default Author

لتتفوقوا .. توسدوا كتبكم (2)

|
بعد انقطاع دام سنين وبعد أن كانت المعلومات تتسامى من الكتب لتنفذ لدماغه بمجرد أن يتوسدها، وقف إدجار حائرا بين قراره في التوقف عن التنبؤ أو القراءة وبين أن يفقد ابنه البصر نهائيا، فقرر أن يحاول إنقاذ ابنه وغفى غفوته الشهيرة ليحلم بعلاج ابنه في بضع قطرات من محلول يحتوي على حمض التانيك، وهو ما لم يحدث قط في ذلك الوقت، واعتقد الأطباء أنه قوي للغاية، ومع ذلك كان لابد من المحاولة خصوصا مع قناعتهم أنه سيفقد بصره في كلتا الحالتين، وعندما وضعوه عليه لأول مرة، قال ابنه هيو لين: "هذا علاج أبي، لذلك هو لن يضرني". وفي غضون ستة أسابيع حدثت المعجزة، عاد بصر هيو لين إلى وضعه الطبيعي تماما، وانتشر خبر شفاء الصبي، وسرعان ما أصبح كايسي مشهورا. وتمكن من تشخيص تسعة آلاف حالة بعد دخوله في مرحلة الغفوة أو الغيبوبة المؤقتة وكانت أغلب تنبؤاته صحيحة رغم أنه لم يكن طبيبا ولا تلقى أي تدريب طبي طيلة حياته! شهرته هذه دفعته للانتقال إلى فرجينيا وفتح مركز هناك، وكان له أتباع ومريدون وكان من العرافين الذين ادعوا أن لديهم القدرة على الدخول إلى السجلات "الأكاشية" أو كتاب الحياة وهي مكتبة ضخمة توثق كل الأحداث في حياة الشخص تحوي كل كلمة أو فعل أو نية هم بها الشخص بل الكون كله. ويفترضون في ثقافتهم أن الأثير هو من كتبها ومنها يستمد إدجار قراءاته! يقول عنه ابنه إنه في آخر أيامه لم يكن يرفض طلبات الناس ووصل عدد قراءته في اليوم إلى عشر حالات، ما أرهقه فأصيب بجلطة وتوفي في الثالث من كانون الثاني (يناير) 1945 مخلفا وراءه أكثر من 120 ألف صفحة من القراءات، ولا تزال هذه القراءات بمثابة منبع أمل لأولئك الذين يبحثون عن علاجات استعصت على الطب الحديث أمثال كاثي كومورا التي أخبرها أطباؤها أنها مصابة بالتهاب شديد، قررت أن تبحث عن علاج بديل لكيلا تفقد بصرها فوجدت طبيبا اسمه جون باجانو وهو إخصائي في تقويم العظام في ولاية نيو جيرسي لكنه على دراية كافية بالأساليب الغامضة التي ابتكرها إدجار كايسي بعد أن درس قراءاته لمدة 30 عاما، وعالجها عن طريق العمود الفقري متبعا رؤية كايسي وفي اليوم السابع شفيت مما تعانيه! وعلى الرغم من وفاة كايسي إلا أن عديدا من الممارسين لا يزالون يتبعون تعاليمه، ويرفض البعض اعتبار تلك العلاجات مجرد مصادفة أو حسن حظ.
إنشرها