Author

الخروج الخاطئ

|

جمعني مع زميل مشروع حيوي استراتيجي. كان ذلك الزميل مثالا للمثابرة والإتقان والبراعة. يقوم بعمله على أكمل وجه. بل يقوم به على نحو أفضل من المتوقع.
إذا فشلت في وصف الشخص المتقن، أذكر اسمه وأسترجع صفاته وسماته لتتضح الصورة.
أسهم في التخطيط والتصميم والبناء للمشروع، بفكره ووعيه وجهده وعرقه.
حدث سوء تفاهم بينه وبين رئيسه، فانسحب من المشروع مقدما استقالة لا رجعة فيها.
واصلنا العمل في المشروع. لكن كنا نفتقد لمساته ومهاراته. تم إنجاز المشروع بتوفيق من الله، بيد أنه غاب عن الحفل أحد أهم أركان المشروع، زميلنا الذي غادرنا.
اعتذر عن الحضور مفضلا عدم المشاركة في المناسبة، كونه رحل قبل إتمامه.
في كل مرة أشاهد زميلي ونتحدث عن المشروع أرى أسى في عينيه.
انتهى المشروع بسلام ولم يعد رئيسه رئيسا، ولكن الألم ما زال باقيا، يمخر عباب ذاكرته، ويستيقظ في نبرة صوته.
تذكرت تلك القصة بعد أن قرأت تغريدة للكاتب مدحت عامر يقول فيها:
"من الأشياء التي ندمت عليها وأنا في الـ30، عدم الصبر على مديرين سيئين ناكرين للجميل سارقين للإنجازات، وتركت بسببهم شركات عظيمة، وربما مسارا وظيفيا ممتعا. معظم هؤلاء المديرين لم يمكثوا بعد مغادرتي طويلا،
لذلك أحزن عندما أقابل شبابا مميزين تركوا شركات مميزة، لأنهم عملوا مع مديرين على تلك الشاكلة".
مع الأسف كثير منا يغادر وظيفته إثر خلاف أو اختلاف مع رئيسه.
لا شك أن الموضوع ليس هينا الاستمرار مع شخص تفقد متعة العمل معه.
لكن الأسوأ على الإطلاق أن نترك مشاريعنا التي نحبها بسبب شخص لن يطول به المقام. الرؤساء يتغيرون كثيرا. يتبدلون. فلا تضح بحلمك هكذا بسهولة بسببهم، حتى لا تندم وتيأس وتقنط وتحبط.
واصل تقدمك وإقدامك حتى تحقق هدفك.
عدّ ذلك الرئيس هو الحاجز الذي تقفز عليه، لتصل إلى نهاية السباق.
لا تدع أحدا يفسد طموحك، بل اجعله التحدي الذي يقودك إلى الانتصار والوصول إلى الجواهر.
الكل يذهب، ويبقى حلمك الحقيقي هو الذهب.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها