الطاقة- النفط

وزير الطاقة الروسي لـ "الاقتصادية": التعاون مع السعودية طويل الأمد وغير مرهون باتفاق الإنتاج

وزير الطاقة الروسي لـ "الاقتصادية": التعاون مع السعودية طويل الأمد وغير مرهون باتفاق الإنتاج

وزير الطاقة الروسي لـ "الاقتصادية": التعاون مع السعودية طويل الأمد وغير مرهون باتفاق الإنتاج

قال لـ "الاقتصادية" الكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي "إن التنسيق والتعاون مع السعودية طويل الأمد وسيستمر في المستقبل على نحو واسع ومتنام، وإن التعاون ليس مؤقتا أو قاصرا على اتفاق خفض الإنتاج بل هناك استراتيجية متكاملة للتنسيق بين البلدين بهدف الحفاظ على أسواق النفط الخام مستقرة ومتوازنة في المستقبل".
وأشار نوفاك إلى أن مرحلة المنافسة الضارية على الحصص السوقية خاصة في شرق أوروبا وبعض الأسواق الآسيوية بين البلدين انتهت بدون رجعة بعدما توافق المنتجون على ضرورة العمل المشترك لتحقيق المصلحة العامة للسوق وللاقتصاد العالمي.
ونوه بأن اتفاق خفض الإنتاج يسير بمعدلات جيدة ومرضية واقترب الآن من 1.7 مليون برميل يوميا بعد ثلاثة أسابيع فقط من بدء تطبيق الاتفاقية وهذا أمر يواكب تطلعات المنتجين ويلبي احتياجات حقيقية في السوق وأن الصناعة والاستثمارات ستشهدان مرحلة جيدة من التعافي والازدهار قريبا.
وأوضح أن الثقة بتعافي سوق النفط الخام يجب ألا تحد من جهود الدول المنتجة نحو تنويع موارد الطاقة وتركيز وتطوير الإنتاج والحفاظ على الاقتصاد المتنوع، كما أن روسيا ستواصل إعداد ميزانيتها وفق أسعار متوسطة للنفط حول 50 دولارا للبرميل.
في سياق متصل، أعلنت مصادر في منظمة أوبك أن غينيا الاستوائية تقدمت بطلب عضوية إلى منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" لتصبح العضو 14 في المنظمة بعد تجميد عضوية إندونيسيا.
وقالت مصادر نفطية "إن جابرييل مباجا وزير الهيدروكربونات والتعدين في غينيا الاستوائية حضر إلى فيينا بالتزامن مع اجتماع لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج"، والتقى مسؤولين في المنظمة وأعرب عن عن تأييد بلاده لخفض الإنتاج وعن التزام غينيا به، مثمنا دور منظمة أوبك الكبير في قيادة السوق نحو التوازن والاستقرار.
وعلى صعيد آخر، انطلقت في فيينا أمس أعمال المنتدى الأوروبي العاشر للغاز الطبيعي بمشاركة مسؤولين من عملاق الطاقة السعودي "أرامكو" إلى جانب عدة شركات عالمية في مقدمتها "توتال" و"أو إم في" بحضور عدد كبير من خبراء الطاقة في العالم.
ويبحث المؤتمر على مدار ثلاثة أيام مستقبل إنتاج الغاز في العالم في ضوء النمو المطرد في مستويات الطلب عليه لكونه أكثر تواؤما مع معايير البيئة وأكثر تلبية لمتطلبات المجتمع الدولي في مكافحة ظاهرة تغير المناخ كما بحث المؤتمر مستقبل الإمدادات خاصة في أوروبا عبر الخطوط الأرضية التي تنقل الغاز إلى دول جنوب أوروبا.
وفي نفس الإطار، وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية في سوق النفط بعد نجاح اجتماع اللجنة الوزراية الخماسية لمراقبة اتفاق خفص الإنتاج في فيينا أمس الأول إلا أن أسعار النفط الخام استهلت الأسبوع على تسجيل انخفاضات سعرية بسبب تعافي أنشطة الحفر في الولايات المتحدة ما جدد المخاوف من انتعاش واسع ووفرة في الإنتاج الأمريكي قد تدخل الأسواق قريبا إلا أن الخسائر كبحت نسبيا بسبب هبوط الدولار الأمريكي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام.
من جانبه، قال لاديسلاف جانييك مدير شركة سلوفاكيا للنفط "سلفونفط" لـ "الاقتصادية"، "إن اجتماعات لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج جاءت إيجابية إلى حد كبير وعززت مستويات الثقة بالسوق خاصة بعد الاتفاق على آليات المتابعة والتقييم وتأكيد المؤشرات الأولية أن هناك التزاما ربما يفوق التوقعات من المنتجين المشاركين في الاتفاقية".
وأضاف أنه "على سبيل المثال أكدت العراق أنها خفضت 180 مليون برميل يوميا من حصتها في خفض الإنتاج التي تبلغ 210 ملايين برميل وهي ما تعد استجابة سريعة ومبشرة في الالتزام باتفاق خفض الإنتاج وذلك بسبب المخاوف السابقة التي أحيطت بالموقف العراقي"، منوها بأن استجابة دول الخليج سريعة وقوية كما كان متوقعا خاصة السعودية والكويت والإمارات وأيضا سلطنة عمان من خارج "أوبك".
وقال "إن كل التوقعات في السوق حاليا تصب في مصلحة حدوث توازن واسع وملموس في السوق خلال العام الجاري"، وذهب البعض إلى توقع مستوى أعلى من 70 دولارا للبرميل بحلول نهاية 2017.
من ناحيته، قال ألكس فولر مدير تنمية الأعمال قي مبادرة الطاقة الأوروبية لـ" الاقتصادية"، "إن التفاهمات بين كبار المنتجين وشركات الطاقة الدولية تمت بسلاسة فيما يتعلق بخفض الإنتاج"، مشيرا إلى أن كل المنتجين أبلغوا العملاء بتقلص الإنتاج في إطار جهود حثيثة لاستعادة التوازن في السوق وربما في توقيت أسرع من المتوقع.
ونوه بأن إعداد منظمة أوبك تقريرا شهريا عن وضع الإنتاج والصادرات في الدول الملتزمة بالاتفاقية وعرضه على اللجنة الوزراية سيمكن من تحقيق مستويات متقدمة من الشفافية في السوق وسيسد الثغرات على أي انتهاكات قد تحدث لاتفاقية خفض الإنتاج.
وأشاد بتأكيد عصام المرزوق وزير النفط الكويتي ورئيس لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج أن اللجنة لن تقبل بالتزام أقل من 100 في المائة من كل الدول المشاركة في الاتفاقية وأن بلوغ هذه النسبة سيتحقق خلال فترة قصيرة مقبلة، متوقعا أن يحمل أول تقرير للجنة في فبراير المقبل نتائج مبشرة وإيجابية عن السوق وعن التزام المنتجين.
من جانبه، قال لويس ديل باريو المحلل في مجموعة بوسطن المالية فى إسبانيا لـ "الاقتصادية"، "إن الانتعاش الحالي في إنتاج النفط الصخري الأمريكي يرجع في الأساس إلى خفض إنتاج دول أوبك والمنتجين المستقلين وإلى تولي إدارة أمريكية جديدة بقيادة الرئيس دونالد ترمب الذي تعهد بدعم صناعة النفط الصخري على نحو كبير".
وأضاف أن "انتعاش النفط الأمريكي لن يستمر طويلا بسبب استمرار ارتفاع تكلفة الإنتاج في الولايات المتحدة، كما أن السوق لا تزال تحت وطأة وفرة المعروض والمخزونات على الرغم من التحسن الكبير الذي حدث في الشهور الأخيرة".
