الطاقة- النفط

وزير الطاقة الجزائري لـ "الاقتصادية" : «أوبك» لا تخشى ارتفاع الإنتاج الأمريكي

وزير الطاقة الجزائري لـ "الاقتصادية" : «أوبك» لا تخشى ارتفاع الإنتاج الأمريكي

تنطلق اليوم في مقر "أوبك" في العاصمة النمساوية فيينا أعمال الاجتماع الوزاري الخماسي للدول الأعضاء في لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج برئاسة الكويت وروسيا وعضوية الجزائر وفنزويلا وسلطنة عمان، وذلك قبل يوم واحد من انطلاق الاجتماع الوزاري الموسع رقم 172 لمنظمة أوبك بمشاركة المنتجين المستقلين لأول مرة.
وبدأ مساء أمس توافد وزراء الطاقة في دول "أوبك" والمنتجين المستقلين على فنادق فيينا، فيما استحوذ فندق "بارك حياة" على النصيب الأكبر من الوزراء، حيث اختاره وزراء الطاقة في السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر مقرا لهم.
واحتشد ممثلو وسائل الإعلام العالمية في بهو الفندق لمتابعة وصول الوزراء والوفود المرافقة، وقد بدت حالة من الارتياح والهدوء على جميع الوفود في دلالة على تحضيرات جيدة جرت قبل بداية الاجتماع، إضافة إلى شبه التوافق الكامل من المنتجين على قرارات الاجتماع التي من المرجح أن تمد تخفيضات الإنتاج حتى مارس 2018 مع ضم أعضاء جدد إلى الاتفاق في مقدمتهم تركمانستان.
وشهد مقر "أوبك" عقد الاجتماع الثاني رفيع المستوى لحوار الطاقة بين منظمة أوبك والهند، ورأس الاجتماع محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" والدكتور دارميندرا برادهان وزير البترول والغاز الطبيعي في الهند.
وتبادل الجانبان المشاورات بشأن أهمية وآليات دعم الحوار بين المنتجين والمستهلكين، مع الإشارة تحديدا إلى المنتدى الدولي للطاقة، حيث من المقرر أن يعقد الاجتماع الوزاري المقبل للاتحاد الدولي للبيئة في نيودلهي في أبريل 2018.
ونوه محمد باركيندو بارتفاع معدلات النمو في الهند إلى جانب وجود قطاعات التصنيع القوية، ما جعل الهند تصبح بالفعل قوة اقتصادية عالمية، مؤكدا أنه يرى قيمة ومضمونا هائلا في حوار الطاقة، ولا سيما عند النظر في التعاون المتواصل بين الهند والدول الأعضاء في منظمة أوبك.
وقال "إن دول أوبك تتمتع بأكثر من 80 في المائة من احتياطيات النفط الخام المؤكدة في العالم وكثير من دول أوبك في مركز تصديري متميز في الأسواق الهندية"، مؤكدا أنه من الواضح أن هذا التعاون سيتوسع بشكل أكبر في المستقبل.
وفى هذا الإطار، قال نور الدين بوطرفة وزير النفط الجزائري، إن كل الخيارات مفتوحة أمام المنتجين في اجتماع "أوبك" والأمر ليس قاصرا على مناقشة اقتراح مد خفض الإنتاج تسعة أشهر إضافية.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ «الاقتصادية» عقب وصوله فيينا للمشاركة في اجتماعات "أوبك".
وردا على سؤال لـ "الاقتصادية"، أن "أوبك" لا تخشى تأثيرات الإنتاج الأمريكي وترى أنها مؤقتة. وأن جهود تعاون المنتجين ستقود إلى توازن السوق.
وأضاف أن لجنة مراقبة الاتفاق تعمل بكفاءة عالية ونسبة التزام المنتجين بالتخفيضات في تقدم مستمر.
وقال لـ "الاقتصادية" المهندس بيرت ويكيرنك؛ مدير أنظمة التشغيل في شركة "كيوا " للغاز في هولندا، "إنه من الواضح وجود حالة تأييد واسعة من المنتجين لمد العمل بتخفيضات الإنتاج، وهو ما عكسه الموقف العراقي الأخير بعد المباحثات الناجحة بين وزيري الطاقة السعودي والعراقي في بغداد، كما أعلنت الإمارات وسلطنة عمان والكويت وغيرها من الدول المنتجة نفس التأييد والرغبة في الإسراع بجهود استعادة الاستقرار في سوق النفط الخام".
وأضاف ويكيرنك، أن "الشحنات النفطية المصدرة من السعودية وروسيا أكبر منتجين إلى الصين والهند "أكبر مستهلكين"، سجلت انخفاضات ملحوظة في بيانات شهر أبريل الماضي وهو ما يعني أن الالتزام باتفاق خفض الإنتاج يسير على نحو جيد وصارم وهو ما دفع الهند أخيرا إلى الحديث عن تنويع وارداتها النفطية وربما الاستعانة أكثر بالنفطين الأمريكي والكندي".
وأشار إلى أن الهند ما زالت – بحسب بيانات وزارة الطاقة – تعتمد على نفط أوبك بنسبة 86 في المائة، كما أن جهودها في التحول إلى الطاقات المتجددة جيدة، لكنها أقل من مستويات الطلب الواسعة الناجمة عن معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة، منوها بأنه سترفع الهند طاقة التكرير لديها إلى أكثر من ستة ملايين برميل يوميا في عام 2023 مقارنة بنحو 4.5 مليون برميل حاليا، كما سيشكل الطلب في الهند 9 في المائة من الطلب العالمي في 2040 بحسب تقديرات "أوبك".
