FINANCIAL TIMES

مرحبا بالتنفيذيين على «إنستجرام»

مرحبا بالتنفيذيين على «إنستجرام»

في الأسبوع الماضي، كان ديفيد سولومون، رئيس "جولدمان ساكس"، يستمتع بوقته في مؤتمر تكنولوجي في سان فرانسيسكو. برنارد لوني، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة بريتش بتروليوم، كان في القاهرة حيث التقى رئيس مصر، وآنا بوتين رئيسة بنك سانتاندير الإسباني، كانت تغمرها السعادة لسماع فيفالدي في حفل موسيقي في مدريد.
كيف عرفت ذلك؟ لأن ثلاثتهم انشغلوا بالنشر عن أنفسهم عبر تطبيق "إنستجرام"، موقع مشاركة الصور الذي أصبح إضافة رائجة إلى مستلزمات العلاقات العامة للشركات.
أشك أن منشوراتهم الجادة ستجذب محبي "إنستجرام" المخلصين، أحدث قائمة لأكثر 20 صورة إعجابا تضمنت كريستيانو رونالدو، وبيضة.
لكن ردة الفعل الأوسع نطاقا كانت متباينة، لأسباب لا تبدو لي دوما عقلانية. لوني رئيس "بريتش بتروليوم" هو مثال على ذلك. إنه مستخدم جديد لـ"إنستجرام" ويعد سلعة نادرة. 11 في المائة فقط من الرؤساء التنفيذيين لشركات النفط والغاز نشطون على منصات التواصل الاجتماعي وفقا لبحث أجرته مجموعة العلاقات العامة "برونزويك" العام الماضي. مقارنة بـ48 في المائة من كبار المديرين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا نشطين على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك ما لا يقل عن 20 في المائة من رؤساء صناعات الكيماويات والسيارات وتجارة التجزئة والمرافق الصناعية.
لكن بدلا من الترحيب بانغماس لوني المفاجئ في منصات التواصل الاجتماعي، اصطف النقاد للتحذير من مخاطره. قال أحد مسؤولي العلاقات العامة لهيئة الإذاعة البريطانية إن نشاطه في مجال الوقود الأحفوري مثير للجدل ومحاولة التحدث إلى نشطاء المناخ على منصات التواصل الاجتماعي قد ترتد عليه. ناقد آخر شعر بالقلق بسبب أن عديدا من قادة الشركات بدوا كأنهم أباء يرقصون في حفل زفاف عبر منصات التواصل الاجتماعي.
كلا التهمتين غير مقنعة. لا يعد رئيس شركة نفط غريبا على إثارة الجدل، خاصة في وقت تتزايد فيه المخاوف المتعلقة بالمناخ. حتى في دولة كبيرة منتجة للنفط مثل الولايات المتحدة، أظهر استطلاع للرأي العام الماضي أن معظم الراشدين يتفقون على وجوب تقليص استخدام الوقود الأحفوري بشكل كبير خلال العقدين المقبلين لمواجهة الاحتباس الحراري. أن يبدو مثل أب يرقص هي آخر المشكلات التي يمكن أن يواجهها رئيس لشركة نفط. الواقع أنه منذ أن بدأ لوني النشر على "إنستجرام" أخبره بعض متابعيه أن "بريتش بتروليوم" شركة منبوذة جشعة مدمرة للكوكب وترتكب جرائم ضد الإنسانية. لقد أصروا على موقفهم حتى الأسبوع الماضي، عندما أعلن خططا لتخفيض انبعاثات "بريتيش بتروليوم" إلى صفر صاف بحلول 2050. لكن ماذا في ذلك؟ بالتأكيد كان ذلك متوقعا.
الحقيقة يمكن أيضا لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون محفوفة بالمخاطر. تم إقصاء تيجان ثيام الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس، هذا الشهر بعد نشره صورة له على "إنستجرام" مع كبار المديرين التنفيذيين بدا فيها مبتسما، فسرت على أنها خطوة يائسة لإنقاذ وظيفته. استقال المصرفي، روري كولينان، من منصبه رفيع المستوى في "رويال بنك أوف سكوتلند" في 2015 بعد أسابيع فقط من نشر إحدى الصحف منشورا عبر تطبيق "سناب شات" أرسله إلى ابنته يشكو فيه من "اجتماع لعين آخر".
لكن هذه الحوادث نادرة بالنظر إلى أن 48 في المائة من كبار المديرين التنفيذيين في شركات "ستاندر آند بورز 500" و"فاينانشيال تايمز 350" يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي. وهناك حجة مهمة أكبر: ينبغي أن نسمع مزيدا من الأمور المثيرة للاهتمام من هذه الشخصيات المؤثرة، وليس أقل. منصات التواصل الاجتماعي، بطبيعتها، تميل إلى مكافأة الأصالة والاكتشافات الحقيقية. الرؤساء التنفيذيون استخدموا منصات التواصل الاجتماعي بحذر وتزمت لا رجاء فيه. القيود القانونية والائتمانية قد تجعل من الصعب على الرئيس التحدث وهو على رأس عمله. لكن حتى بعد المغادرة، فإن عدد الرؤساء الذين كتبوا مذكراتهم يبدو دائما ضئيلا نسبيا.
للتأكد من هذه النظرية بحثت في أرفف مكتبة "فاينانشيال تايمز" الأسبوع الماضي، حيث تبين لي فعلا أن عدد مذكرات عالم السياسة يفوق عدد مذكرات الأعمال بشكل كبير. في الأقسام من A إلى C وحدها كانت هناك ثلاث مذكرات سياسية مقابل كل كتاب من شخص مثل مايكل بلومبيرج، أو ريتشارد برانسون، أو جون براون. أعلم أن هذه ليست دراسة علمية. وأعلم أيضا أن هناك عديدا من مذكرات الأعمال المهمة. كل من لي لاكوكا وبوب لاتز قدم خدمة من خلال روايتيهما عن الحياة داخل صناعة السيارات الأمريكية. أثر جاك ويلش بالنسبة لشركة جنرال إلكتريك مماثل لذلك أيضا. هناك سبب مهم جعل كلا من وارن بافيت وبيل جيتس يعد كتاب Shoe Dog "خبير في تصميم وصنع الأحذية"، من تأليف فيل نايت، أحد مؤسسي شركة نايكي، واحدا من القراءات المفضلة لديهما عام 2016. كل واحد من هؤلاء المؤلفين قدم نظرة ثاقبة حول كيفية عمل شريحة كبيرة من العالم. لماذا لا يوجد مزيد منهم؟
ربما يجذب رجال الأعمال الأشخاص الذين يفضلون جداول البيانات على شكسبير. ربما لا تبيع كتب الرئيس التنفيذي بشكل جيد. وفي كلتا الحالتين يجب أن يكشف أقطاب الشركات عن مزيد. إذا كان التوسع عبر "إنستجرام" يساعد على تسهيل الطريق إلى النشر الكتابي، فهذا أمر جيد. لا بأس من الاستهزاء بمشاركاتهم، لكن يجب علينا أيضا أن نرحب بهم.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES