Author

الرجل الطفل

|

نسمع كثيرا عن بعض المشكلات التي تقع بين المرأة وزوجها، التي قد تتطور وتصل إلى مرحلة يصعب تداركها. ولا أقصد هنا المناكفات البسيطة التي تحدث عادة بين الزوجين فهذه لا يسلم منها أحد، بل هي كالملح للطعام وإنما المقصود تلك المشكلات التي ينتج عنها تفكك بعض الأسر. ولسنا هنا بصدد إيقاع المسؤولية على طرف دون آخر، ما أود الإشارة إليه هو أن المرأة الذكية تستطيع بشيء من المهارة أن تجنب نفسها وأسرتها كثيرا من المشكلات، إذا تيقنت أن هذا الرجل الذي يقف أمامها معتز بنفسه وقوته وكبريائه، يحمل بين جنبيه قلب طفل صغير، يسهل إرضاؤه بقطعة من الحلوى. والحلوى بالنسبة للرجل هي الكلمة الطيبة والابتسامة الحنون الصادقة والدعاء له والثناء عليه بما يستحقه. ولكون العلاقة بين الزوجين تختلف تماما عن أي علاقة أخرى لأنه ينبني عليها تماسك الأسرة وبالتالي تماسك اللبنة الأساسية في المجتمع، فلعل القارئة تسمح لي أن أشير في عجالة إلى بعض الأمور التي أرى أنها أساسية لبقاء الحياة الأسرية مستمرة في أفضل صورها. فمن ذلك إلى جانب ما ذكرت سابقا حسن استقباله عند عودته من عمله، لأن الرجل يأتي عادة متعبا من التفكير ومن الطريق، فعندما تستقبله زوجه مرحبة فسينعكس ذلك عليه وعلى سلوكه بقية يومه، ولتحذر من طرح الهموم والمشكلات عليه فور وصوله، بل عليها اختيار وقت ملائم لذلك. ومن الأمور الأخرى، الثناء عليه وعلى ما يقوم به نحو بيته -حتى وإن كان ذلك واجبا عليه- ، والحرص على نوعية الطعام الذي يفضله، وإتاحة الجو الملائم لنومه سواء في القيلولة أو في الليل. نعم إنه لمن الطبيعي أن تناقش المرأة مع زوجها بعض المشكلات ولكن ينبغي عليها اختيار الوقت والأسلوب المناسبين، وتجنب ذلك في حالة التعب أو الغضب، ومن الأمور المهمة التغافل عن بعض الهفوات أو الزلات التي لا يسلم منها أحد، وإكرام أهله وتقديرهم ومسايرته ومجاراته في الأمور والهوايات التي يحبها، ثم ليعلم أن الرجل ينفر من المرأة التي تدقق في كل صغيرة وكبيرة في حياته ويسر كثيرا بالمرأة التي تشجعه وتؤازره وتحتويه مع احتفاظها بكرامتها ومكانتها فامتلاك قلب الرجل وعقله ليس أمرا صعب المنال، بل يحتاج إلى امرأة تتمتع بقدر كاف من الذكاء ليس إلا.

إنشرها