أخبار الشركات- عالمية

تراجع أرباح "اتش اس بي سي" 90 بالمئة في ظل بريكست وتصاعد الحمائية

تراجع أرباح "اتش اس بي سي" 90 بالمئة في ظل بريكست وتصاعد الحمائية

أعلنت المجموعة المصرفية العملاقة "اتش اس بي سي" الثلاثاء أن المخاوف من الحمائية في عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) دفعت أرباحها الصافية إلى الهبوط بنسبة 90 بالمئة في 2016.
وحذر رئيس المجموعة البريطانية دوغلاس فلينت من "خطر تأثير الشعبوية على الخيارات السياسية في الانتخابات الاوروبية المقبلة، وتأثير الاجراءات الحمائية الممكن اتخاذها من قبل الإدارة الأميركية الجديدة على التجارة العالمية وتأثير الغموض المرتبط ببدء المفاوضات بشأن بريكست بين المملكة المتحدة والاتحاد الاوروبي".
وأضاف فلينت أن المصرف يتطلع إلى اتفاق عالمي على قواعد مالية لتجنب احتمال "تفتت الهندسة التنظيمية (المالية) فيما تعيد الإدارة الأميركية الجديدة التفكير بشأن مشاركتها في المنتديات التنظيمية الدولية".
ويسعى ترامب إلى تفكيك بعض القيود على البنوك التي وضعت في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، وهي قواعد يشير الحزب الجمهوري إلى أنها عرقلت قدرات بورصة "وول ستريت" في الحصول على الأموال.
ويخشى مراقبون من أن تحركا من هذا النوع لتخفيف الضوابط قد يترك البنوك في أوروبا وآسيا في وضع سيء مقارنة مع نظيراتها الأميركية.
وبلغت أرباح "اتش اس بي سي" الصافية 1,29 مليار دولار في 2016، مقابل 12,57 مليارا في السنة التي سبقتها.
ويتضمن المبلغ خسارة قبل الضريبة بقيمة 3,45 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام، فيما انخفضت أرباح قبل الضريبة بنسبة 62 بالمئة إلى 7,1 مليار دولار عام 2016.

أوضح ديكي وونغ مدير معهد "كنغستون سيكيوريتيز" في هونغ كونغ أن النتائج تعكس التغيرات في البيئة الجيوسياسية مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض وتصويت البريطانيين لصالح بريكست. وقال إن "أحدا لا يمكنه التكهن بما سيحدث في بيئة أسعار الفائدة وسياسات دونالد ترامب".
وانخفضت أسهم البنك بنسبة 5,0 بالمئة إلى 65,55 دولار هونغ كونغ للسهم مع إغلاق سوق الاسهم في هونغ كونغ عقب إعلان النتائج.
وذكر فلينت في البيان التنظيمي أن موجة التغييرات السياسية التي هزت العالم في 2016 ساهمت بـ"اضطراب الأسواق المالية".
وعلى خلفية بريكست، أكد فلينت تقارير سابقة افادت أن "مخطط الطوارئ الحالي يشير إلى أننا قد نحتاج لنقل نحو ألف وظيفة من لندن إلى باريس بشكل تدريجي خلال السنتين القادمتين، بناء على الطريقة التي ستتطور فيها المفاوضات" المتعلقة ببريكست.
وأوضح البنك أن عملية إيجاد خلف لفلينت في 2017 "ستبقى على مسارها".
ويحاول "إتش إس بي سي" كغيره من البنوك العالمية زيادة أرباحه فيما يعاني من الضبابية التي أفضت إليها خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي انها ستعطي الاولوية في المفاوضات مع بروكسل لضبط الهجرة مقابل خسارة العضوية في السوق الاوروبية الموحدة.
وتثير هذه الخطوة مخاوف لدى شركات مثل "إتش إس بي سي" التي تدير عمليات ضخمة في لندن بشأن الصعوبات التي قد تؤدي إليها في الوصول إلى سوق الاتحاد الاوروبي الضخم.
ويأتي انخفاض الأرباح بعدما كشف "إتش إس بي سي" عام 2015 عن إصلاح جذري بهدف تخفيض النفقات السنوية بخمسة مليارات دولار على مدى عامين عبر التخلي عن 50 ألف وظيفة في أنحاء العالم، والخروج من الشركات الخاسرة، والتركيز بشكل أكبر على آسيا.
إلا أن المحلل المالي جاكسون وانغ من "هوارونغ انترناشونال سيكيوريتيز" قال لوكالة فرانس برس "لا أعتقد بأن اجراءاتهم لتوفير التكاليف لا تزال على مسارها" وهو ما قد "يكون مشجعا بعض الشيء".
وأعلن ستيوارت غاليفر الرئيس التنفيذي للبنك الثلاثاء أن المصرف سيعيد شراء أسهم بقيمة مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، بعد عمليات إعادة شراء العام الماضي بلغت قيمتها 2,5 مليار دولار.
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار الشركات- عالمية