الطاقة- الغاز

قطر .. عاصمة الغاز المسال في العالم

قطر .. عاصمة الغاز المسال في العالم

على بعد نحو ساعة من العاصمة القطرية في شمال الدولة الخليجية، وعند نهاية الطريق 77، تقع منطقة راس لفان الصناعية الضخمة، المحاطة بالسرية دوما: مرحبا في "عاصمة الغاز في العالم".
وخلف أبوابها المغلقة بإحكام، المحمية على مدار الساعة، يعمل 30 ألف شخص في مجال تسييل الغاز وتصديره في عشرات المنشآت التي تشكل معا أحد أكثر المواقع الصناعية والتصديرية إبهارا في العالم.
ونقلت "الفرنسية"، عن وسام الذي يقود مجموعة من الصحافيين إلى داخل راس لفان في زيارة نادرة نظمتها الحكومة القطرية للموقع: قوله "مرحبا بكم في عاصمة الغاز في العالم".
ووسام لم يكن يبالغ فيما قال، إذ إن راس لفان هي مقر إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال الناتج عن عملية صناعية يتم فيها تبريد الغاز إلى 162 درجة مئوية تحت الصفر ما يسمح بجعله أكثر سهولة للتصدير.
ويتدفق الغاز الطبيعي المسال من حقل غاز الشمال الضخم الواقع على بعد نحو 80 كيلو مترا شمال راس لفان في مياه الخليج على مساحة ستة آلاف كيلو متر مربع، أي نحو نصف مساحة قطر نفسها.
ومنذ أول عملية تصدير إلى اليابان في عام 1997، أسهمت الأرباح التي حصلتها قطر من قطاع الغاز في جعلها إحدى أغنى دول العالم.
وأظهرت دراسة نشرتها شركة رويال داتش شل البريطانية للنفط والغاز في الشهر الحالي أن الطلب العالمي على الغاز بلغ 265 مليون طن في 2016، وتنتج قطر حاليا 77 مليون طن من الغاز سنويا، ما يجعلها تتحكم فينحو 30 في المائة من السوق العالمية.
والرقم 77 لم يسهم فقط في تسمية الطريق السريع بين الدوحة وراس لفان، بل جعل من قطر أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ويقول سعد الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للبترول" الحكومية التي تشغل منطقة راس لفان "سنبقى لفترة طويلة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال".
واحتياطات قطر من الغاز ضخمة جدا، بحيث إن إنتاج الدوحة من الغاز المسال يمكن أن يتواصل بوتيرته الحالية لمدة 137 سنة، وفي راس لفان، كونت قطر ثروتها المالية الهائلة.
وفي حين كانت قيمة الصادرات في عام 1997 تبلغ نحو خمسة مليارات دولار، وصلت إلى 125 مليار دولار في عام 2014، بحسب مركز "أو آي سي" الإحصائي.
وتظهر أرقام البنك الدولي ارتفاعا في إجمالي الناتج المحلي في قطر من 11 مليار دولار في 1997 إلى 165 مليار دولار في 2015، وباختصار، فان راس لفان مصدر ثروات وشهرة قطر، من ناطحات السحاب في الدوحة ومطارها الحائز على أهم الجوائر العالمية، إلى السبب وراء فوز نادي باريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي بأربعة ألقاب متتالية، وبناء أطول مبنى في بريطانيا، واستضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وعادة ما تكون منطقة راس لفان بعيدة عن الأضواء، لكن، ولساعات معدودة، رفع الستار عنها خلال الزيارة في ظل إجراءات أمنية مشددة، إذ منع التصوير بالفيديو وسمح بالتصوير الفوتوغرافي في واحدة من محطات الجولة فقط.
وفي منشآت المنطقة الصناعية، لا تسامح مع خرق القوانين، حتى العمال الذين ينتمون إلى 54 دولة، يلتزمون تماما بهذه القوانين، وبينها السرعة التي حددت على الطريق السريع حيث إن تجاوزها يمكن أن يتسبب في طرد المخالف.
وكما أنه من النادر السماح لغير العمال بالدخول، فإن أطقم السفن ممنوعون من مغادرة سفنهم والنزول في المنطقة الصناعية، حين تقوم هذه السفن بتحميل الغاز المسال، في عملية عادة ما تتطلب 24 ساعة.
وتحافظ قطر على سرية هذا الموقع لداوع أمنية وتجارية، إذ إن المنطقة تبدو كأنها موقع تصوير ضخما لأحد أفلام جيمس بوند، وتشمل غابة من الأنابيب، وأنظمة تبريد، وسفنا، وأحواضا، وخمسة مراكز إطفاء، ومنازل للعمال، وحدائق، وفوق كل ذلك، ألسنة اللهب تتصاعد بلا توقف في سماء المنطقة، تمكن رؤيتها أيضا من مرآة السيارة خلال رحلة العودة على الطريق 77.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز