ثقافة وفنون

روزنامة «الترفيه» .. تنويع على وتر الثقافات واستثمار للفنون

روزنامة «الترفيه» .. تنويع على وتر الثقافات واستثمار للفنون

روزنامة «الترفيه» .. تنويع على وتر الثقافات واستثمار للفنون

روزنامة «الترفيه» .. تنويع على وتر الثقافات واستثمار للفنون

على قدم وساق، تعمل هيئة الترفيه هذه الأيام في سباق مع الزمن لإثبات حضورها والأهداف التي وضعت من أجلها، واليوم لا يكاد يمر يوم دون أن نرى أو نسمع عن فعالياتها وروزنامتها المملوءة بالأحداث الشيقة.
"الاقتصادية" ترصد تجربة هيئة الترفيه في طرق الأبواب المغلقة، وتحركاتها المتواصلة، في وقت لم تتضح فيه بعد ملامح هيئة الثقافة المقبلة وأهدافها.

عمر خيرت في السعودية
جدول فعاليات متنوع ومزدحم ذاك الذي أعدته الهيئة العامة للترفيه لعام 2017، لعل آخر ما أعلنت عنه حفلة الموسيقار المصري عمر خيرت.
مصادر مطلعة في وزارة الثقافة والإعلام أبلغت "الاقتصادية" أن الوزارة طرحت استضافة الموسيقار خيرت أثناء زيارة وزير الثقافة المصري حلمي النمنم إلى المملكة قبل نحو أسبوعين، وأضاف المصدر أن تلك الفكرة تسربت بطريقة ما إلى هيئة الترفيه، التي سرعان ما أعلنت استضافته في فعالية "وتر" يوم 3 مارس المقبل بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
ورغم أن أسعار التذاكر تراوح بين ألف إلى 2200 ريال، إلا أن المصدر قال إن الحفلة التي تبلغ مدتها ثلاث ساعات شاملة العشاء هي حفلة نخبوية بالدرجة الأولى، في ظل استياء لمسته "الاقتصادية" من تخصيص الحفل للعائلات فقط، فيما لم يخف المصدر - الذي طلب عدم ذكر اسمه - سعادة وزارة الثقافة بتحركات هيئة الترفيه نحو تنفيذ الفكرة، التي كان تنفيذها سيتطلب وقتا طويلا.

«كوميك كون».. انطلاقة فعلية
بعد نجاح حفلة "نغمات ثقافية" في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وإقامة حفلة غنائية للفنانين محمد عبده، رابح صقر وماجد المهندس في جدة، تعقبها حفلة أخرى لفنان العرب في الرياض، بدأ طرح تذاكرها للبيع هذه الأيام، والأمسية الشعرية للأمير بدر بن عبدالمحسن، نجحت هيئة الترفيه في إقامة فعاليات "كوميك كون"، المعرض المتخصص في صناعة ألعاب الذكاء والرسوم الكرتونية.
تجاوز زوار المعرض بحسب إحصائيات 30 ألف زائر، لكن سيلا من الانتقادات طالت هذه الفعالية، خصوصا بعد مشاركة عشرات الفنانين في الفعاليات الحية، التي لم تكن مألوفة في وقت سابق في المملكة.
المعرض ناله حظه من الانتقادات كون نبرة الترفيه ارتفعت هذه المرة، لكن نجاحه كان أعلى من أصوات النقد، خاصة أن "كوميك كون" هو الأول من نوعه، ولم تسبقه فعاليات استطاعت أن تشد الجمهور وتلفت انتباهه، وتروي ظمأ الجماهير المتعطشة للترفيه.
استضاف المعرض شخصيات أسطورية، وشهد عروضا خاصة لأفلام الإنمي والأبطال الخارقين وألعاب الفيديو، ومسابقة للأزياء التنكرية، وساحة للمشاهير، وسوقا لبيع المجلات الهزلية والكتب المصورة، وعروضا حية خرجت عن إطار المعارض التقليدية، ليعد "كوميك كون" الانطلاقة الفعلية لهيئة الترفيه، التي نجحت في طرح فكرة جديدة وغير مألوفة، عبر استضافة الاحتفال الذي بدأ عام 1970 في سان دييجو، وتنقل في عواصم ومدن عالمية مثل لندن، وموسكو، وسيدني، ودبي، وأخيراً جدة.

اقتصاد ثقافي
ولعل فعاليات هيئة الترفيه فتحت أبوابا للسياحة والاستثمار التي تضمنتها "رؤية 2030" وخطط التحول الوطني، فإنفاق الأسر السعودية مليارات الريالات على الترفيه خارج الحدود أصبح ينظر له بعين الاعتبار، وفعاليات الهيئة ستدفع نحو التفكير نحو إقامة مزيد من الاستثمارات الترفيهية والسياحية داخل المملكة، والاستفادة من أموال السعوديين قبل هجرتها لدول مجاورة.
فمبادرة "روزنامة الترفيه"، التابعة للهيئة، لا يزال في جعبتها الكثير، إذ تكشف عبر حسابها الرسمي في "تويتر" عن فعاليات متنوعة، ستعمل على تنشيط الدورة الاقتصادية في المجتمع، وإيجاد بيئة جاذبة ومحفزة للزيارة والاستثمار، وزيادة إنفاق الأسر على الأنشطة الثقافية والترفيهية داخل المملكة من مستواه الحالي 2.9 في المائة إلى 6 في المائة، وإيجاد متنفس للجمهور السعودي، ما يحسن من معيشته.
ومن بين الفعاليات المنتظرة: عروض الطيران الجوي، "عربة" لعربات الطعام المتنقلة، "نسايم فبراير" التي تجمع المصممين والمبدعين، "ذا مايك" للاستاند كوميدي، "أمسية باتشينو" للممثل العالمي آل باتشينو، "جنون الشوارع" التي تجمع مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، "المشي مع الديناصورات" التي تتضمن مجسمات نسخة طبق الأصل عنها، "مونستر جام" للشاحنات الضخمة ومغامرات السيارات، العصر الذهبي للسيرك، حفل فني لـ "طيور الجنة"، عروض "حيوية الخيول" الفكاهية والاستعراضية، عرض "موسكو الكبير" الذي يقدمه أشهر الفرق الاستعراضية الروسية، ومسرحيتي "افتح يا سمسم" و"شريك"، وعشرات الأمسيات الشعرية.

الأسعار إلى انخفاض
الفعاليات التي تم تنفيذها وتلك التي يجري الاستعداد لها، تكشف عن انخفاض للأسعار من المتوقع أن تشهده تذاكر الفعاليات المدفوعة، إذ تبين روزنامة الهيئة أن هناك فعاليات مستقبلية ستتاح مجانا، وأخرى بأسعار رمزية، فيما يرى محللون أن الأسعار ستنخفض في ظل ازدياد الفعاليات، خصوصاً أن فئة الشباب، التي تمثل 70 في المائة من إجمالي السكان، تحتاج إلى فعاليات تروي "ظمأهم" وبأسعار معقولة.

غياب أم تريث؟
مثقفون أبلغوا "الاقتصادية" أن هيئة الثقافة من المؤمل إذا ما بدأت برامجها أن تعمل جنبا إلى جنب مع هيئة الترفيه، حتى لا يكون حضور الفعاليات الترفيهية في المملكة مقتصرا على فعالية هنا أو هناك طوال العام، حيث كان عمل هيئة الترفيه ملحوظا في هذا الجانب، إلا أن مهمة هيئة الثقافة تبدو أكثر صعوبة، إذ قد تتداخل صلاحيات الهيئة مع وكالات وزارة الثقافة والإعلام، والأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، ومهرجانات الثقافة كمهرجان الجنادرية الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني، ودائما يعد جمهور المثقفين أكثر نخبوية وتطلبا.
وأخيرا، يأمل المثقفون أن تكون هيئة الثقافة خالية من البيروقراطية، ومسارعة في إنجاز أعمالها، في ظل "رؤية 2030" التي تسابق الزمن لإنجاز محاورها على أكمل وجه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون