Author

حافلات المدارس

|

التوجه إلى توفير وسيلة نقل عامة للطلبة والطالبات مهم من نواح عدة، أهمها توفير الأمن والحماية لأبنائنا وبناتنا أثناء تنقلهم بين المدرسة والمنزل. ويؤكد الاهتمام بهذه الوسيلة على أمور أخرى لا بد أنها من ضمن الأوليات المهمة بالنسبة إلى توجه الدولة عموما.
هذه الوسيلة تنهي حالة من التسيب التي نشاهدها في كثير من مدننا لارتباط الآباء والأمهات بنقل الأطفال، مع التزام الجميع بأوقات دوام لم تضع هذا الأمر ضمن أولياتها في الأساس. أذكر أنه في عقود مضت صدر أمر بتقسيم وقت العمل على فترتين، صباحية ومسائية، ولم أعلم سبب ذلك التوجه، فقد يكون السبب البحث عن وسيلة لضمان الحضور المستمر لأولياء الأمور، بحيث لا ينقطعون عن العمل لالتزامهم بإيصال الأبناء والبنات من وإلى المدارس.
قد يكون من شهد تلك الفترة أقدر على إفادتنا عن السبب. عموما، هذه المحاولة يجب أن تعمم بحيث تمنع الخروج الذي نشاهده في كل المدن عند وقت انصراف الطلبة من المدارس، الذي يتحول إلى أكثر من ساعة، وقد يصل إلى ساعتين، بل إن البعض قد لا يعودون إلى عملهم إن لم تكن هناك وسائل ضبط تلزمهم بذلك.
عندها يمكن أن يكون القرار بإلزام الموظفين بعدم الخروج من مكان العمل مبررا، رغم أن مسؤولية ولي الأمر لا علاقة لها بالإضرار بالوظيفة التي يشغلها، وهو حال من يعملون في القطاع الخاص، حيث "دبروا" أنفسهم وأنهوا هذه المشكلة دون الحاجة إلى إيجاد آلية خاصة، لكنها ضرورية عموما. هناك كثير من الأمور ذات العلاقة، من أهمها استمرار ساعة الذروة فترة طويلة، بل إنها قد تكون طوال ساعات العمل، وهو أمر تختص به شوارعنا مع الأسف.
تسهم الجهات ذات العلاقة في تعظيم فائدة هذه الوسيلة، ومنها من توفر بعض وسائل النقل في المواقع التي لا تتوافر فيها هذه الخدمات، وقد يكون التوفير على الجهة أكثر من تكاليف توفير وسيلة النقل لأبناء الموظفين. كما جاء قرار "فيس الإطار" الإدارة العامة للمرور بمنع تجاوز حافلات النقل المدرسي، وتعظيم قيمة المخالفة لمن يتجاوز هذه الحافلات لتصل في بعض الحالات إلى ستة آلاف ريال، وهي مبررة ما دامت تحمي أبناءنا وبناتنا.

إنشرها