معمل «واسط» يرفع طاقة معالجة الغاز في السعودية 20 %

معمل «واسط» يرفع طاقة معالجة الغاز 
في السعودية 20 %

يعد معمل الغاز في واسط، الواقع شمال مدينة الجبيل الصناعية، أحدث معمل للغاز يساعد على تلبية احتياجات المملكة من الطاقة، وكجزء من رؤية المملكة 2030، التي تنص في محورها الاقتصادي على أهمية مضاعفة إنتاجنا من الغاز وإنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه. ويسهم هذا المعمل العملاق بمفرده في رفع طاقة معالجة الغاز في المملكة بنسبة 20 في المائة. وعلى عكس معامل الغاز الأخرى العائدة لـ"أرامكو السعودية"، التي تعالج الغاز الطبيعي المصاحب للنفط الخام في الحقول التقليدية، صُممت معامل جديدة – ومن بينها معمل واسط – لمعالجة كميات ضخمة من الغاز غير المصاحب تبلغ 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وإنتاج 1.7 بليون قدم مكعبة قياسية من غاز البيع أو الميثان وضخها إلى شبكة الغاز الرئيسة، و4800 طن متري يوميا من الكبريت المذاب التي تقوم بدورها بتوفير إمدادات الغاز الطبيعي إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه التي تلبي احتياجات المملكة من الكهرباء والمياه في القطاعين الصناعي والسكني. كما يعالج معمل واسط 250 ألف برميل زيت يوميا لإنتاج أنواع متعددة من اللقيم مثل الإيثان والبروبان والبوتان والبنزين الطبيعي للقطاع الصناعي للبتروكيميائيات. لقد كانت شبكة الغاز الرئيسة بمثابة خطوة استراتيجية تنطوي على آفاق ورؤى مستقبلية لخدمة المملكة، وتحقيق فوائد ومنافع للمجتمع في صور عديدة مهمة، فالغاز الطبيعي يعد لقيما مهما لصناعة البتروكيميائيات الوليدة والمتنامية في المملكة، الأمر الذي يساعد على إيجاد مواد خام يمكن تحويلها إلى منتجات عالية القيمة، مثل الدهانات والمواد اللاصقة واللدائن البلاستيكية ومواد العزل بل حتى قطع غيار السيارات. وفي الوقت الذي يرتكز فيه ازدهار المملكة ورفاهها على كونها أكبر مورد للنفط الخام في العالم، يشكل الغاز الطبيعي قاعدة أساسية لتطوير اقتصاد المملكة وتحقيق فوائد جمة للمجتمع. فالغاز الطبيعي وقود نظيف، واستخدامه بدلا من النفط الخام يساعد المملكة على الحد من الانبعاثات وإيجاد بيئة أنظف لأبنائها كي ينعموا بالعيش فيها. كما أن الغاز الطبيعي يوفر سبل التمكين والنجاح للصناعات الجديدة، التي تُوجِد فرص عمل للكوادر الوطنية على أرض المملكة، واستخدامه كوقود في المنازل يسمح للمملكة ببيع كميات أكبر من النفط الخام وأنواع الوقود السائل الأخرى الأعلى قيمة وتصديرها للخارج، بما يحقق مزيدا من الإيرادات للمملكة لتلبية احتياجات أبنائها من الطرق والمدارس وغيرهما من الخدمات المجتمعية. لقد دأبت "أرامكو السعودية" على التنقيب في مياه الخليج العربي بحثا عن حقول الغاز الطبيعي لتزويد معمل الغاز في واسط، وتكللت جهودها بالنجاح، حيث اكتشفت حقلين رئيسين للغاز غير المصاحب، وهما حقل الحصباة الذي يضم سبع منصات أحادية الآبار، وحقل العربية الذي يضم ست آبار. وسيزود هذان الحقلان معا معمل الغاز في واسط بإجمالي 2.