أخبار

قناة الجزيرة .. قلب الحقائق وتسويق الدجل

قناة الجزيرة .. قلب الحقائق وتسويق الدجل

المهمة الإعلامية في العصر الحديث تعتمد في الأساس على التنوير وتقديم المعرفة والخبر الصحيح بحيادية وموضوعية، وحين تجنح جهة إعلامية إلى الإخلال بهذه الشروط أو ببعضها أو حتى بأحدها فإنها تفقد مصداقيتها ولا تعود صانعة لثقافة إعلامية بقدر ما تصبح أداة تضليل وتخريب.
قناة الجزيرة منذ تأسيسها وهي تعتمد مع سبق الإصرار والترصد السير بالاتجاه الأكثر تضليلا وتخريبا، فهي لا تخل بشروط الإعلام المهمة التي أشرنا إليها فحسب، وإنما تكابر في صناعة ما هو مدمر للنسق الإعلامي حتى من الناحية المهنية فنيا، إذ هي تعمد إلى التهييج وبث الكراهية وسموم الفتنة والبغضاء، مستعينة بكل من تنطوي نفسه على الضغائن وتدلهم روحه بالظلام، ولذلك تمعن في استقطاب جميع الشذاذ ممن لا يعرفون سوى التعصب ولا يميلون إلا إلى التطرف، وغالبا ما يكون زبائنها الضيوف من أولئك الذين ضلعوا بالتآمر على الأمة العربية وعلى شعوبهم من فئات تاريخها أسود، يأتي في مقدمتهم موتورا الإخوان المسلمين بسجلهم المليء بالإجرام والتغول حيثما كان لهم وجود، ومن أدعياء نضال لبسوا حينا مسوح القومية وحينا مسوح الشيوعية وحينا مسوح الثوار، أو ممن يدعون المشيخة الدينية أو المكانة الفكرية.
هذا النهج التخريبي لقناة الجزيرة في تقديم البرامج الحوارية أو في تقديم الأخبار أو في تقديم الملفات التي تزعم الوثائقية، كله منصب في خدمة أعداء الأمة العربية وبشكل مركز ملحوظ ضد دول مجلس التعاون الخليجي، فهي ــ أي قناة الجزيرة ــ وقفت نفسها على ما لا يمكن حسبانه إلا لمصلحة العدو الإسرائيلي بأنها على مدى تاريخها ظلت تبث ما تضرب به المعنوية العربية وتشكك في قدرات وقيم وأخلاق ومنجزات الشخصية العربية، واضعة أمامها المثال الحضاري بدولة العدو الصهيوني باستخفاف بعقل المشاهد واستهتار بأهميته، لتوقعه كما يخيل إليها في اليأس والنقمة على نفسه وعلى وطنه، لكنها رغم كل هذا التاريخ في الدخل الأسود والتضليل تدرك تماما أن الجميع قد انسحب عن مشاهدتها وبالكاد يذكرها فلم تعد أكاذيبها وأساليبها المراوغة تنطلي إلا على ما يبدو عليها هي نفسها.
وحينما نقول ذلك فالشواهد أكثر من أن تحصى على ذلك فهي بجاحة ظلت على مدى الأيام الماضية مثلما كان عهدها في السابق تغطي ما حدث في الشقيقة مملكة البحرين وتظهر أحداثها على أنها أعمال عنف تقوم بها قوى الأمن البحرينية ضد مظاهرات سلمية، مغالطة الواقع والوقائع وحقيقة أن ما قامت به السلطات البحرينية إنما هو مواجهة لعناصر إرهابية رفعت السلاح في وجه قوى الأمن وخبأت في بيوتها عناصر إجرامية هربت من السجون، فضلا عما عثرت عليه قوى الأمن البحرينية من قنابل ومتفجرات وأنواع من الذخيرة مصدرها بالأساس من دولة الولي الفقيه مدموغة باسم إيران عليها، وطبعا ذلك يعني أن عصابات الإرهاب هذه التي ألقت السلطات البحرينية القبض عليها هي ليست سوى زمرة من عملاء إيران ومن قبلهم زمر أخرى لم تكف دولة إيران عن الزج بهم لضرب الأمن والسلم الاجتماعي في البحرين الشقيقة وقد كان هذا معلوما مشهودا عليه من قبل هيئات حقوق الإنسان والمنظمات، فكلها أشارات في عديد من المواقف إلى أن حكومة الملالي في طهران هي التي تدبر المؤامرات والدسائس لمملكة البحرين على مدى السنوات الماضية، وليست هذه سوى حلقة من حلقات الشرور الإيرانية لكن قناة الجزيرة تثابر على خزيها في قلب الحقائق وتسويغ الدجل حتى أنه ليصدق فيها أنها مخلصة لمقولة "جوبلز" وزير دعاية هتلر: اكذب اكذب حتى تصدق كذبك.
هوس قناة الجزيرة بالتضليل يمكن أن يلاحظه مشاهد محدود الفهم ومع ذلك فهي تعتبر ما تقدمه عملا ذكيا خارقا وهذا أوقعها في ألا ترى سوء وجهها في المرآة فقد أصابها العمى بكثرة تحديقها في مرآة نفسها فلم تعد قادرة على أن تفعل سوى السوء ولا أن تقول سوى الشنيع، فمرة تترافع باسم المناضلين والثوار ومرة تترافع باسم العدالة والسلام الاجتماعي ومرة تترافع باسم الثقافة والوعي، وفي كل مرافعاتها تلك كانت لا تدرك أن ما تقوله ليس سوى عهد فاضح فدول مجلس التعاون والدول الشقيقة العربية منذ زمن وهي لا تعتبر قناة الجزيرة إلا مزبلة إعلامية أما العالم المتقدم في أمريكا ودول أوروبا فهم أيضا صنفوها بوقا للكراهية ومنصة للتضليل، فقد أدرك الكل هذا الدرك الأسفل الذي تتخبط فيه قناة الجزيرة وما بلغته من حدود البلاهة الفاقعة اللون وهي تبث سمومها ضد الجميع بينما لا تأتي ولو على ملمح بسيط من التجاوزات والأخطاء والسلوكيات الشاذة التي تصدر من مسؤولي الحكومة القطرية ولا تتحدث قط عن مشاكل قانونية واجتماعية واقتصادية ورياضية تورطت في تعقيدها الحكومة القطرية، ولا في المزالق الكبرى في العلاقات السياسية لقطر مع بلدان خليجية يفترض أن تحترمها طالما هي عضوا في هذا المجلس ولا مع أشقائها في جامعة الدول العربية أو أدوارها المخجلة في سورية ولبنان والعراق واليمن، ناهيك عن أنها لا تناقش بأي قدر من النقد علاقة قطر مع أصدقائها أعداء العرب إيران وإسرائيل وغيرهما.
جميع ما سبق قوله عن مخازي قناة الجزيرة هو مجرد إشارات يعرف القارئ الكريم والمواطن العربي حيثما كان أنها مجرد مقاربة تلقي شيئا من الضوء على سواد أعمال قناة الجزيرة وإلا فإن سواد أعمالها ينوء بحمله الخزي والعار.

 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار