Author

النمو المستقبلي لسوق الطاقة في كوبا

|
تعتبر كوبا سوقا للطاقة واعدة بالنمو في الأمريكتين، ويمكن أن تستخدم قريبا مساحات واسعة من الأراضي الضحلة في كوبا لتخفيف اعتمادها على واردات الوقود. وقد كان فيدل كاسترو ناقدا شرسا للوقود الحيوي مثل الإيثانول. وبعد وفاته يرى عديد من خبراء الصناعة الكوبيين آمالا في إنتاج الوقود الحيوي. وكان كاسترو قد وصف استخدام المحاصيل الغذائية لإنتاج الإيثانول بأنه "فكرة شريرة" من شأنها أن تؤدي إلى موت ملايين البشر من "العطش والمجاعة". إلا أن الحكومة الكوبية الحالية تتجه إلى ممارسات أكثر مرونة. ولقد أحبطت العقوبات الاقتصادية الأمريكية على مر السنين وغيرها من المعوقات الداخلية المحلية مساعي كوبا الحثيثة للاستقلال الذاتي في مجال الطاقة. وتفي كوبا بنحو 50 في المائة من احتياجاتها من الطاقة من الإنتاج المحلي لنحو أربعة ملايين طن من النفط والغاز المصاحب في السنة، وتستكمل النسبة الباقية من الواردات من حليفتها السياسية والاقتصادية الكبيرة فنزويلا. وعلى الرغم من محدوديتها فإن الزيادة الأخيرة في أسعار النفط ونقص المعروض من الوقود الأحفوري يجبران دول أمريكا الوسطى على تبني والبدء في استكشاف مصادر بديلة لإنتاج الطاقة، ويدرس عديد من صناع القرار في المنطقة ما قامت به البرازيل في هذا الصدد. والحاجة ملحة لأن ما يقدر بنحو عشرة ملايين من بين 40 مليون شخص يعيشون في المنطقة لا يحصلون على الكهرباء، وما زال نحو 20 مليون شخص يستخدمون الحطب لأغراض الطهي. وعلى غرار أمريكا الوسطى تخضع احتمالات انضمام كوبا إلى رواد إنتاج الوقود الحيوي للتكهنات، وهو الأمر الذي سيكون مرتبطا بقوة بسياسة الطاقة التي تنتهجها الجزيرة الكوبية في السنوات القليلة المقبلة. وتنتج كوبا حاليا 96 في المائة من طاقتها باستخدام الوقود الأحفوري، يتم استيراد نحو 60 في المائة منها. غير أن خطط كوبا التنموية تدعو إلى إنتاج 24 في المائة من الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي بحلول عام 2030 عبر الشراكة مع مستثمرين أجانب. وتواجه كوبا عقبات إلى جانب المسألة الحساسة المتعلقة بمدى الانتظار بعد وفاة كاسترو قبل التحول إلى إنتاج الإيثانول، حيث لا يزال الحظر التجاري الأمريكي قائما بل ويهدد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بانتهاج سياسات معاكسة لسياسات التقارب التي اتبعها أوباما. وإضافة إلى ذلك تمر صناعة الإيثانول بمرحلة صعبة. ومسألة منع رئاسة ترمب الولايات المتحدة من المضي قدما في تخفيف الحظر للسماح بنقل التقنية هي مسألة رئيسة، في حين ترى صناعة السكر البرازيلي فرصا في الجزيرة الكوبية لتوسيع إنتاجها. وقد أجرى الكوبيون تجارب على محاصيل الطاقة غير السكرية وفقا لمصادر من داخل الصناعة، ومن المتوقع أن تجرى قريبا دراسات على المحاصيل السكرية مع أعضاء هيئة التدريس من جامعتي فلوريدا وتكساس. إن إنتاج الإيثانول يمكن أن يكون مفيدا جدا بالنسبة لكوبا لأنها مستورد كبير للطاقة. وقد بدأت كوبا في دراسة فرص إشراك صناعة قصب السكر مع الإيثانول وربما الإيثانول من الجيل الثاني إضافة إلى استخدام محاصيل أخرى مثل الذرة الرفيعة الحلوة. وسيتعين على كوبا أن توقف اعتمادها على الوقود الأحفوري المستورد من الدول الأخرى إذا أرادت أن تحقق استقلالية الطاقة. ولا تزال كوبا تأمل في أن الحوافز العملية للاقتصاد الكوبي ستكون كافية لتشجيع التخفيف العملي للسياسة الكوبية القائمة إزاء برامج الغذاء مقابل الوقود. ويتمثل التحدي الذي تواجهه كوبا في إجراء اختبار تشغيلي وتقييم القدرة على نشر الوقود الحيوي من خلال عملية منظمة تعتمد على البحوث. وقد أظهرت كوبا وعدا كبيرا في قطاع الطاقة، ولكن التقدم المحرز في تحقيق فرص الطاقة كان بطيئا. ويفخر الكوبيون بالتميز في نظم التعليم الحر والرعاية الصحية، ولكنهم يدفعون ثمن عيوب الاشتراكية. ويمثل التوسع في وقود الديزل الحيوي آخر محاولة من الحكومة الكوبية للاستفادة من موارد الطاقة النظيفة مثل الرياح والشمس والكتلة الحيوية لقصب السكر والغابات. وتهدف الحكومة إلى توليد سدس الكهرباء المستهلكة محليا من مصادر متجددة قبل نهاية هذا العقد.
إنشرها