من جانبه، أوضح لـ "الاقتصادية" فرانك يوكنهوفر؛ مدير مشاريع سيمنز في هولندا وبلجيكا، أن أجواء شديدة الإيجابية تحيط بالاجتماع الوزاري لـ "أوبك" هذه المرة، حيث سبق الاجتماع تحضيرات وتفاهمات جيدة آخرها ما تم في العراق بين وزيري الطاقة السعودي والعراقي، ما جعل السعودية التي تتولى رئاسة "أوبك" تعلن مسبقا أنه لا توجد أي معارضة بين المنتجين لتمديد العمل بتخفيضات الإنتاج.
وتوقع أن يكون تمديد الاتفاق أكثر فاعلية في تحقيق التوازن المنشود في سوق النفط، خاصة مع إجراء تعديلات مؤثرة تزيد فاعليته ومنها زيادة الدول المشاركة وطول فترة الالتزام بخفض الإنتاج إلى جانب التخفيضات الطوعية التي يقوم بها كبار المنتجين، ما سيجعل عام 2017 في نصفه الثاني أفضل بكثير من النصف الأول وربما يتم بلوغ حالة التوازن الكامل بين العرض والطلب في السوق. من ناحيته، أشار لـ "الاقتصادية" ماركوس كروج؛ كبير محللي شركة "ايه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إلى أن ضغوط العجز في الموازنات في عديد من الدول المنتجة تحفز المنتجين على ضرورة مواصلة الجهود لدعم أسعار النفط لتقليل الأعباء الاقتصادية، خاصة أن أغلب الدول المنتجة تعتمد على عائدات النفط الخام بنسبة كبيرة. وقال "إن الحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة هو عنصر رئيسي في دعم جهود استعادة الاستقرار في السوق وهو ما توليه "أوبك" اهتماما خاصا من خلال برامج حوار فعالة خاصة مع الهند والصين"، مشيرا إلى أن دول أوبك لها شراكات واسعة مع دول الاستهلاك خاصة في مجال تطوير المصافي وتبادل الخبرات. ونوه بأن الاقتراح الأمريكي ببيع نصف الاحتياطي النفطي الاستراتيجي يجيء في توقيت حرج ويزيد الضغوط السلبية على الأسعار، حيث إنه سيعزز حالة تخمة المعروض التي تعمل "أوبك" والمنتجون المستقلون على مقاومتها. من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط العالمية في السوق الأوروبية أمس للمرة الأولى في خمسة أيام، بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، بعدما سجلت خلال تعاملات الإثنين أعلى مستوى في خمسة أسابيع، يأتي هذا في الوقت الذي تنتظر فيه الأسواق اجتماع منظمة أوبك غدا لإصدار قرار حول تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي، وتتعرض أسعار النفط لضغط سلبي جراء اقتراح للرئيس الأمريكي دونالد ترمب ببيع جزء من مخزونات النفط الاستراتيجية في البلاد.
وتراجع الخام الأمريكي "تسليم يوليو" إلى مستوى 50.65 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 51.01 دولار وسجل أعلى مستوى 51.20 دولار، وأدنى مستوى 50.57 دولار، فيما نزل خام برنت إلى مستوى 53.30 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 53.74 دولار وسجل أعلى مستوى 53.93 دولار، وأدنى مستوى 53.21 دولار.
وأنهى النفط الخام الأمريكي "تسليم يوليو" تعاملات الإثنين مرتفعا بنسبة 0.3 في المائة، في رابع مكسب يومي على التوالي، وسجلت عقود برنت "عقود يوليو" أعلى مستوى في خمسة أسابيع 54.35 دولار للبرميل، بدعم تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح.
وكان المهندس خالد الفالح؛ وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، قد أكد أن جميع المنتجين المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج، يتفقون على تمديد التخفيضات لمدة تسعة أشهر أخرى حتى آذار (مارس) 2018. وبعد جلسة محادثات في بغداد مع الوزير السعودي، قال جبار اللعيبي وزير النفط العراقي، "إن بلاده توافق على تمديد اتفاق خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر أخرى".
وتجتمع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" على المستوى الوزاري غدا الخميس في فيينا لمناقشة تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي، الذي ينتهي رسميا في حزيران (يونيو) المقبل، وبات من المؤكد تمديد الاتفاق حتى نهاية الربع الأول/2018، بعد موافقة معظم المنتجين المشاركين في الاتفاق.
واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الإثنين الماضي، بيع نصف الاحتياطي الاستراتيجي من النفط في البلاد، بهدف المساعدة في خفض الديون الخارجية ومن أجل تعزيز دور الحكومة الأمريكية في أسواق الطاقة.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 51.50 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 50.87 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 49.72 دولار للبرميل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط