النفط يتراجع بفعل بيانات ضعيفة وتجدد الضبابية حول الفيروس الصيني

هبطت أسعار النفط، أمس، بعدما كثفت بيانات ضعيفة من آسيا وزيادة في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الضبابية حيال التوقعات الاقتصادية، في حين بدا أن منتجين رئيسين للخام ليسوا على عجلة من أمرهم لخفض الإنتاج.
وبحسب "رويترز"، تراجع خام برنت 1.11 دولار بما يعادل 1.87 في المائة إلى 58.15 دولار للبرميل، بينما هبط الخام الأمريكي 75 سنتا أو 1.32 في المائة إلى 53.12 دولار للبرميل.
وذكر ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي، أن هناك اتفاقا بين منتجي النفط العالميين على أنه لم يعد منطقيا أن يجتمع المنتجون من "أوبك" وخارجها مبكرا، قبل الموعد المقرر في أوائل آذار (مارس).
وتدرس منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا ومنتجون آخرون، في إطار ما يعرف بـ"أوبك +"، تقديم موعد اجتماعهم المقبل إلى شباط (فبراير) بدلا من السادس من آذار (مارس) بعد تضرر الطلب على النفط جراء تفشي فيروس كورونا في الصين.
وأضاف نوفاك، أن موسكو ما زالت تتواصل مع الدول الأخرى بخصوص الوضع في سوق النفط، مشيرا في تصريحات للصحافيين إلى أنه "إذا كنا نتحدث عن موعد الاجتماع، فهناك اتفاق عام الآن على أنه لم يعد مستحسنا تقديمه لموعد مبكر".
وتابع "ينبغي أن تعقد الاجتماعات المقررة - في رأيي- في مواعيدها المحددة، ولا يوجد شيء استثنائي يدعو إلى تغيير الموعد".
وتحاول "أوبك" إقناع روسيا بالانضمام إلى تعميق تخفيضات إنتاج النفط، وتعتزم موسكو الإفصاح عن موقفها خلال الأيام المقبلة.
وقال نوفاك، إن بلاده ما زالت تدرس موقفها، ولم يذكر ما إذا كانت ستدعم تعميق تخفيضات الإنتاج، قائلا، "لن نعلن شيئا بعد، وما زال أمامنا أسبوعان، سنرى كيف سيتطور الموقف، وماذا سيحدث في السوق، وما ستكون من توقعات عندئذ، الوضع تكتنفه ضبابية كبيرة ويتغير سريعا".
من جهته، قال راسل هاردي الرئيس التنفيذي لمجموعة فيتول لتجارة النفط لوكالة بلومبيرج أمس إن الطلب على النفط سيهبط بما لا يقل عن 200 مليون برميل في الربع الأول لأسباب على رأسها وباء كورونا، ويعادل الرقم فاقد بنحو 2.2 مليون برميل يوميا في تلك الفترة.
وأضاف هاردي أن تقديرات فيتول تشير إلى فاقد في الطلب بمقدار 700 ألف برميل يوميا منذ بداية العام بسبب طقس أفضل من المعتاد وحاليا، خسارة نحو أربعة ملايين برميل يوميا من الطلب في الصين.
ويتوقع الرئيس التنفيذي لفيتول أن يسجل سعر العقود الآجلة لخام برنت نحو 60 إلى 70 دولارا للبرميل في الأشهر القليلة المقبلة.
وتابع، "أعتقد أن ما تتحدث بشأنه "أوبك" هو تدبير منطقي إذا كان هدفها إعادة التوازن إلى السوق" مضيفا أنه يتوقع أن تمضي المنظمة قدما في تلك الخطة.
وتطبق منظمة "أوبك" وروسيا ومنتجون آخرون، فيما يعرف باسم مجموعة "أوبك +"، منذ أول كانون الثاني (يناير) اتفاقا لخفض الإنتاج 1.7 مليون برميل يوميا لدعم السوق.
وتقترح لجنة فنية تسدي المشورة لـ"أوبك +" خفضا جديدا بنحو 600 ألف برميل يوميا، وتقوم فيتول، أكبر شركة مستقلة في العالم لتداول النفط، بالتجارة في أكثر من سبعة ملايين برميل يوميا من الخام.