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المصاحب، بواقع 1.3 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من كل حقل على حدة. يذكر أن فريقا من "أرامكو" السعودية يضم خبراء ومختصين من إدارة المشاريع في واسط وأعمال الغاز في منطقة الأعمال الشمالية هو الذي قاد عملية بناء معمل الغاز في واسط. ويأتي بناء معمل الغاز في واسط، متسقا مع رؤية المملكة 2030 ومع الأهداف الاستراتيجية لـ"أرامكو السعودية" لتلبية الاحتياجات المحلية من الطاقة وتعزيز الاقتصاد الوطني. وتحمل "أرامكو السعودية" على عاتقها مسؤولية توفير الطاقة على الصعيدين المحلي والعالمي، لكن في إطار سعيها لتوفير موارد الطاقة، فإنها لا تبحث في العادة عن الموارد فقط؛ بل تبحث أيضا في الطاقة التي يمكن أن توجد نوعا آخر من الطاقة أو يمكن تحويلها إلى منتجات جديدة، ومعارف جديدة وقدرات جديدة للشباب السعودي. وتُعد المملكة واحدة من الدول الرئيسة المنتجة للغاز، وتبذل "أرامكو السعودية" قصارى جهدها لتحقيق الريادة ليس فقط في مجال إنتاج النفط، ولكن أيضا في إنتاج الغاز، ومشروع واسط هو جزء من هذه المنظومة، فبعد اكتشاف حقلي الحصباة والعربية، أُطلقت هذه المبادرة بهدف زيادة إنتاج الشركة من الغاز، التي ستكون بدورها رافدا كبيرا لشركات الكهرباء والماء، وفي الوقت نفسه مصدرا لدعم شركات البتروكيميائيات لتصنيع مجموعة كبيرة من المنتجات بما يعود بالنفع على المملكة والعالم أجمع. إن "أرامكو السعودية" بوصفها شركة النفط المملوكة للدولة والمسؤولة عن جزء كبير من إيرادات الميزانية في المملكة، تدرك تماما مدى تأثير أعمالها وأنشطتها في المملكة وأبنائها. وللمساعدة على ضمان استمرارية الأثر الإيجابي لأعمال الشركة على المواطنين السعوديين، فقد أطلقت "أرامكو السعودية" برنامج التحول الاستراتيجي المتسارع متعدد الأوجه للتحول من مجرد شركة نفط وغاز إلى شركة متكاملة ورائدة للطاقة والكيميائيات على مستوى العالم، تركز على تعظيم إيجاد القيمة عبر جميع مراحل سلسلة المواد الهيدروكربونية، وتسهيل التوسع المستدام للاقتصاد الوطني، وإتاحة مقومات النجاح والتمكين لقطاع مزدهر للطاقة في المملكة. واسترشادا ببرنامج التحول الاستراتيجي المتسارع، ترعى "أرامكو السعودية" عديدا من المستثمرين المحليين والدوليين بما توفره لهم من فرص عديدة تدعم صناعات جديدة داخل المملكة، وهي صناعات من شأنها أن توفر منتجات عالية القيمة من النفط والغاز في مصانع تم بناؤها حديثًا. وبذلك فإن "أرامكو السعودية" توفر البيئة المواتية التي تمكن من إيجاد فرص عمل جديدة، ومزيد من روافد الدخل للاقتصاد الوطني. إن جعل الاقتصاد السعودي أكثر استدامة يعني شراء مزيد من السلع والخدمات من موردين محليين، ويعني أيضا إيجاد الطرق التي تتيح لـ"أرامكو السعودية" تخفيف الحمل على شبكة الكهرباء الوطنية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في تلبية احتياجاتها من الطاقة في القطاع الصناعي. وتعد محطة الإنتاج المشترك في معمل الغاز في واسط خير مثال على التخطيط الرامي لتحقيق الاستدامة. فمن خلال تحويل حرارة نفايات معمل الغاز إلى بخار، يستطيع معمل واسط توليد 750 ميجاوات من الكهرباء، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات المعمل، وينقل أكثر من 600 ميجاواط إلى معامل أخرى تابعة لـ"أرامكو السعودية" من خلال شبكة الكهرباء السعودية. وتسمح هذه العملية، المعروفة باسم الإنتاج المشترك، لـ"أرامكو السعودية" بتوليد الكهرباء كنتيجة طبيعية لأعمالها: وهي عملية تتطلب كميات أقل من الوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية وحرق كميات أقل من الوقود. ومما لا ريب فيه أن الطاقة البشرية تقف وراء طاقة الإنتاج المشترك وتعضدها. ويرجع الفضل، بعد المولى عز وجل، إلى الموظفين السعوديين الذين تولوا تصميم وبناء معمل الغاز في واسط ومرافق التوليد المشترك للطاقة. ومما يدعو للفخر والاعتزاز أن جميع أعضاء فريق أعمال الإنتاج المشترك كانوا سعوديين، وعديد منهم من شباب الخريجين من برنامج التدرج الذي ترعاه الشركة. ولقد حمل هذا الفريق الشاب على عاتقه مسؤولية كبيرة – حيث كانت الضرورة تحتم أن توفر محطة الإنتاج المشترك الكهرباء والبخار لدعم أنشطة التشغيل التجريبي استعدادًا لبدء أعمال معمل الغاز في واسط. علاوة على ما سبق، فقد وجه مشروع واسط الكثير من مشترياته من السلع والخدمات على وجه التحديد إلى شركات محلية، حيث تم شراء 40 في المائة من مواد المشروع محليا وتصنيعها داخل المملكة، وهو ما يسهم بالتالي في تنويع مصادر الدخل وإتاحة فرص عمل للسعوديين في المصانع، كما أن عددا كبيرا من موظفي المقاولين العاملين في المشروع (أكثر من 1800) هم من السعوديين، سواء فنيين أو مهندسي أو مديري مشاريع. وكانت "أرامكو السعودية" حريصة كل الحرص على اختيار موقع مناسب لأحدث معامل الغاز في الشركة، وقد وقع اختيارها في النهاية على موقع وسط، بالمعنى الحرفي للكلمة، بين مشاريع ومرافق أخرى قائمة، مع سهولة الوصول إلى البنية التحتية القريبة من خطوط الكهرباء وغيرها من المنافع. لقد اعتادت "أرامكو السعودية" تسمية المشروع باسم موقعه، وكان البدو الذين يعيشون حول الجبيل قد أطلقوا على هذا الموقع اسم واسط؛ لأنه محاط بعديد من التلال. وعندما وقع الاختيار على هذا الموقع، أطلقت الشركة الاسم نفسه على المشروع. وليس ثمة اسم آخر أنسب من واسط، فبقربه من الجبيل والمشاريع الأخرى، استطاع فريق العمل في مشروع واسط خفض تكاليف المشروع وزيادة ما يجلبه من فوائد لقطاع الطاقة والمجتمع على حد سواء. فعلى سبيل المثال، نجد أن المنافع التي تدعم هذا المشروع، مثل الكهرباء والمياه، متوافرة بالفعل في الخرسانية والجبيل، أضف إلى ذلك توافر البنية التحتية القريبة، مثل الطرق المؤدية للمشروع عبر طريق الظهران-الخفجي السريع القريب، إضافة إلى المشاريع المستقبلية مثل مشروع معمل الغاز في الفاضلي ومشروع السكك الحديدية الواصل إلى شركة معادن، وهي المتعاقد الرئيس لشراء الكبريت من واسط ونقله إلى مدينة رأس الخير، التي ستكون قريبة جدا من موقع المشروع، وسيتم استخدامها لنقل الكبريت عبر خطوط السكك الحديدية. وخلال العام الماضي، ومع تسليم عدة أجزاء من المعمل إلى إدارة الأعمال، عمل فريق أعمال "أرامكو السعودية" مع إدارة المشاريع من أجل المحافظة على متطلبات السلامة والجودة والتشغيل والصيانة.
إنشرها

أضف تعليق