Author

بداية .. امرأة (1)

|

من أجمل القصص الإنسانية التي وصلتني خلال هذا الشهر تقول صاحبتها :
عشت مع زوجي عشرة أعوام كاملة أحرقت فيها نفسي تماما من أجله، منحته بطاقتي المصرفية يتصرف فيها بحرية كاملة، وكتبت المنزل الذي نعيش فيه باسمه، سفرياته الداخلية والخارجية تكفلت بها، كانت جميع طلباته أوامر بالنسبة لي، فعلت ذلك حتى لا أفقده. قد تتساءلين لماذا؟ ببساطة لأني عاقر لا أنجب .. اكتشفنا هذا الأمر بعد مرور سنتين من زواجنا مررنا فيها بمرحلة فحوص مرهقة لتأتي النتيجة نفسها بعد كل مرة .. لا أمل!
كان زوجي بين فترة وأخرى يعايرني بذلك ويجرح مشاعري ويذكرني أني السبب في حرمانه من الذرية، لكن في المقابل كان خوفي من فقدانه يسيطر على عقلي بشكل هستيري، فلم أكن أتخيل أن يتركني ويرحل مع امرأة أخرى، كنت أخشى الوحدة وشماتة الآخرين ومن فشلي في الحياة وعدم قدرتي على المواصلة. عطائي اللامحدود له وانكساري أمامه وتشبثي به جعل الأنانية تتضخم في داخله وتشعره بأنه صاحب فضل ومعروف ببقائه في حياتي متناسيا أني منحته أضعاف ما منحني، بدأ في التطاول علي بالضرب والإهانات وافتعال الشجار لأتفه الأسباب، وذات يوم طلب مني مبلغا ضخما واستغربت من طلبه فهو يعرف رصيدي أكثر مني، ولم أكن لحظتها أعلم أنه كان يخطط لأمر في نفسه .. ولأني اعتدت ألا أرد له طلبا فقد قدمت سلفة على البنك برهن راتبي وأعطيته جميع المبلغ ..!
وسافر إلى إحدى الدول العربية .. وأصبح يتردد على الدولة نفسها أحيانا مرتين في الشهر، وحين كنت أستفسر منه كان يقول عندي مشروع تجاري أعمل عليه، وبعد سنة كاملة من تلك السلفة وذات مساء حزين اتصل بي قائلا: سأعود الليلة ومعي مفاجأة جميلة ستسعدك "فالله الله بالعشاء الزين"، تأنقت وحضرت العشاء وبخرت المنزل واستعددت للقائه، ودخل ولكن لم يكن وحده كانت تسير خلفه امرأة جميلة تحمل طفلا بين يديها، وقال بكل زهو: "سلمي على أم عبدالله وأبغاك تصيرين مثل أختها الكبيرة"!
لم تكن صدمة الضرة هي ما قتلتني داخليا ولا ذاك الطفل البريء، بل اغتياله لمشاعري كأنثى في تلك اللحظة ولا مبالاته بإحساسي كزوجة متفانية أعطته بلا حدود .. كيف على الأقل لم يمهد لي الموضوع؟!
ولكن حياتي لم تنته لحظتها بل .. بدأت!
نكمل في المقال القادم ... بإذن الله.
وخزة
يقول برناردشو "احذر من الشخص الذي لا ينتقم منك فهو لم يسامحك، ولن يسمح لك أن تسامح نفسك".

اخر مقالات الكاتب

إنشرها