رؤية السعودية ٢٠٣٠

مشروع "القدية" يعيد مئات المليارات إلى عجلة الاقتصاد ويوطن الاستثمارت السياحية

مشروع "القدية" يعيد مئات المليارات إلى عجلة الاقتصاد ويوطن الاستثمارت السياحية

مشروع "القدية" يعيد مئات المليارات إلى عجلة الاقتصاد ويوطن الاستثمارت السياحية

توقع مستثمرون ومتخصصون في قطاع السياحة أن يحقق مشروع "القدية" عائدا استثماريا كبيرا، فضلا عن استقطاب استثمارات محلية وأجنبية ضخمة، متوقعين أن يعيد إنشاء المدينة إلى عجلة الاقتصاد مئات المليارات التي تذهب للسياحة الخارجية، إلى جانب توفير آلاف الوظائف للشباب والشابات السعوديين. وأكدوا لـ"الاقتصادية" أن المشروع يعد خطوة نحو الاهتمام برأس المال البشري وتأهيلهم في قطاع الترفيه والسياحة الذي تصل نسبة نمو فرص العمل في القطاع السياحي في المملكة إلى نحو 10 في المائة سنويا. وشددوا على ضرورة الاستفادة من فرص العمل التي يوفرها القطاع، الذي يعد الأكثر توليدا لفرص العمل، مؤكدين أن مشروع أكبر مدينة في العالم للسياحة والترفيه والرياضة والثقافة في منطقة "القدية" جنوب غربي العاصمة الرياض سيدفع مسيرة الاقتصاد السعودي إلى الأمام. وقالوا إن هذا المشروع سيكون أحد روافد تحقيق رؤية 2030 بتخفيض نسب البطالة، حيث ستعد المدينة معلما حضاريا ومركزا مهما لتلبية احتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة. وأوضح لـ"الاقتصادية" عبد اللطيف العفالق رئيس اللجنة الوطنية السياحية بمجلس الغرف السعودية إلى أن مشروع "القدية" يعد دعما لقطاع السياحة والترفيه في المملكة، كما يعد المشروع ضمن منظومة متكاملة ستعمل على تقليص نسبة البطالة وتوليد وظائف كثيرة، خاصة أن القطاع السياحي من القطاعات المهمة لتنويع موارد الدخل. وذكر أن مجالات العمل السياحية تتميز بأنها لا تحتاج إلى تأهيل عال، حيث يكفي دورات قصيرة ذات ستة أشهر، مبينا أن قطاع السياحة استطاع توطين 80 في المائة من الوظائف عبر تلك الدورات المنتهية بالتوظيف. وقال إن القطاع السياحي من أكثر القطاعات المولدة للوظائف، ما يجعل المشروع ضمن المشاريع الكبيرة مثل توسعة الحرم المكي ومطار الملك عبد العزيز بجدة، التي من خلالها تسهم في تنويع موارد الدخل، مطالبا الشباب بأن يكونوا جاهزين للاستحواذ على الفرص بالتأهيل والتدريب على المهارات التي يحتاج إليها المشروع. ونصح الشباب بالتحلي بالصبر والمهارة والقبول بوظائف عادية تبدأ من خمس آلاف ريال، حيث إن الخبرة هي التي تحدد مقدار العائد الذي يتلقاه الموظف وليس درجة التأهيل، فقد يبدأ الشباب كـ"شيف" بفندق ذي نجمتين وبالخبرة والمهارة يصل راتبه لـ50 ألف ريال أو أكثر. من جانبه، أكد إبراهيم الطريف مستثمر في القطاع السياحي والترفيه، أن القرار سيسهم في إيجاد عديد من فرص العمل للسعوديين، مشيرا إلى أن المدينة ستسهم في تنمية صناعة الترفيه في السعودية، وجذب الاستثمارات والشركات العالمية في هذا المجال، والاستفادة من المكونات الطبيعية والصحراوية وإيجاد نمط سعودي، بالإضافة إلى إقامة المعارض المتخصصة في الترفيه. وقال إن الترفيه في المجتمع السعودي ضرورة تضفي على المواطنين البهجة، والسرور، والتفاؤل في النفوس، وتخرجهم من الروتين اليومي الممل، وتملأ أوقات الفراغ، وتعيد لعجلة الاقتصاد مئات المليارات التي تذهب لخارج البلد، وتوفر آلاف الوظائف للشباب والشابات السعوديين. من جهته، يرى مهيدب المهيدب عضو مجلس التنمية السياحية بمنطقة الرياض، أن هذا المشروع خطوة مهمة لتطوير قطاع السياحة والترفيه بالمملكة، مطالبا بترغيب الشباب والفتيات للعمل بالقطاع السياحي. وبين أن العمل في قطاع السياحة لا يتطلب كثيرا من الدراسات الأكاديمية والشهادات العليا بقدر ما يتطلب الخبرة والتدريب المهني في ذات المجال، الأمر الذي يتم اكتسابه من خلال المعاهد والكليات المنتشرة وممارسة العمل لفترة طويلة مع التركيز على اللغة الإنجليزية فهي اللغة العالمية في هذا القطاع، حيث تعد وسيلة التواصل بين مختلف حلقات هذا المجال. وأكد أنه على الرغم من أن السعودية بدأت متأخرة عن الدول العربية والأجنبية بالاهتمام بتأهيل الكوادر للعمل بالسياحة، إلا أن افتتاح الكليات والمعاهد التقنية والمهنية في مناطق مختلفة استطاعت تخريج عنصر بشري مؤهل للعمل بهذا القطاع. بدوره، بين ماجد الحكير رئيس السياحة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن مشروع أكبر مدينة في العالم للسياحة والترفيه والرياضة والثقافة في منطقة (القدية) جنوب غربي العاصمة الرياض سيسهم في مرحلته الأولى في توفير آلاف فرص العمل الجديدة في المملكة، مشيرا إلى أن المشروع سيوفر فرصا استثمارية كبرى يستفيد منها مطورو الفنادق والمطاعم والمواقع الترفيهية ومحطات الخدمات من بترول وغيره. وقال إن المشروع سيحدث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني وستتحول المملكة من مصدرة للسياحة إلى جاذبة لها، لافتا إلى وجود دول كثيرة تعتمد على السياحة كمصدر رئيس للدخل. وأوضح أن الموقع الاستراتيجي للمشروع على طريق مكة المكرمة، سيسهم في إحداث تكامل بين زيارة المواقع الدينية والمواقع السياحية والترفيهية. وأفاد بأن عددا من الشركات سيكون لها دور كبير في الاستثمار بهذا المشروع الضخم الذي سيؤثر على الحركة الاقتصادية والسياحة في المملكة وستصبح السعودية واجهة مهمة للسياحة والترفيه. من جهته، أكد الدكتور حمدان السمرين رئيس مجلس الغرف السعودية، أن هذا المشروع الاستراتيجي هو ثمرة المشاريع الاقتصادية الطموحة لرؤية المملكة 2030، الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، فضلا عن أنه يأتي ضمن استراتيجية تطوير البنية التحتية في مجال الترفيه، خاصة أن المدينة تحوي كثيرا من الأنشطة المصمّمة لغرض التسلية والتعليم والتشويق والإبهار والترفيه والثقافة والرياضة. وتوقع أن يحقق المشروع عائدا استثماريا كبيرا، واستقطاب استثمارات ضخمة في هذا المجال، إضافة إلى ما سيحققه من منافع اجتماعية قيمة. وأشار إلى أن إطلاق هذه المدينة يعكس الثقة الكبيرة في المناخ الاستثماري في المملكة وأهمية وتعدد الفرص الاستثمارية في المجالات المختلفة، الأمر الذي يعزز الاستثمارات واستقطاب مزيد من المستثمرين، مؤكدا استعداد القطاع الخاص السعودي لدعم كل المشاريع التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن. وأوضح أن مشروع هذه المدينة الترفيهية من شأنه أن يسهم في جعل المملكة ومنطقة (القدية) على وجه الخصوص من الوجهات الترفيهية الجاذبة ليس محليا فقط، بل على مستوى منطقة الخليج والعالم العربي، خاصة أن المدينة تقدم خيارات متنوعة ومفضلة لكل شرائح وفئات المجتمع، ناهيك عن كونها تسهم في رقي وتقدم المجتمع. فيما يرى الدكتور ناصر الطيار، مؤسس مجموعة الطيار للسياحة والسفر، أن المشروع مطلوب في مدينة مهمة مثل الرياض خاصة أنها العاصمة وتقع وسط المملكة وتضم نحو ثمانية ملايين شخص وتفتقر إلى مشاريع من هذا النوع. وقال إن هذا المشروع سيكون له عوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث سيوفر آلاف فرص العمل، موضحا أن هذا المشروع سيسهم في التحويل من تصدير السياحة إلى جذبها، كما أنه سينعكس بالإيجاب على دول الخليج والعالم العربي. وضرب الطيار مثلا بمعسكرات الأندية العربية التي تنظم في بعض دول العالم وينفق عليها الملايين، مضيفا أن المشروع سيوفر مواقع لمعسكرات الأندية الرياضية. وذكر أن حجم مساحة المشروع ستكون متوافقة مع متطلبات السوق بحيث يكون مشروعا متكاملا يسهم في توفير كل احتياجات مختلف فئات المجتمع.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من رؤية السعودية ٢٠٣٠