وقال "إن روسيا تلعب دورا رئيسا في استعادة توازن السوق سواء من خلال التزامها بالاتفاقية أو مشاركتها في لجنة مراقبة الإنتاج وهي تؤكد دوما استراتيجية التعاون مع "أوبك"، ورغم أنها لم تخفض حتى الآن سوى 100 ألف برميل من أصل 300 ألف برميل إلا أن ذلك يعود إلى صعوبات تقنية لكنها على الطريق للوفاء بكافة التزاماتها وتأكيد التنسيق مع بقية المنتجين خاصة السعودية".
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط 1 في المائة أمس بعد أن طغى تأثير مؤشرات على تعافي أنشطة الحفر في الولايات المتحدة على أنباء عن أن المنتجين من داخل "أوبك" وخارجها يمضون قدما نحو تحقيق أهداف تقليص الإنتاج التي جرى الاتفاق عليها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وانخفضت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت في الأسواق العالمية 53 سنتا إلى 54.96 دولار للبرميل في حين جرى تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بسعر 52.61 دولار للبرميل بانخفاض 61 سنتا أو ما يعادل 1.1 في المائة عن سعر إغلاق الجمعة.
وقال وزراء يمثلون الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجون من خارجها خلال اجتماع أمس الأول "إنه جرى تقليص الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل من أصل نحو 1.8 مليون برميل يوميا اتفق عليها المنتجون".
وأضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات لإنتاج الخام بأكبر وتيرة في نحو أربعة أعوام الأسبوع الماضي حسبما أظهرت بيانات من شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة الجمعة الماضي.
وتراجعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس في مستهل تعاملات الأسبوع، تحت ضغط ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة، وهو ما يصب في مصلحة احتمالات زيادة إنتاج النفط الصخري فى البلاد، ويكبح الخسائر الهبوط الواسع للدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات.
وتراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 52.90 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 53.30 دولار وسجل أعلى مستوى 53.45 دولار، وأدنى مستوى 52.79 دولار.
ونزل خام برنت إلى مستوى 55.30 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 55.55 دولار وسجل أعلى مستوى 55.73 دولار، وأدنى مستوى 55.14 دولار.
وحقق النفط الخام الأمريكي "تسليم مارس" الجمعة الماضي ارتفاعا بنسبة 2 في المائة، في أول مكسب خلال أربعة أيام، وصعدت عقود برنت "عقود مارس" بنسبة 2.3 في المائة، بفعل صعود معظم السلع والمعادن المقومة بالدولار الأمريكي.
وأعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية الجمعة الماضي ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار 29 منصة إلى إجمالي 551 منصة، وهو أعلى مستوى منذ الأسبوع المنتهي 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.
وعززت هذه البيانات من احتمالات زيادة إنتاج النفط الصخري فى الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة، مع استفادة الشركات من صعود أسعار النفط أخيرا لأعلى مستوى فى 18 شهرا.
وكانت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قد ذكرت الأسبوع الماضي أنه من المتوقع ارتفاع إنتاج النفط الصخري فى البلاد خلال شباط (فبراير) المقبل، في أول زيادة خلال أربعة أشهر، بعدما عزز المنتجون نشاط الحفر والتنقيب.
وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.6 في المائة، مواصلا خسائره لليوم الثالث على التوالي، مسجلا أدنى مستوى فى سبعة أسابيع 100.16 نقطة، عاكسا استمرار بيع العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، الأمر الذي يدعم أسعار النفط كونها مقومة بالدولار وتنخفض تكلفتها بالنسبة إلى مستهلكي العملات الأخرى.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 51.80 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 51.45 دولار للبرميل فى اليوم السابق.
وقال التقرير اليومى لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاعا في إطار سلسلة من التقلبات السعرية سيطرت على تعاملات الأسبوع الماضي وإن السلة خسرت دولارا واحدا مقارنة بالسعر الذي سجلته في نفس اليوم من الأسبوع السابق الذي بلغ 52.64 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط