاج قد تبحث تعديلات على اتفاق "أوبك"

لجنة مراقبة خفض الإنتاج قد تبحث تعديلات على اتفاق "أوبك"

قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس "إن لجنة مراقبة اتفاق خفض إنتاج النفط بين "أوبك" والمنتجين المستقلين قد تبحث إمكانية إجراء تعديلات للاتفاق خلال اجتماع لها".
ونقلت "رويترز"، عن وزير الطاقة الروسي قوله "يمكننا عقد اجتماع اللجنة في أي وقت، لكن بموجب الخطة فإنها تجتمع كل شهرين"، مؤكدا أن بنود الاتفاق، الذي جرت الموافقة على تمديده أول أمس، يمكن أن تتغير من الناحية النظرية في أي اجتماع.
وخلال اجتماع الخميس الماضي الذي عقد في فيينا اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وبعض المنتجين المستقلين على تمديد تعهد بخفض نحو 1.8 مليون برميل من الإنتاج يوميا حتى نهاية الربع الأول من 2018، وكان من المقرر أن ينتهي الاتفاق الأصلي الشهر المقبل.
واستبعد نوفاك عودة أسعار النفط في السنوات المقبلة إلى المستويات التي سجلتها في صيف 2014، ومنذ منتصف عام 2014 إلى نهاية عام 2015 تراجعت أسعار النفط من 115 دولارا للبرميل إلى 36 دولارا للبرميل، وخلال عام 2016، هبطت إلى دون مستوى 30 دولارا للبرميل، في ظل تباطؤ نمو الطلب وزيادة تخمة المعروض في الأسواق.
وخلال مقابلة مع وزير الطاقة الروسي مع قناة "سي إن بي سي"، قال نوفاك "على الأرجح، لن يصل سعر برميل النفط في السنوات المقبلة إلى المستويات التي كانت عندها قبل ثلاث سنوات".
وأدى تراجع أسعار النفط إلى قلاقل في بعض منها مثل فنزويلا ونيجيريا، وشجع انتعاش أسعار الخام هذا العام النفط الصخري في الولايات المتحدة غير المشارك في الاتفاق على زيادة إنتاجه، ما كبح استعادة التوازن في السوق لتظل مخزونات الخام العالمية قرب مستويات قياسية مرتفعة.
وعلى الرغم من تخفيضات الإنتاج، أبقت "أوبك" على صادراتها مستقرة إلى حد كبير في النصف الأول من العام الحالي مع إقدام المنتجين على البيع من المخزونات.
وتنتج "أوبك" ثلث النفط العالمي. ويستند خفضها للإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا إلى مستويات تشرين الأول (أكتوبر) البالغة نحو 31 مليون برميل يوميا باستثناء نيجيريا وليبيا.
وتستهدف "أوبك" تقليص المخزونات من مستواها القياسي المرتفع البالغ ثلاثة مليارات برميل إلى متوسط خمس سنوات البالغ 2.7 مليار، وتواجه المنظمة الدولية معضلة عدم دفع الأسعار للارتفاع إلى مستويات أعلى من اللازم لأن ذلك سيشجع من زيادة الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم التي تنافس حاليا على صدارة منتجي الخام في العالم.
وقال ريان سيتون من لجنة السكك الحديدية في تكساس التي تنظم عمل قطاع النفط الضخم في تكساس "إن انخفاض نفط "أوبك" في السوق سيحسن الفرصة للطاقة الأمريكية كي تلبي احتياجات حول العالم وسيساعدنا على تحقيق الهيمنة في قطاع الطاقة".
من جهة أخرى، واصلت أسعار النفط هبوطها أمس بعد قرار تمديد تخفيضات إنتاج الخام يرى البعض أنه غير كاف لتقليص تخمة المعروض في الأسواق العالمية.
وساعدت تخفيضات "أوبك" على العودة بأسعار النفط فوق 50 دولارا للبرميل هذا العام ما أعطى دفعة مالية للمنتجين، وهبطت أسعار النفط الخام 5 في المائة بعد الإعلان وواصلت خسائرها أمس، وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 37 سنتا إلى 51.09 دولار للبرميل بعد أن سجلت أدنى مستوى خلال يوم أمس عند 50.71 دولار للبرميل.
ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا إلى 48.59 دولار للبرميل وبلغت أدنى مستوى لها خلال الجلسة عند 48.18 دولار للبرميل.
وخفض بنك "مورجان ستانلي" توقعاته لسعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنهاية 2018 إلى 55 دولارا للبرميل من 60 دولارا للبرميل في السابق.
وقال البنك الأمريكي "ربما نواصل توقع أسعار أقل في وقت ما خلال 2018"، كما خفض توقعاته لسعر خام القياس العالمي مزيج برنت في الربع الأخير من 2017 إلى 57.5 دولار للبرميل من 62.5 دولار.
وخفض البنك توقعاته لسعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنهاية 2020 إلى 60 دولارا للبرميل وخام برنت إلى 62.5 دولار للبرميل.
ومن المرجح بحسب "مورجان ستانلي" أن يؤدي تمديد تخفيضات "أوبك" إلى هبوط المخزون في الربعين الثاني والثالث وتقديم بعض الدعم للأسعار، وأضاف أنه "حين ينتهي هذا الاتفاق، ويتزامن هذا مع نمو قوي للنفط الصخري، ستبدو السوق متخمة بالإمدادات من جديد".
وأفادت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن الاتفاق الذي توصلت إليه "أوبك" سيفضي إلى تقلص مخزونات الخام، لكن النفط الصخري سيظل عاملا مهما في الأجل الطويل.
وأضافت أن "قرار "أوبك" بتمديد تخفيضات الإنتاج تسعة أشهر ينبغي أن يوفر بعض الدعم لأسعار النفط عند متوسطها منذ بداية العام إلى اليوم"، محذرة من أن فائض النفط قد يعود في عام 2018 إذا لم يتم تمديد الاتفاق مجددا حيث يستمر بدء الإنتاج في مشاريع جديدة في الوقت الذي يتهيأ فيه إنتاج النفط الصخري الأمريكي فيه للنمو.
وأشارت الوكالة إلى أنها تتوقع بقاء متوسط الأسعار السنوية للنفط هذا العام على الأرجح عند نحو 50 إلى 55 دولارا لبرميل برنت مع أخذ "النمو المذهل لإنتاج النفط الصخري الأمريكي" في الاعتبار.
واعتبرت الوكالة أن توقعها الأساسي هو تعافي السوق تدريجيا، ما يقود أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت في السوق للوصول إلى منتصف نطاق 50 دولارا للبرميل في 2018 وإلى نحو 60 دولارا في 2019.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط