default Author

5 صفات لقادة الأعمال في القرن الـ21 «2 من 2»

|


ثالثها: يجب تعيين أشخاص أفضل منك في أداء مهامهم فقد عملت خلال مسيرتي المهنية مع عديد من القياديين الرائعين ومنهم أول مدير لي خلال عملي في قطاع الاتصالات. تعلمت منه أنه في حال قمت بتوظيف أشخاص أستطيع التفوق عليهم بسهولة، فإني أبني فريقا سأجبر على حمله طوال الوقت. يجب أن يتأكد القادة أن كل شخص يستطيع القيام بدوره بثقة. مثل أولئك الأشخاص بإمكان قادتهم ومؤسساتهم الاعتماد عليهم. لن أنسى الدرس الذي علمني إياه. من الجيد أن يعلم القادة أنهم محاطون بأشخاص متميزين فتلك هي الطريقة الصحيحة لإدارة المؤسسة. بإمكان مثل ذلك الفريق تحقيق نتائج مذهلة وأفضل بكثير مما قد ينجزه كل شخص على حدة.
رابعها: السماح بالمخاطر المحسوبة حيث يجب أن يصنع القادة بيئات يستطيع الأشخاص من خلالها التجريب وتحمل المخاطر لاكتشاف حلول جديدة. كافئ العمل الناجح لكن أظهر أيضا تقديرك للدروس التي تعلمها فريقك عند الفشل. فالنجاح المستقبلي هو نتاج دروس الماضي.
تناول مشروعي الأول كمهندس شاب، خفض تكلفة لوحة التحكم الرئيسة في راديو السيارة. تخفيض التكلفة لكل وحدة كان بضعة دولارات، لكن قد يصبح بالملايين على حجم الإنتاج الكلي لمختلف المتغيرات في السيارة. غامر مديري بإعطائي فرصة، على اعتبار أنني حتى ذلك الوقت لم أقم بتسليم شيء يوحي بالنجاح. باشرنا العملية وتوليت مهمة العمل من خلال سلسلة القيمة لخفض التكلفة، تعلمت من أخطائي طوال الفترة. في الوقت الذي كنت أتساءل فيه عن سبب ثقته بي، أدركت أنه قام أولا بحساب المخاطر. فإذا ما فشلت كليا، سيقوم على الأرجح بإجراء تغيير في الدورة المقبلة وتحسين الوضع. النتيجة التي سعى إليها كانت التعلم، والنجاح كان بمنزلة مكافأة، فخور بالإنجاز الذي حققناه معا.
كما يجب ألا تشعر بالضغط لأن تكون ملما بجميع الأمور فيحتاج القادة إلى عدم الشعور بالضغط نتيجة تخوفهم من عدم معرفتهم لأمر ما. يجب أن تثبت لفريقك أنك تسعى بشغف نحو تعلم أمور جديدة، فالفضول نقطة قوة. أحد التحديات الأساسية التي يواجهها العالم، مثل تغير المناخ، تعني أن نجاح قادة الأعمال مرتبط بقدرتهم على التعلم واستكشاف أفكار جديدة. فالقادة القادرون على الخروج من منطقة راحتهم، سيكونون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات التي تواجه مؤسساتهم، وإنشاء ميزة تنافسية مستدامة للمستقبل.
كما أن القيادة بفكر مستنير في عصر يتسم بالتغيير يحتاج الأشخاص إلى الإلهام. فهم بحاجة إلى قادة يتواصلون معهم باستمرار على مستوى أسمى يتعدى المزايا الملموسة. لماذا نفعل ما نقوم به وما معناه، جميعها أسئلة يتعين على القيادي الإجابة عنها باستمرار وبأسلوب ملهم.
أخيرا، نحتاج في القرن الـ21 إلى قادة يصبون تركيزهم على تحقيق نتائج تعود بالفائدة على المجتمعات التي يخدمونها وليس فقط أصحاب المصلحة التقليديون. يجب على القادة أن يجعلوا أفعالهم تعكس الطريق نحو عالم أكثر إنصافا.
من خلال اتباع هذا النهج سيصنع القادة فوائد مستدامة على المدى الطويل تعود بالنفع على جميع أصحاب المصلحة.

إنشرها